مجزرة الشعب السوري جريمة دولية ضد الإنسانية

وكان العنوان الأول : دمروا سورية أبيدوا أهلها ..

وكانت مجزرة السارين في غوطة دمشق 21/ 8/ 2013 ، حلقة من حلقاتها ، وكان تحالف السارين الدولي .. حراميها وحاميها

( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً )

ولقد وجدنا كل ما حدثنا عنه كتاب ربنا من طغيانهم وجبروتهم وإرهابهم وتماديهم واستهتارهم بكل القيم والأخلاق والمعايير والنظم حتى التي يدعونها .. حقا وصدقا، ووجدناهم أجرأ ما يكونون على دماء المستضعفين من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ، قتلونا وأباحوا قتلنا بكل سلاح . جربوا في لحم أطفالنا الحي مئات الأسلحة الاستراتيجية ، ثم أصموا آذان العالم وهم ينادون علينا : إرهابيون ..

ولقد ضم تحالف السارين في المشهد السوري ، كل إرهابيي العالم ، وكل النافذين في العالم ، وكل مالكي القوة والسطوة والقدرة في العالم .. ولا نستثني ، بل نضم إليهم من يستثني ، لتمرر الجريمة على أكتاف الجريمة في مسلسل للجرائم لا ينقطع ، ولا تنتهي حلقاته وقد أصبح عمره اليوم في شامنا الحبيب أكثر من نصف قرن ..

في سورية ليس بالكيماوي وحده يقتل الإنسان !!

 بل يقتل بالكيماوي والبيولوجي والعنقودي والفراغي والمهتز والمرتج والمشع والخارق والحارق ، يقتل بالسلاح الذكي وبالبرميل الغبي، ويقتل بالسوط والحجر والصعق والشبح والتجويع والتعطيش ..

وكلهم يعلم ، وكلهم يتابع ، وكلهم يستمتع بفيلم الرعب الذي استطال على مدى عشر سنين . وكلهم أشبع نهمته السادية ... فما زال يستمتع بمشاهد من شهادة قيصر كل يوم قبل المنام . فيبرد الغليل ، وتروق الأحلام ..

في سورية وعلى أبناء شعبها تكاتف إرهابيو المجتمع الدولي أوباما وبوتين ولفيفهما ودواعش صغار ، صُنعوا على عين ، وأسندت إليهم المهمة بإحكام ؛ وتحالف الجميع على الضحايا .و داسوا بأقدامهم الهمجية صدور أطفال كانت تحشرج وتلجلج بجرعة الغاز القاتل المبيد ...وعقدوا الصفقة المريبة مع الإرهابي المنفذ . وأكدوا معه ومع أدواته عقد العمل على التأبيد .

وكان مقتضى الصفقة أن يدعموا الإرهابي ليكمل المشوار ، وها هو يفعل . ومنذ أيام كان ترامب الذي خالف أوباما في كل الملفات ، غير ملف بشار الأسد ، يعرض التواصل على "الأنيمال " حسب وصفه ، لاستكمال المهمة المتفق عليها في الصفقة الأولى ، صفقة : تدمير سورية وإبادة أهلها الحقيقيين ...لتصير كما فلسطين إلى شراذم من الأدعياء والمكلفين ..وما أقبح الشراكة بين " المكلفين " !!

عشر سنوات من الدم المراق ، والعرض المنتهك ، والحقوق المسلوبة ، والدوران في دوامات الحقد والضغينة وكراهية الإنسان ، ولقد وجدنا فيها كل ما وعدنا ربنا حقا ..

وتمت كلمته صدقا وعدلا .. ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ) لم يتوقفوا ولن يتوقفوا ..

ويوم نلقاه سيسألنا : فماذا عملتم فيما علمتم أيها المتضعضعون ؟!

العدل لصدور أطفال قطعها السارين ..

والخزي والعار لأعداء الإنسان ، مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية . الخزي والعار لكل من شارك في الجريمة على أرض الشام ، وكل من نفذ جريمة السارين ، أو شارك فيها ، أو دعمها ، أو تستر عليها ، أو استثمر فيها ، أو سكت عليها .. كذا جرحك يا شام ظل على الزمان فواحا ..

وإن مع اليوم غدا ..

وإن غدا لناظره بالحق لقريب ..

الله أكبر .. الله ربنا ولن يترنا أعمالنا ، ولا دماء شهدائنا ، ولا حشرجات صدور أطفالنا..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية