الأخبار العالقة في "مرصد المتاهة"

مجموعة قصصية مشتركة لثلاث كاتبات تقاطعت همومها وتنوعت أساليبها

mabfdg901.jpg

صدرت حديثاً عن "منشورات تكوين" في الكويت المجموعة القصصية المشتركة "مرصد المتاهة"، والتي تضم 18 نصاً قصصياً، لكل من الكاتبات سوزان خواتمي من سوريا، وإستبرق أحمد وأفراح الهندال من الكويت، حيث اجتمعن في المرصد المتخيل لكتابة "الأخبار العالقة في المشهد" ، وهو العنوان الثانوي للمجموعة.

وتتلخص فكرة المشروع القصصي بوقفات إنسانية أمام مشاهد مما يحدث في العالم باشتغال أدبي، حيث تشكل بعض الأخبار المقتطعة من نشراتها اليومية موقفاً لإعادة بثه نصاً قصصياً مما يشكل الرؤية الخاصة لكل كاتبة، فكل خبر مقتطع يمثل مشهدا ، تتبعه ثلاث نصوص سردية، كل نص قصصي منها يمثل رؤية كاتبته .

حول رؤية التجربة كتبت الكاتبات على الغلاف الخلفي للكتاب:

“تندفع ثقيلة في ممر طويل ولامع، تتدحرج متجهة إلى قوارير بيضاء متحفزة، هي كرة البولينغ رقم ٨ التي تناسبني وغيرها بالنسبة إلى اللاعبتين، لكنها في الوقت ذاته واحدة، تجري مسرعة، فإما انحراف عن مسارها وإما تحصد الأهداف.

هكذا هي الكرة/الخبر/الموضوع الذي انزلقت أخبارنا كثلاث كاتبات، للوصول إلى الكتاب/القصة التي تمثل تجربتنا في هذه المغامرة. هل وصلنا إلى ما نأمل ونريد؟ الإجابة للقارئ فقط. الذي نزعم هو أننا تصدينا للصعوبات/ للأسئلة، كلٌّ منا بأسلوبه، مدركات أننا في كثير من المرات، كنا نسبح في المتاهة مع وحش القلق.

إستبرق أحمد

"الكتابة مغامرة غير محسومة النتائج، لحسن الحظ أن النتيجة تتعلق بمتعة لا تعادلها إلا متعة قراءة عمل محفز. كانت فكرة «معمل البسكويت» في أولها تشجعني على اللاكسل. من الطريف أننا خلقنا مناخًا للكتابة، فالأخبار الصحفية امتحان المخيلة. كان علينا أن نخوض في متاهات تضيق وتنفرج على هذا النحو أو ذاك من المواضيع الخاصة لندور عبر الكرة الأرضية. الجميل حقًّا أننا خرجنا برؤًى مختلفة، كل منها يخص قلم كاتبته وأسلوبها. فتح الأفق، تخطي العقبات، البصمة الشخصية. وأخيرًا... هاهو عمل مشترك بين يدي القارئ".

سوزان خواتمي

كنَّا نكابد الأنباء عبر مرصدٍ صغير يطل على متاهة هذا العالم؛ بين حرب وحمّى، وترحال كثير من الموت إلى الموت، وبينها صور كثيرة عن الحب والحياة، لا أعرف كيف يتم تجزئة هذه المشاهد المنهالة كلها بخبرٍ صغيرٍ قريبٍ من أخبار الوفيات؟ أو كيف يكون الاكتفاء بالحدث من دون تلمُّس تشظياته؟ أو كيف نقرأ الخبر مجردًا وفي المتاهة عوالم متوازية مضت أو قد تأتي يومًا ما! كنَّا نكابد الأنباء... وفي كتاباتنا نحرِّر النبوءات.

أفراح الهندال

أما عن الاشتغال الأدبي في المجموعة، فقالت الكاتبة أفراح الهندال: «هي مجموعة قصصية، عملنا فيها معاً لأكثر من عام، لم نجمع قصصنا معاً فحسب، وإنما كانت التجربة مشروعاً مشتركاً بيني وبين الصديقتين سوزان خواتمي وإستبرق أحمد، الهموم ناوشتنا وتقاطعت في المشهد الواحد الماثل أمامنا، أخبار العالم نشرة لا تنتهي فجائعها وغرائبها ولكننا دوّنا ما التقطه «مرصد المتاهة»، وكتبت كل منا برؤيتها الخاصة، فالطفل في الخبر.. ليس الطفل في نصي أو في نص أي من إستبرق أو سوزان، كل منهما كانت له حياة مختلفة، وهذا ينطبق على شخوص المجموعة كلها».

أما الكاتبة إستبرق أحمد فقالت: هو نوع من التضامن تجاه عالم يتفكك، ويضغط فيه الفضاء العام على حياة الأفراد مسلطاً بضوضائه على أسماعهم.. تمثل القصص القصيرة للمجموعة أسلوباً خاصاً في تناول الخبر كما أوضحت القاصة والكاتبة إستبرق أحمد، مع الحفاظ على الرؤية الخاصة لكل من الكاتبات الثلاث، ومن هذا، جاءت تتمة عنوان المجموعة: «الأخبار العالقة في المشهد».

معمل البسكويت

تتحدث سوزان خواتمي عما أسمته «معمل البسكويت» الذي ابتكرته مع أفراح وإستبرق كحلقة لتبادل الرأي وإنتاجه حول ما يكتبنه ضمن مشاريعهن الخاصة، تقول خواتمي: «ثم لاحقاً قررنا أن نخرج بعمل مشترك غير تقليدي، وليس مجرد تجميع للنصوص، لذلك بحثنا عن فكرة غير مطروقة، فكانت الأخبار التي تتناقلها الصحف والمواقع المشتركة لنؤسس عليها عوالمنا القصصية، والنتيجة ستة أخبار انفجرت في وجوهنا كما تفعل دائماً لتتحول بلمسة خيال وربما تحدٍ إلى 18 قصة قصيرة تعبر ليس فقط على تنوع الأسلوب واللغة والمشهدية وزاوية الالتقاط، بل توضح أيضاً اختلاف الأسلوب، وهذا ما يميز التجربة من حيث المبدأ.

صدر الكتاب عن منشورات تكوين ويعرض ضمن أعمال الدار في معرض كتاب الشارقة.

وسوم: العدد 901