رسالة من ولدي الأكبر

رأفت عبيد أبو سلمى
rafatebead2@gmail.com

خط مقالة

كتب بدمع العين الجاري إلي رسالة

اعلم أبت

أني أحبك فاسمع مني

إني أعلم أنك ماض بالإيمان الراسخ لكن

عندي شيء أنا أخشاه

أخشى من جور السلطان

أخشى من بطش السجان

لا تجهر أبت بكلام

ألزم صمتك إن سكوتك فيه سلام

شكرا ولدي

لكن اعلم أن سكوتي فيه مماتي

أن سكوتي يحطم نفسي يقهر ذاتي

أني أحبس عن رئتي هواء حياتي

صوت أبيك - بني الغالي- فيه علامة أني حي

أقتل خوفي

لا أستسلم

لم يخذلني حرف يشرق من أعماقي

هو يا ولدي يولد حيا

عند الله أراه الذخر المنجي الباقي

يقطر حبا للإنسان

يحمل مجدا للأوطان

يغضب دوما للحرية

يعلن أن الحق قضية

لست أداهن حد السيف

لست أشاهد بغي الحاكم ثم ألوذ بجب الخوف

أشكر ولدي نبض حروفك

أشكر نصحك

أوقن أن الحب الحاني كان وراء كلامك هذا

كم يسعدني أن تتمتع ولدي حبيبي بالعقلية

لكن ولدي اسمع مني

أنا في شوق للحرية

هذا الجيل القادم أيضا كم يشتاق إلى الحرية

والحرية ليست أبدا غير فؤادي

ليست إلا روح بلادي

ليست إلا سر حياة للبشرية

عمري قلبي روحي فداء للحرية

أنا قربان للحرية

فإذا مت بيوم قدر

فاذكر أن أباك توارى تحت الأرض ولم يركع إلا لله

كان الحلم بحريتكم أغلى هواه

والحرية ولدي الغالي حلم أعلى

أعيش أموت ولا أنساه

ولن أنساه

وسوم: العدد 716