تضحيات جماعة الإخوان المسلمين

لم تقدم جماعة أوحزب في الوطن العربي ماقدمته جماعة الإخوان المسلمين من تضحيات وشهداء على مدى ثمانين عاماً . ولم تتعرض جماعة لما تعرض له رجالها من التنكيل والإبادة المتوحشة . بدأ ذلك في قتل أهم مفكرين مسلمين في عصرهما سيد قطب وعبد القادر عوده رحمهما الله ،وتشويه آرائهما ككتاب عالميين  ، على يد مؤسس الحكومات العسكرية عبد الناصر الذي أحببناه يوماً وطربنا لخطبه ، بطل هزيمة حزيران 67 التي وصل حريقا المسجد الأقصى اليوم . الحكام الضباط الذين وللمفارقة  انهزموا في كل المعارك العسكرية وهي اختصاصهم ،كما يفترض  ،، ودمروا التنمية التي لا يفقهونها . وكانت نتيجة مشروعهم القومي العربي  الذي حملوه سبعين عاماً أن قتلوا المشروع ووقتلوا معه الأمة ،، إلى يوم زحف الربيع العربي على قصورهم .

كنت واحداً ممن عايش شباب الإخوان في ثانويات حماه

وكنت من الشهودعلى مذبحة حماه وجسر الشغور وفي الثمانينات حيث أعيش في منطقة الغاب التي تتوسط المدينتين، كانت أيام رهيبة قدمت المدينتان فيها شباب تلوذ بهم الروح . ولم يعرف أحد يومذاك  هول ماجرى في المدينتين ولا في مشارقة حلب  ولا يوم أعلنت دمشق عصيانها المدني .

يومها قام حافظ الاسد بتشكيل لجنتين عسكريتين لدمشق وحماه حيث اجهضت حركة دمشق وتم تدمير حماه و جسر الشغور والأحياء الثائرة في حلب وقتل أكثر من خمسين ألف شهيد ( على الهوية ) منهم أربعين الف في حماه وحدها . يومها ثار الكثير من قرى ريفنا واجتاحتها القوات الخاصة وقتلت واعتقلت الكثير من الشباب الذين لم يعودوا حتى اليوم. ولم يسمع عنهم أحد

حتى قامت الثورة المباركة في عام 2011 .

تلك الأيام صدر القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل منتسب لجماعةالإخوان المسلمين ، القانون الذي ليس له مثيل في العالم .

في تلك الأيام في مطلع الثمانينات كانت علاقاتنا ودية في مناطقنا مع الشباب من كل الأحزاب التي " كانت شكلية ،، الناصريون والوحدويون والاشتراكيون وفريق من الماركسيين المعارضين ، والفعاليات الاجتماعية  . وكانت تربطنا صلات طيبة مع شباب الاخوان من أهلنا وأصدقاءنا  وكنا نقف ضد الظلم الذي الذي يقع عليهم .

لم نر ولم نسمع عن واحد منهم خيانة وكانوا سباقين في العمل والتضحية لخدمة كل المجتمع الذي يعيشون فيه من المسلمين والمسيحيين وكانوا محترمين فيه .

وعلى مستوى الأمة لم يحدث أن سجل على الإخوان موقف لا وطني أو لا إنساني في كل معارك الأمة من حرب فلسطين عام 1948 إلى اليوم.بل على العكس في كل مرة تنهزم الانظمة العسكرية

تعود بالتنكيل بالإخوان المسلمين وكل القوى الوطنية الأخرى معهم . وقد  كانوا يلتقون معاً في السجون لعشرات السنين .

واليوم الإخوان المسلمون بل الحركة الاسلامية كلها ،، بحاجة الى قيادة  اكتسبت ثقة وحصانة في الجتمعات التي عملت فيها ، قبل أن تكتسب ثقةكوادرها . قيادة تستطيع محاورة العالم  بشكل شفاف ومتمكن . قيادة تزداد التزاماً بقضايا الأمة والقضايا الإنسانيةالتي قام عليها مشروعها الذي ينبثق من الاسلام الحنيف المعلن للناس منذ أربعة عشر قرناً ، وكلما اشتد الهجوم على حرية الشعوب وكرامتها .

كما كان حال كوادرهم يوم نكل بهم عبد الناصر وحافظ الأسد وغيرهم ورحلوا الى دول الخليج العربي وأوربا

وأمريكا وحازوا الاحترام والتقدير عند الحكومات والشعوب وتنظيماتها المجتمعية .

هذه القيادة سيقف  معها كثير من أحرار العالم من غير المسلمين ..

وفي القيادة الفذة لحزب العدالة والتنمية في تركيا مثال قريب يحتذى ..

ولنا في فريق قيصر القريب مثال على العمل المدني .

لقد طرحت ذلك في لقاء ضم عدد من المفكرين خلال شهر فبراير الماضي في اسطنبول .

ولهذا الحديث مكان آخر .

وسوم: العدد 886