الشهرة أداة ، لفتح الأبواب ، أمام بعض الناس .. وقَيدٌ لبعضهم !

الشهرة مفتاح ذهبي ، للصالح والفاسد، من الناس، يفتح الأبواب ، لكلّ منهما، في حالات كثيرة ، متباينة!

الشهرة الإيجابية ، التي يحترم العقلاء والفضلاء ، أصحابَها ، أنواع :

 علمية .. أدبية .. اجتماعية .. سياسية .. عسكرية .. فكرية .. فنّية ..!

وكلّ من هذه الأنواع ، يحظى صاحبه باحترام الناس ، عامّة ، ويلقى ترحيباً ، من كلّ مَن يلتقي به ، ويسهّل له الناس عمله ؛ في المحافل ، والمؤسّسات الرسمية والاجتماعية ، وغيرها ! كما قد تتّسع شهرة المرء ، فتصبح عالمية ؛ إذا كان سببُ الشهرة ، إنجازاً عالمياً ، كالفوز بالجوائز الدولية ، والاختراعات العلمية ، والاكتشافات الطبّية والعلمية .. وغيرها !

كما أن هذه الشهرة ، تشكّل قيداً، على تصرّفات صاحبها، وتَحول بينه ، وبين ارتكاب مخالفات، تؤثّر في شهرته ، وتعرّضها لنقد الناس ، في وسائل الإعلام ، وفي المجالس الخاصّة ، وفي المنتديات العامّة !

وإذا كان صاحب الشهرة مبدعاً ، في مجال ما ، أدبي أو فنّي ، فإنه يترفّع ، عن الأعمال الصغيرة والهزيلة ، التي تضعف سمعته ، أمام الناس ، عامّة ، وأمام جماهيره الأدبية ، المعجبة بأدبه ، إذا كان أديباً ، خاصة ، أو أمام جماهيره الفنّية ، المعجبة بفنّه ! فلا يكتب ، إلاّ مايناسب مستواه ، الذي عُرف به ، بين معجبيه وقرّائه ، إذا كان كاتباً ، أو شاعراً ، أو قاصّاً ، أو روائياً ، أو ناقداً ! ولا يقدّم عملاً فنّياً ، يعلم أن جماهيره ، تنظر إليه نظرة دونية ، إذا كان ممثّلاً ، أو مطرباً ، أو رسّاماً ، أو مايدور في هذا الإطار!

     أمّا الشهرة السلبية : فهي قيد لصاحبها ، بين فضلاء الناس ، بيد أنها مفتاح له ، يفتح به بعض الأبواب المغلقة ، في حالات خاصّة ؛ كأن يكون لصّاً محترفاً ، يحتاجه بعض الناس ، في سرقة بعض الأشياء التي تهمّهم ، ويدفعون له أجراً مكافئاً ، لجهده وخبرته ! وإذا كان قاتلاً محترفاً مشهوراً ، فإن بعض الناس ، يدفعون له مالاً ، لقتل شخص ، يودّون التخلّص منه ! واحتراف القتل ، بقصد كسب المال ، معروف ، لدى كثير من الناس ، وقد تلجأ إليه دولة ما، لتتخلّص من شخص متعب لها ! وما أكثر من يستأجرهم بعض أصحاب الأموال ، أو المواقع السياسية والاجتماعية ، من القتلة المحترفين ، للتخلّص من عناصر، يرونها متعبة لهم ، أو مؤذية ، بصورة من الصور!

ومعلوم ، أن أصحاب هذا النوع من الشهرة ، منبوذون ، من قبل فضلاء الناس ، بل هم محتقَرون ، حتى من قبل الناس ، الذين يستأجرونهم ، لتنفيذ الأعمال السيّئة بأيديهم ، ويرفضون التعامل معهم اجتماعياً ، ويغلقون الأبواب ، في وجوههم ، كيلا تؤثّر السمعة السيّئة ، لهؤلاء ، في سمعة مَن يُضطر، إلى استئجارهم سرّاً !

وسوم: العدد 851