لا حاجة للمرأة المسلمة بدفاع العلمانيين عنها لأنها راضية بشرع خالقها جل وعلا

مرة أخرى حاول العلماني المدعو سعيد لكحل  في مقال نشر له على الموقع الذي دأب على ذلك باستمرار عنوانه : " البيجيدي وبرنامج التمكين من النساء لا لهن "  رمي عصفورين بحجر كما يقال ، أما العصفور الذي يستهدفه بالدرجة الأولى ،فهو الإسلام ، وأما العصفور الآخر، فهو حزب العدالة والتنمية الذي يتبنى المرجعية الإسلامية .

وخلاصة هذا المقال هو أنه انتقاد لرئيس الحكومة ولحزبه ،لأنه على حد تعبير صاحبه  لم يمكن للمرأة  كما صرح بذلك في  افتتاح الملتقى الوطني لإطلاق مشروع تمكين بمدينة مراكش يوم السبت 16 نوفمبر 2019 بل مكن منها . وهو يقصد أن هذا الحزب لا يعطي المرأة المغربية ما تستحقه من حقوق بل يهضم حقوقها بسبب مرجعيته الإسلامية التي هي مستهدفة من طرف العلمانية .

أما استهداف العلمانيين للإسلام، فسببه هو كون العلمانية  عبارة عن توجه لاديني  في الحياة ، ولهذا تعتبر الدين نفيا لها ،ولذلك تضمر وتظهر له العداء  من أجل تحقيق وجودها مع أن أصحابها يموهون نفاقا على عدائهم للإسلام بالتظاهر أنهم لا يستهدفونه هو في حد ذاته بل يستهدفون المنتمين إليه ،والحقيقة أنهم إنما يستهدفونه هو ، و لذلك ينتهي دائما نقدهم للمنتمين إليه بمقولتهم المتهافتة التي يزعمون فيها أن عصر الإسلام وبيئته وأصحابه كل ذلك قد ولى زمنه ، وأن هذا العصر هو عصر اللادين وعصر الحداثة ، وعصر حرية الإنسان المطلقة أو بعبارة أخرى هو عصر ألوهية الإنسان أو حلول الإنسان إلها في الكون مكان الخالق تعالى عما يقولون علوا كبير.

وأما استهداف حزب العدالة والتنمية ،فيدخل ضمن الحملة الانتخابية قبل الموعد ، وهو عبارة عن تعبئة وإعداد الرأي العام الوطني للانصراف عن هذا الحزب  وشيطنته  في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد الجزم بفشله في تدبير الأمور وتحميله مسؤولية كل القرارات التي  أثارت سخط وغضب  المواطنين مع أنه لا يتحمل وحده مسؤولية تلك القرارات بل تشاركه  في ذلك أحزاب أخرى تتقاسم معه السلطة والتدبير ، فضلا عما بات يعرف بحكومة الظل ، وهي حكومة لا يجرؤ أحد على الحديث عنها أو تحميلها  المسؤولية التي تحمل لحزب العدالة والتنمية .

وحتى لا يقال عني أنني بيجيدي الهوى، أصرح بأنه لا يعنيني  الانتماء إلى حزب أو جماعة ، ويكفيني الانتماء الإسلامي ثم الوطني و هما يغنياني عما سواهما ،لأن الأول يجمعني بكل مسلم مخلص التوحيد في العالم ، والثاني يجمعني بكل مواطن يشاركني الوطن ، أقول إن ما يعنيني من مقال العلماني سعيد لكحل ليس انتقاده لرئيس الحكومة وحزبه بل اتخاذهما مطية للنيل بخبث من الإسلام .

وردا على استهداف الإسلام بهذه الطريقة المكشوفة، أقول له إن المرأة المغربية المسلمة ليست في حاجة إلى دفاع العلمانيين عنها، لأنها راضية بما قسم الله عز وجل لها ، وأن شعارها هو قوله تعالى : ((  ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) وقوله تعالى أيضأ : (( فلا وربك  لايؤمنون  حتى يحكموك فيما شجر بينهم  ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) .

وبموجب هذين الشعارين تعتبر المرأة المغربية المسلمة راضية بوضعها في ظل الإسلام وسعيدة  بذلك غاية السعادة ، ولا مشكل لديها إذا تزوجت وهي بالغ خلاف ما يزعم العلمانيون من أنه زواج قاصرة، ذلك أن الزواج في الإسلام يكون عن رضى لا عن إكراه ، وأيما امرأة رغبت في الزواج وهي بالغ من حقها أن تتزوج ، ولا حق للعمانيين أن ينصبوا أنفسهم أوصياء عليها أويحددوا لها السن الذي يلزمها أن تتزوج فيه .

 والمرأة المغربية المسلمة راضية بولاية ولي أمرها أبا وجدا وأخا وعما وخالا وقريبا، وحتى ابنا إذا كان بالغا ومكلفا ، وهي فخورة بذلك عكس ما يراه العلمانيون في الولاية التي هي تشريف لها يعكس قيمتها عند أهلها وذويها ومحبتهم لها وحرصهم على حمايتها  والوقوف إلى جنبها إذا ما تعثرت حياتها الزوجية  بطلاق أو بترمل .

والمرأة المغربية راضية بنصيبها في الإرث الذي ارتضاه لها خالقها ، ولا تؤثر عليه قسمة أخرى ولو كانت أضعاف ما قسمه لها جل وعلا.

وليس رئيس الحكومة ولا حزبه هما الجهة التي تمكن للمرأة المغربية المسلمة بل الله تعالى قد مكن لها دينها مصداقا لقوله تعالى  : (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنّن لهم دينهم  الذي ارتضى لهم )) ، وهي راضية بما مكنها منه خالقها سبحانه  وارتضاه لها وهو أغير عليها من الخلق .

وللعلمانيين أن يدافعوا عن العلمانيات كما شاءوا وبما شاءوا، ولكنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في شؤون المسلمات لا من قريب ولا من بعيد .

ولقد سقط قناع العلمانيات الغربية خصوصا الفرنسية وافتضح أمر تضييقها  المخزي على المرأة المسلمة التي تعيش فوق ترابها والتي حرمت من أبسط حقوقها وهو لباسها ، وهل توجد همجية في العالم  اليوم كهمجية العلمانية  الفرنسية التي لا تمكن المرأة المسلمة حتى من  مجرد ارتداء ما ترغب فيه من لباس ، أو تسبح كاسية غير عارية كما هو حال المرأة العلمانية التي يظن العلمانيون أنها النموذج الذي يجب أن يحتذى ويعمم على نساء العالمين .

ألا يخجل العلمانيون من رفع دعوات مخزية تجعل المرأة  مبتذلة وعرضة للسفاح ؟ وهل زناها يعتبر تمكينا لها ؟ وأيهما الأمكن زواجها الذي يوصف عندهم بزواج القاصرة وهي بالغ  أم زناها الذي يزين و يبهرج لها ويسمى علاقة رضائية ؟ ومتى كانت المرأة الحرة الأبية ترضى لنفسها السفاح ؟ ومتى كانت ترضى لنفسها  إجهاض الحمل من سفاح ؟ ومتى كانت ترضى أن تضاجع مثيلتها في الأنوثة باسم المثلية  وهي السحاق المقابل لفاحشة قوم لوط بالنسبة للذكور ؟

وإنه لمن  التناقض الصارخ ،ومما يثير السخرية والضحك أن يطالب بعض المحسوبين على العلمانية بالمثلية و لكنهم لا يمارسونها ، ويطالبون بالرضائية ولا يرضونها لنسائهم كما يرضونها لغيرهن . أما الذين يفعلون ذلك، فيكفيهم ذلا وهوانا الدياثة والشذوذ والتهتك والإباحية، وأنهم من سفلة الناس . فإذا كانت البهائم والأنعام يأنف ذكورها ركوب بعضهم بعضا للجماع ، وتأبى إناثها ذلك  أيضا مع بعضها ، بينما يرضى ذلك دعاة الشذوذ الجنسي، فإنهم أضل من البهائم والأنعام  بل هم أحقر وأخس وأقذر حتى في نظر تلك البهائم والأنعام لو قدر لها أن تعبر وتنطق  .

وسوم: العدد 852