بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان في الذكرى (72) للنكبة الكبرى

- ذكرى النكبة فرصة لاعلان الخلاص النهائي من اوسلو وقيوده وبناء استراتيجية نضالية موحدة

- ندعو الى تعزيز ثقافة الوحدة والصمود والمقاومة في مواجهة ثقافة التطبيع والخضوع للمحتل

النكبة الكبرى ذكرى تختصر بتفاصيلها كل عناوين العدالة والحرية والقيم الانسانية التي انتهكت على يد المحتلين الصهاينة لفلسطين وبدعم من الاستعماريين الفاشيين، لكن شعبنا لم ينهزم، ولم ينكس راية نضاله يوما. وإن اصراره على إحياء ذكرى نكبته على امتداد كل تجمعاته، رغم الظروف السياسية والوبائية الصعبة، إنما هو تأكيد جديد على التمسك بأرضه وبحقه في العودة إليها، ورسالة منه إلى العالم بأن معركتنا ضد المشروع الصهيوني ستبقى مرهونة بتحقيق أهدافنا الوطنية، في العودة وتقرير المصير والإستقلال والسيادة.

اذا كانت النكبة الوطنية والقومية الكبرى وتداعياتها قد شكلت الجريمة الاولى والاهم، فان صفقة ترامب - نتنياهو تشكل جريمة العصر الثانية بسعيها الواضح والصريح الى الاجهاز على كل عناوين القضية الفلسطيني، بما فيها محاولة العبث بالرواية التاريخية للنكبة التي ستبقى ذكراها هاجسا يؤرق الاحتلال والضمير العالمي الانساني، الشريك بصمته عن قول كلمة حق نصرة لفلسطين وشعبها، الذي لن تخيفه امبراطورية اليانكي الامريكي ولا جرائم الاحتلال الاسرائيلي اليومية، وسيبقى مناضلا من اجل انهاء هذه المأساة.

ان "رؤية ترامب" هي نسخة منقحة لمشاريع تصفووية سبق لشعبنا وان رفضها، وهي بضاعة فاسدة لا امكانية للحوار بشأنها بهدف تعديلها، كما يزعم البعض. لذلك نجدد القول ان الموقف برفض "صفقة ترامب - نتياهو" وعلى اهميته، لا يكفي لاسقاط هذا المشروع ما يقرن باستراتيجية وطنية توقف التعاون الأمني والتبعية الإقتصادية لإسرائيل.. وغير ذلك فنحن امام حل نهائي يفرض بالامر الواقع وتطبقه الادارة الامريكية واسرائيل بشكل تدريجي لتفرضه علينا بالتعاون مع أطراف عربية تتواطأ سرا وعلنا مع الخطوات الأميركية.

إننا إذ نعتبر ان مناسبة ذكرى النكبة مناسبة للوحدة والتلاقي ولم الشمل لتوحيد رسالتنا الى العالم، وفرصة للقيادة الرسمية الفلسطينية لاعلانها الخلاص النهائي من اتفاق اوسلو وإلتزاماته وقيوده. وفرصة ايضا لرفض "صفقة ترامب - نتنياهو" في ميدان الفعل والنضال ضد تداعيات الصفقة خاصة مشروع الضم الاستعماري الذي يتطلب تصادما مباشرا مع الاحتلال وممارساته وتهيئة الارضية لذلك، سواء عبر انهاء الانقسام وتفعيل الشراكة الوطنية او من خلال دعم المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان باستراتيجية نضالية تجمع ما بين المقاومة في الميدان والفعل السياسي الذي يحاصر الاحتلال ويضعه امام المحاكمة الدولية..

وإذ ندعو اللبنانية ومؤسساتها كافة الى شمول شعبنا بتقديماتها المتعددة الصحية والاغاثية والسماح للفلسطينيين في الخارج بالعودة الى عائلاتهم ومنازلهم في لبنان، فاننا ندعو هيئة العمل الفلسطيني المشترك الى الانعقاد، كي نواجه معا تداعيات جائحة كورونا على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والنفسية.. وإذ نتمنى السلامة لجميع ابناء شعبنا، فاننا ندعو الى تعزيز ثقافة الوحدة والتضامن والتعاون وعدم التساهل تجاه الالتزام بمعايير السلامة كي نحفظ مجتمعنا ومخيماتنا التي تفتقد الى الحد الادنى من الانظمة الصحية والبنى التحتية القادرة على التعامل مع هذا الوباء العالمي..

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

- بيروت في 14 ايار 2020 -

وسوم: العدد 876