اللوبي الصهيوني يستنفر حول العالم، ضد عملية " نبع السلام "

وكأنما أحد داس للوبي الصهيوني على ذيل ..!!!

وانطلق النباح من غرب إلى شرق ومن شمال إلى جنوب . وكل أجير يريد أن يُعرف مكانه ، فيسارع إلى الحرب معْلما أنه هو ..والمايسترو الباطن الظاهر يدير على أعين شعوب الأرض كل شيء .

في الولايات المتحدة ، والكونغرس الأمريكي بحزبيه تنطلق الحملة الأكبر ، بيلوسي رئيسة مجلس النواب تدخل في حالة هستيريا وترفع صوتها على الرئيس الأمريكي حول مكتبه البيضاوي . الموقف اليوم من عملية نبع السلام أجدى عليها وعلى حزبها من ألف حملة دعاية انتخابية مستقبلية ، وكل سلعة بقيمتها ، ويبدو أن التعليمات من الإيباك مشددة هذه المرة ، فلم يعد بوسع أحد أن يتخلف أو أن يتردد / كما قال بشار الأسد مرة ، نقلا عن بوش الابن نقلا عن الرواية في الانجيل : من ليس معنا فهو ضدنا. !!

ونظل في مجلس النواب الأمريكي  لنتابع صدور قرار توبيخي إجماعي يوبخ الرئيس الأمريكي يؤاجر فيه نواب الحزبين . والأشطر هو الذي يثبت صهيونيته أكثر .

وأبسط ما في عملية " نبع السلام " أنها نقضت ما " فتل " الصهاينة لشمال شرق سورية على مدى عشر سنوات ، فجعلته أنكاثا ..، وأتت على البنيان الصهيوني المبني على جرف من القواعد فانهار بأصحابه ...

ولذا يواجه الرئيس الأرعن ترامب اليوم بهذا الحجم من الغضب .. وكل النعيق يتوجه إلى الرئيس أردوغان وإلى الشعبين السوري والتركي على السواء ..ومن حق أن نقول لناطح الصخرة ليوهنها : أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل ..

ونبقى في الولايات المتحدة ، حيث يفقد الإعلام الأمريكي المهني الموضوعي!!!  وقاره ، ويخلع في هوى اللوبي الصهيوني عذاره . وأقرأ وأمسح عن عيني الكليلتين أهي هي السي ان ان التي تنقل عن " شهود عيان " أن قوات النظام السوري دخلت عين العرب كوباني بالتنسيق مع .. استحى إعلام بشار وقناة الدنيا ومنبر ...

وأتجه إلى الغرب الأوربي فأجد ، ويا لسوء ما أجد ... باباوات وبطاركة ورؤساء ووزراء وقادة أحزاب ومعارضات  هبوا يؤازرون اللوبي الصهيوني العالمي وأدواته في سورية ، ضد إنسانية الإنسان وضد الحرية والكرامة ، ويشتد أوار المعركة حتى يضع كل العقلاء أيديهم على رؤوسهم ألهذا الحد يتناصر المجرمون ، ما لكم كيف تحكمون ؟!

لا استخدام السارين ، ولا القنابل الفراغية ولا العنقودية ، ولا قتل الأطفال والنساء ، ولا تدمير البيوت وقصف المستشفيات والمدارس والمعابد ولا خمسة وخمسون ألف صورة وثقها القيصر كل ذلك على مدى عشر سنوات ؛ لم  يثر  من عش الدبابير الأوربي هذا ...ما أثارت عملية " نبع السلام" عملية محدودة على مدى أسبوع واحد تهدف إلى إقامة منطقة آمنة لإيواء شعب مشرد حرمه هؤلاء المجرمون من كل شيء..

أشرّق أكثر وأنصت إلى إعلام الضامن الرئيس في أستانا الشر والبلاء ، فأسمعه يقول في عملية " نبع السلام " ..كما قالت السي ان ان وبيلوسي والديمقراطيون والجمهوريون وكما قال الفرنسي والبريطاني والألماني والإيطالي والسويدي والياباني والصيني  ..حتى لتخال أن الحقل العالمي مشغول بقطعان وخطام المراييع فيه على طوله بيد واحدة  في تل أبيب متى شاء جذب ومتى شاء أرخى ..

تتذكر الصورة الجميلة لطرفة بن العبد يصور هؤلاء البشر تحت سلطان القدر :

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى .. لكالطول المرخى وثنياه باليد ..

وأعود إلى عالمنا العربي ، وإلى مؤسساتنا العربية ، وإلى إعلامنا العربي فأمسك لا عن عي ولا عن عجز ولا عن كلالة  ولكن يدفعني أبو الطيب أن انشد ...

وسوى الروم  خلف ظهرك روم .. فعلى أي جانبيك تميل

تتبعوا الوقائع ، وتأكدوا من التفاصيل . وابحثوا عن الشواهد ..ثم حاولوا أن تفسروا ؛ أي سر وراء هذا الاستنفار العالمي غير المسبوق ضد عملية نبع السلام  ؟! أي سر وراء هذا الاتحاد العالمي غير المتصور ؟ ! كيف تساقطت خلافات الأقوام والملل والنحل  ؟! وكيف تناسوا صراعاتهم وخلافاتهم أو مصالحهم وتطلعاتهم  ؟! وأي حديث عن إنسانية الإنسان يصح عند رواتهم ..؟!

من وجد تفسيرا غير الذي قلت كنت له من الشاكرين .

هل صح قول من الحاكي فنقبله .. أم كل ذاك أباطيل وأسمار

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 847