البازار التجاري بين أمريكا وإيران

اعزائي القراء..

لا تهمنا الأخبار التي تصلنا عن طريق الإعلام 

ولايهمنا تصريحات الطرفين الإيراني والأمريكي 

ولايهمنا وصول قطع الاسطول الامريكي للخليج 

فقد تبين لنا بالدليل الملموس  ان كل ما ذكرته اعلاه هو  مسرحية يقوم بأدائها ممثلون مخابراتيون  أما الفلم الحقيقي فهذا شيء مختلف .

الموضوع باختصار هو صفقة تجارية على حساب العرب.

فتاريخ الولايات المتحدة يؤكد ان  علاقاتها مع الدول العربية هي  علاقة استعلائية تحكمية , ومن السهل عليها ان تتخلى عن عملائها لمجرد زوال مصالحها معهم , والامثلة عديدة , منها تخليها عن ماركوس رئيس الفلبين , وعن شاه ايران , حتى انها رفضت استقباله عندما اطيح بحكمه عام 1979 عقب حركة الخميني المكشوفة ، وكذلك خلال الانتفاضات العربية حيث تخلت الولايات المتحدة عن عملائها في مصر  وفي تونس وفي اليمن   . 

من هذه المقدمة لا نستبعد ان تتخلى عن ما يسمون حلفائها في دول الخليج العربي . ومقدمات هذا التخلي وضحت في تصرفات الادارة الامريكية  السابقة في عهد الرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري منذ ان بدأت المفاوضات بين دول الغربية وبين نظام ملالي ايران حول الملف النووي الايراني .

وهنا اريد ان اسجل حقيقة يجب الانتباه اليها فأقول: 

صحيح ان دول الغرب فرضت عقوبات اقتصادية على نظام الملالي , وقد اثرت تلك العقوبات على الاقتصاد الايراني , وعلى مستوى معيشة المواطن الايراني اليومية .ولكن نظام الملالي عوض عن تلك الخسائر المالية بسرقة نفط العراق أمام اعين امريكا , وتهريب المليارات من الدولارات من البنك المركزي العراقي عن طريق عملائه من المليشيات الطائفية التابعة له .مما جعل العراق في حالة بؤس كامل أدت مؤخرا الى انتفاضة شعبية وجهت الاتهام المباشر الى شلة لصوص معممة تقاسمت ثروات العراق  بينها وبين نظام الملالي في إيران ، و رمت بالفتات لعميلها في دمشق من اجل بقائه ، وبكلمة أخرى تم سرقة ثروات  العراق الهائلة ليتعيش عليها لصوص عراقيين ونظامين اجراميين هما النظام الإيراني والنظام الأسدي وما يتبع لهما من عصابات مستوردة .

أما ماعدا ذلك من تصريحات وتصرفات توحي ان الحرب قادمة بين الولايات المتحدة وبين ايران , فهذا يدخل في البازار التجاري بين البلدين ليس إلا, 

فالولايات المتحدة كانت وما زالت تطمئن الصهاينة ان لا خطر على كيانهم من جانب ايران لاكثر من اعتبار . اولها: ان نظام الملالي ليست معركته مع الكيان الصهيوني رغم تصريحاته العدائية المسرحية ضده . وثانيهما: ان مصالح نظام الملالي مع اليهود في ايران وفي الولايات المتحدة كبيرة ومتشعبة . اذ يعيش في ايران الوف اليهود الذين تربطهم مع النظام علاقات ود ومصالح , وهؤلاء يرتبطون مع يهود الولايات المتحدة في منظمة ايباك الصهيونية ذات النفوذ الكبير في الكونغرس والادارة الامريكية . وثالثها : ان نظام الملالي يسعى الى استعادة مجد الامبراطورية الفارسية القديم من حساب الدول العربية ، وهذا الهدف يتحقق من خلال قوى ضعيفة مثل الانظمة العربية التي صنعتها بريطانيا في الربع الاخير من القرن العشرين في الجزيرة العربية والخليج العربي .

لقد تفاهمت الولايات المتحدة مع نظام الملالي في ايران من تحت الطاولة في احتلال افغانستان والعراق , وقد اعلن اكثر من مسؤول ايراني ان نظام الملالي قدم خدمات كبيرة للولايات المتحدة اثناء احتلال هذين البلدين . كما ان الولايات المتحدة اعلنت على لسان مسؤوليها ان التعامل مع الشيعة افضل من التعامل مع السنة , لان للشيعة مرجعية موحدة قادرة على فرض ارادتها على العموم دون مناقشة , فالامتثال لاوامر المرجعية الشيعية كبير جدا , وهذا غير متوفر في الجانب السني . وهذا الامر صرح به رامسفيلد عندما كان يلتقي مع السيستاني في النجف .

اعزائي القراء

لقد خلقت الولايات المتحدة  داعش للقضاء على ثورة عشائر العراق في المناطق السنية ثم استكمال المخطط باتجاه سوريا  , وحشدت دول العالم في (مسرحية الحرب العالمية الثالثة! )ضدها , وسمحت لنظام الملالي بادخال جيوشها الى العراق بشكل علني لكي تخوض معركة ما يسمى تحرير صلاح الدين , وخلال المعارك في صلاح الدين ظهر الحقد الطائفي ضد سكان هذه المناطق من خلال حرق البيوت وذبح الشباب والاطفال بالسكاكين وقطع الرؤوس , وتلك الافعال فاقت في بشاعتها ما فعلته داعش . 

وهزيمة داعش تتحقق بسهولة عند انتهاء المسرحية من وجودها بعد تدمير البنى التحتية في مناطق العرب السنة وقتل المزيد منهم بدعوى الانتقام من النظام الوطني السابق وتهجير السكان من اراضيهم لاحداث خلل في التركيبة السكانية في المناطق السنية لصالح الاهداف الطائفية التي ينشدها نظام الملالي . 

لقد باعت الولايات المتحدة العرب لايران , وهذا ما ابلغة جون كيري الوزير الامريكي السابق  لوزراء دول الخليج العربي عقب لقائه مع وزير خارجية نظام الملالي في جنيف , اي ان الادارة الامريكية السابقة والحالية  تقران باحقية ايران بالتمدد على حساب العرب وبدورها الاقليمي الى جانب الكيان الصهيوني .

اعزائي القراء

هذه هي الحقائق  على الارض بتدبير صهيوني غربي، يبقى السؤال : ماذا  سيفعل الحكام  العرب ليحموا بلادهم من هذا الخطر الطائفي  المشحون بالأحقاد انتقاماً  من العرب ثأرا لما حصل في الماضي كما يدعون .؟

ثم أين  مكان الكيان الاسرائيلي من كل هذه المسرحية؟

الخلاصة:

هناك مؤامرة كبيرة على امتنا، والانتصار الشعبي هو الذي سيكسر هذه المؤامرة. 

وما اندلاع الثورات الشعبية  في العراق ولبنان واستمرار الثورة في سوريا والاعتماد على الله اولاً وعلى انتفاضة الشعوب العربية ثانياً هو الطريق الصحيح لتحطيم  هذه المؤامرة 

وستنتصر الشعوب بإذن الله .

وسوم: العدد 852