أشدّ الناس بلاهة ، أو شقاءً ، من لعِب بعُمره ، وأعداؤه يلعبون بمصيره !

الحياة ، ذاتُها ، ليست لعبة ، لكنها ملأى باللعَب ، اللعب ، بأشكالها ، وأنواعها ، ومستويات الجهد والتفكير فيها ، وأنواع اللاعبين ، ومستوياتهم العقلية ، والعمرية والنفسية .. في البيئات المختلفة ، المتقدّمة منها ، والمتخلفة !  

مِن صوَر اللعب :

لعب الأطفال ، حسب أعمارهم ، لكلّ عمر، نوع من اللعب : اللعب بالدمى المتنوّعة .. واللعب بالكرات الزجاجية الصغيرة ، وغيرها !  وقد جدّت لعَب جديدة ، بوساطة الأجهزة الحديثة ، من تلفزيون وكمبوتر ، وخلويات ذكيّة ، وغيرها .. تناسب مختلف الأعمار !

لعَب الشباب بأنواعها : لعَب الكمبيوتر، والورق ، وطاولة الزهر، والرياضات المختلفة !

لعب الكهول العاديين : الشطرنج ، وطاولة الزهر، والورق ، وغيرها ! وبعضهم يلعب أنواعاً من الرياضة !

لعب الشيوخ العاديين : كلعب الكهول ، مثل : الشطرنج ، والورق ، وطاولة الزهر، وغيرها!

والمقصود بالعاديين ، من الكهول والشيوخ ، أولئك الذين لايلعبون بمصائر الناس ، عبر السياسة ، والقوّة العسكرية .. والقوى الأمنية والاقتصادية ، المرتبطة بهما !

                                              *

اللعب بالمصائر: لعب الساسة والعسكر، والقوى المرتبطة بهم :

 لعب الأفراد بالسياسة : يلعب بعض الأفراد بالسياسة ، خارج الأحزاب وداخلها ، عبر السلطات التنفيذية والتشريعية ! وهذا النوع من اللعب ، لايكون بمعزل ، عن مصائر الآخرين، من الشعوب !

لعب الأحزاب بالسياسة : كلّ حزب سياسي ، يلعب بالسياسة ، بحسب ظروفه وإمكاناته ، والقوى المختلفة : المنافسة له ، والمتصارعة معه ، والمتحالفة معه ! ولكلّ حزب : أهدافه وشعاراته ، وأساليبه في اللعب ! وكلّ ذلك ، للهيمنة على مصائر الشعوب ؛ لأن هذه الأحزاب، لاتستطيع العيش ، أو الفعل ، بعيداً عن الشعوب ، وطموحاتها وأحلامها ، التي تؤيّد ، لأجلها ، هذا الحزب ، أو ذاك !

لعب العسكر:

لعب العسكر، بالمؤامرات والانقلابات ،  ودماء مواطنيهم : وهذا اللعب يكون ، بين العسكر أنفسهم ، أو بينهم وبين الساسة ! وقد تجاوزت دول كثيرة ، لعب العسكر، وبقي هذا اللعب محصوراً ، في الدول المتخلفة ، التي تكون جيوشها ، لعَباً بأيدي زعماء ، لا يثقون بشعوبهم، ولا تثق بهم ، فيفتعلون انقلابات عسكرية ، للاستيلاء على السلطات السياسية !

لعب الدول الكبيرة ، بالدول الصغيرة وشعوبها : اللعب بمصائر الدول والشعوب ، وأرزاقها وثرواتها ، وسياداتها ، وحرّيات أفرادها ، وحرماتهم .. بالتعاون مع حكّام صغار، تنصّبهم الدول الكبرى ، على شعوبهم ، فيسحق الحكّام العملاء ، شعوبهم ، للبقاء في سلطات ، منحهم إيّاها أعداء بلادهم !

وسوم: العدد 854