اَلْعُصْفُورَتَانْ

اِنْطَلَقَتْ هَنَاءُ إِلَى حَضَانَتِهَا فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ سَعِيدَةً وَنَشِيطَةْ.

كَانَتِ الْحَضَانَةُ بِجِوَارِ مَسْجِدِ عَنْتَرْ.

شَدَّ نَظَرَ الْمُعَلِّمَةِ مَنْظَرُ عُصْفُورَتَيْنِ جَمِيلَتَيْنِ نَشِيطَتَيْنِ تَقِفَانِ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدْ.

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: تَأَمَّلْنَ يَا تِلْمِيذَاتِي فِي خَلْقِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ وَتَفَكَّرْنَ فِي هَاتَيْنِ الْعُصْفُورَتَيْنِ الطَّلِيقَتَيْنِ الْفَرِحَتَيْنِ بِنِعَمِ اللَّهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.

قَالَتْ هِنْدْ: لَكِنَّ الْعَصَافِيرَ حَجْمُهَا صَغِيرٌ وَوَزْنُهَا خَفِيفٌ بِالنِّسْبَةِ لِحَجْمِ وَوَزْنِ الْإِنْسَانْ.

فَمَا النِّعَمُ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى الْعَصَافِيرْ؟!!!

قَالَتْ سَلْوَى: هَلْ تَسْمَحِينَ لِي بِالْإِجَابَةِ يَا مُعَلِّمَتِي؟!!!

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: تَفَضَّلِي يَا سَلْوَى.

قَالَتْ سَلْوَى: خِفَّةُ وَزْنِ الْعَصَافِير نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.

جَنَاحَاها الصَّغِيرَتَانِ اللَّتَانِ تُسَاعِدَانِهَا عَلَى الطَّيَرَانِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.

حِفْظُ اللَّهِ لَهَا أَثْنَاءَ الطَّيَرَانِ حَتَّى لَا تَسْقُطَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: شُكْراً يَا سَلْوَى.

هَلْ مِنْ تَعْلِيقٍ يَا تِلْمِيذَاتِي؟!!!

قَالَتْ نُهَى: اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَهَبَ الْعَصَافِيرَ خِفَّةً وَرَشَاقَةً لَمْ يُعْطِهَا لِلْإِنْسَانِ فَهِيَ تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ عَلَى أَعْلَى الْأَمَاكِنِ بِرِجْلَيْهَا الصَّغِيرَتَيْنِ وَكَذَلِكَ تَسْتَطِيعُ الطَّيَرَانَ وَالتَّنَقُّلَ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ يَحْلُو لَهَا.

قَالَتْ ضُحَى: وَهَلْ تَشْكُرُ الْعَصَافِيرُ رَبَّهَا؟!!!

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:هَذَا سُؤَالٌ جَمِيلٌ يَا ضُحَى.

اَلْعَصَافِيرُ تُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهَا وَتَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهَا مِنْ نِعَمْ.

أَعْطَاهَا رِيشاً جَمِيلاً ذَا لَوْنٍ بُنِّيٍ جَمِيلٍ(أَحْمَرَ غَامِقْ)وَجِسْمُهَا مِنْ أَسْفَلَ(رُصَاصِي).

قَالَتْ لَمْيَاءْ: " هَلْ تَلِدُ الْعُصْفُورَةْ؟!!! "

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: " اَلْعُصْفُورَةُ لَا تَلِدُ وَلَكِنَّهَا تَبِيضْ.

وَتَرْقُدُ عَلَى الْبَيْضِ حَتَّى يَفْقِسَ وَتَخْرُجَ مِنْهُ الْعَصَافِيرُ الصَّغِيرَةْ.

وَبِذَلِكَ تَزِيدُ أَعْدَادُ الْعَصَافِيرْ. "

قَالَتْ سَمْرَاءْ: " هَلْ الْعَصَافِيرُ مِنَ الْحَيَوَانَاتْ؟!!! "

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: " لَا يَا سَمْرَاءْ.

اَلْعَصَافِيرُ مِنَ الطُّيُورْ.

وَهِيَ تُصْدِرُ أَصْوَاتاً جَمِيلَةْ: صَوْ صَوْ صَوْ صَوْ صَوْ."

قَالَتْ أَحْلَامْ: " اَلْعَصَافِيرُ وَزَقْزَقَتُهَا الْجَمِيلَةُ عَالَمٌ يَسْتَحِقُّ الدِّرَاسَةْ ."

قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: "بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا أَحْلَامْ.

فَالْعَصَافِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَمُتَعَدَّدَةْ.

وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَزِيدَكُمْ عِلْماً عَنِ اَلْعَصَافِيرِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهْ " .  

وسوم: العدد 918