التحالف الغادر .. التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الامريكية ( 1)

الرمسة – فريق التحرير

qadaya1.jpg

 حين نقيم الخطرين الأيراني والاسرائيلي على العرب، بعيداً عن التعصب الذي يطغى على العديد من الذين يدلون بلوهم في هذا الأمر، نجد ان المشروعين معاديان للعرب.

ولايران تاريخ في معاداة العرب وتعاظم هذا الدور بعد وصول خميني الى السلطة عام 1979، واعتماده مبدأ تصدير الثورة، الذي ما كان إلا على حساب العرب “الجهلة، المتخلفين ،اكلة الجراد..” إلى آخر هذه الرؤية العنصرية.

ولم يكن رفع إيران شعارات تحرير فلسطين إلا ذراً للرماد في العيون، فعلى سبيل المثال،  لم يعرف العرب عن فيلقها القدس منذ تأسيسه، إلا قتل العرب وخصوصاً السنة منهم، فيما لم يحرك ساكناً تجاه اي اسرائيل اطلاقاً.

وطيلة سنوات، كان بعض حكماء العرب يرون أنه ليس من مصلحتنا ونحن نواجه اسرائيل أن نكسب عدواً جديداً، وهو رأي صائب، في حال إن كان ذلك بأيدينا، فماذا إذا كانت إيران حسمت امرها منذ البداية لتكون عدونا، في مساعاها لمد امبراطوريتها على حساب العرب، ونستذكر هنا ما اعلنه مسؤولون ايرانيون قبل سنوات حين قالوا ان طهران باتت تسيطر على اربع عواصم عربية، والتحذير الذي أطلقه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عن المثلث الشيعي.

المشروع الايراني ضد العرب يتناغم ويتطابق مع المشروع الصهيوني في تحالف غادر برعاية امريكية وهو الان يتمدد ويتغلغل في بلادنا، ما يجعلنا حقاً نواجه مشروعين يستهدفانا، وبينهما الكثير من المشتركات.

وتباشر “الرمسة” اعتبارا من اليوم النشر على حلقات  كافة التقارير والمخطوطات والكتب التي تكشف عن هذه العلاقة التحالفية الغادرة.

ونتناول في الحلقة الاولى عرض لكتاب حلف المصالح المشتركة .. التعاملات السرية بين ايران واسرائيل والولايات المتحدة الذي الفه”تريتا بارسي” أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة “جون هوبكينز” واستعرضه الاستاذ علي باكير

Treacherous Alliance: The Secret Dealings Of Israel, Iran And The U.S.[1]

 تأليف:  Trita Parsi

عرض : الأستاذ علي باكير

 “التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية”. هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض “الوهابيين” أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.

 انه قنبلة الكتب  و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.

qadaya3.jpg

الكاتب هو “تريتا بارسي” أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة “جون هوبكينز”، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة “ستكوهولم” لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة “جون هوبكينز” في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.

qadaya6.jpg

وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.

كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية “تريتا بارسي”. فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس “بارسي” المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.

يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.

يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.

ويعالج “تريتا بارسي” في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.

وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:

أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).

ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.

ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين “الأيديولوجية” و “الجيو-ستراتيجية”، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل “الجيو-ستراتيجي” و ليس “الأيديولوجي” الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.

بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية…الخ.

qadaya8.jpg

وفي إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على “عقيدة الطرف” الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على “العصر السابق” أو التاريخ حين كانت الهيمنة “الطبيعية” لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.

وبين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.

واستنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل.

يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل.

كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.

وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست “خصما لا عقلانيا” للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد “اللاعقلانيين” من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط.

فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور “لا تشكّل “خطرا لا يمكن احتواؤه” عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.

وإذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.

qadaya9.jpg

في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي “إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير” في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.

ويشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية “لا حرب، لا سلام”. الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية “لا حرب، لا سلام” هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ “العرب يريدون النيل منّا”.

qadaya10.jpg

الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا.

عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة.

يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.

ويؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه “حليف إسرائيل”.

فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة “الإسلامية” التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.

استنادا إلى “بارسي”، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الاستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.

qadaya11.jpg

ويؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب “انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000” هو أنّ إسرائيل ارادت  تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.

ويكشف الكتاب أنّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران و إسرائيل في عواصم أوروبية اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع “مؤتمر أثينا” في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما بعد  إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا أكاديميا.

ويكشف الكتاب من ضمن ما يكشف من وثائق و معلومات سرية جدا، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.

وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد “اقتراح” جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد “صفقة كبيرة” مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.

تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على “الصفقة الكبرى” و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على “خارطة طريق” بخصوص ثلاث مواضيع: “أسلحة الدمار الشامل”, “الإرهاب و الأمن الإقليمي”, “التعاون الاقتصادي”.

وفقا لـ”بارسي”, فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.

هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي:[2]

1-عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).

2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.

3-  عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.

4 – التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.

5-  قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى “طرح الدولتين” و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.

المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم  اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة “تدمير إيران لإسرائيل” و “محوها عن الخريطة”.

ينقل “بارسي” في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار “أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر”. بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.

ويشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.

ومن المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.

باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع “تريتا بارسي” تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!

[1] تاريخ النشر: 1 Oct. 2007       الناشر: Yale University Press

عدد الصفحات: 384 صفحة        الترميز الدولي: ISBN-10: 0300120575

[2]تناول كاتب المقالة (علي باكير) هذا الموضوع بتفصيل كبير و دقيق -بعد رصد و متابعة لأشهر عديدة- في سلسة مؤلفة من ثلاث تقارير نشرت في جريدة السياسية الكويتية تحت عنوان:
(المساومات الإيرانية – الأميركية… “إيران غيت” ثانية أم حرب خليج رابعة) بتاريخ 6/7/8-3-2007 يمكن الرجوع إليها لمزيد من التفاصيل على الرابط التالي:
– الجزء الأول: http://alibakeer.maktoobblog.com/?post=235068
– الجزء الثاني: http://alibakeer.maktoobblog.com/?post=237089
– الجزء الثالث: http://alibakeer.maktoobblog.com/?post=239430

وراء الكواليس.. العلاقة الخفية بين إيران وأمريكا- الجزء الثاني

الملف الإيراني

ليليان أحمد - 27 يونيو، 2016

  • عرض مختصر وسريع لأهم ما جاء في دراسة “المربط الصفوي: مقاربات عقدية وسو سيولوجية وسياسية وتاريخية” لدكتور: أكرم حجازي.

في دولة رأسمالية تقوم فلسفتهًا على السوق، حيث يمكن تسليع أي أمر أو شيء؛ وحيث مبدًا الكسب والخسارة هو معيار النجاح والفشل، يبدو كل شيء ممكنًا، بمًا في ذلك العلاقة مع إيران «الإمامية»، المؤمنة بـ «الولاية»، والكاظمة لغيظ فارس «المجوسية».

فمًا من سبب يمنع قيام تحالفات استراتيجية بين الجانبين، لاسيما أن البراغماتية، وكل المشتركات المصيرية بين الولايات المتحدة وإيران وحتى «إسرائيل»، متوفرة لديهم تاريخيًا وموضوعيًا ومستقبليا. بالإضافة لما ذكره تريتا بارزي في «التحالف الغادر» عن مقترح إيراني بعد غزو العراق سنة 2003 لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة و «إسرائيل».

مشروع تقاسم نفوذ بين الولايات المتحدة وإيران

qadaya12.jpg

رواية د. يورغن تودنهوفر

كشف النائب الألماني السابق د. يورغن تودنهوفر، في مقالة له نشرت في 6/10/2013، في ثلاثة صحف ألمانية هي «berliner-zeitung» و«Frankfurter Rundschau» و«Kölner_Stadt-Anzeiger»، عن مشروع تقاسم نفوذ بين الولايات المتحدة وإيران، كان الكاتب فيه وسيطًا بين الجانبين، لتقديم العرض إلى الإدارة الأمريكية في 26/4/2010.

ويقول الكاتب بأن الورقة الإيرانية نصت على أن:

إيران تريد السلام مع الولايات المتحدة، وأنها طلبت أن تكون المفاوضات مع الأمريكيين (1) ندِّية، و (2) على أعلى مستوى، و (3) بعيدة عن الصخب الإعلامي الأمريكي، (4) وأن يكون وزير العدل الألماني، ولفغانغ شويبيليه، وسيطًا لترتيب هذه المفاوضات

وفي ذلك الحين لم تنف إيران ما ورد في مقالة تودنهوفر. أما جوهر المشروع، فينص على:

  1. تقديم إيران ضمانات موثقة وحقيقية تتعهد فيها بعدم صنع القنبلة النووية، من بين تلك الضمانات التزام الحكومة الإيرانية بعدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من نسبة 20% المخصصة للأغراض الطبية.
  2. الاستعداد للوصول إلى اتفاق مرض مع أمريكا حول تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط.
  3. استعداد إيران للمساهمة البناءة في إيجاد الحلول للصراع في أفغانستان والعراق.
  4. الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب العالمي بأفكار وإجراءات ملموسة.

صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية

عشية تشكيل التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن:

رسالة سرية بعث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الشهر الماضي، يؤكد فيها المصالح المشتركة بين البلدين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية

وأن: الخطاب الذي أرسل منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يوضح أن التعاون بين الولايات المتحدة وإيران بشأن محاربة التنظيم مرتبط باتفاق يجري التفاوض عليه بين إيران ودول أخرى بخصوص البرنامج النووي الإيراني وأن مسؤولي الإدارة: لم ينفوا وجود الرسالة حين سألهم دبلوماسيون أجانب في الأيام القليلة الماضية.

مقابلة مع الإذاعة الوطنية NBR

من جهتهم، وكالعادة، رفض الإيرانيون، بلسان المرشد، الطلب الأمريكي، فيما وصف الرئيس حسن روحاني التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» بأنه «مثير للسخرية». ومع أن الجانبين دخلا في جدل إعلامي، إلًا أن الرئيس الأمريكي عاد بعد نحو شهرين، وخلال التفاوض على البرنامج النووي الإيراني، ليقدم عرضًا أمريكيا لإيران، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية «NBR – 18/12/2014»، قال فيه ما لم يقله من قبل:

إن طهران يمكن أن تصبح قوة إقليمية ناجحة للغاية إذا وافقت على اتفاق طويل الأمد توقف بموجبه برنامجها النووي، وأمامها فرصة للتصالح مع العالم

وفي حديثه حول العقوبات قال أوباما:

رفع العقوبات عن طهران سيساعدها على أن تصبح قوة إقليمية ناجحة للغاية، تلتزم أيضًا بالمعايير والقواعد الدولية

أما عن سر هذا العرض الفاتن، بحسب أوباما، فلأنه:

«سيكون… في مصلحة الجميع».

فورين بوليسي

بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية – صنعاء والكثير من المحافظات اليمنية، نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريرًا يقول بأنه بعد الدعم العسكري الأمريكي للقوات الإيرانية في العراق وسوريا؛ فإن:

اليمن يمكن أن يكون ساحة المعركة القادمة، وأن الشراكة القلقة بين واشنطن وطهران تمتد الآن إلى اليمن

وختم التقرير بالقول:

إن الولايات المتحدة مستعدة للسماح لإيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، وهذًا في جزء منه للمساعدة في تأمين صفقة نووية

رغم «الشراكة القلقة»؛ إلًا أن الجيوش الإيرانية، الأمنية والعسكرية، منتشرة في العديد من الدول، وسط عشرات المليشيات الشيعية المدججة بالسلاح، وعشرات القنوات الفضائية، وتصريحات إيرانية لا تكل ولا تمل من الحديث عن التوسع، ومقترحات سياسية للتفاهم على المنطقة، الواحد تلو الآخر، وترحيب أمريكي وغربي وشرقي بدور إيراني يرفع عنها كاهل التدخلات، وبما يسمح للقوى الدولية الالتفات إلى مشاكلها الداخلية.

مجلة «economist»

من جهتها أوردت مجلة «economist» البريطانية في تقرير لها شهادات ذات مغزى عن طريقة عمل المليشيات الشيعية وأهدافها. واستنادًا إلى شهادة الشيعي العراقي، أوس الخفجي، يقول الكاتب إن:

«العديد من المقاتلين الشيعة يدَّعون ببساطة أنهم يدافعون عن المراقد الشيعية المقدسة. لكن رجاله في سوريا لا يقاتلون لأجل الأسد».

أما الخفجي نفسه فيأمل بأن يشكل:

«حراس الثورة الشيعية، قوة واحدة في المنطقة كاملة».

وبحسب التقرير فإن:

دور المليشيات يتعدى المراقد. رجال حزب الله لا يخفون سيطرتهم على جنوب سوريا، على الحدود الإسرائيلية، كما يلمحون بأن هذه الأرض لن ترجع للأسد. أحد قادة حزب الله قال إن الحزب في سوريا هو من يبدأ الضربات

وأحد قادة المليشيات يقول:

«كل بلد عملية منفصلة، لكن الهدف واحد».

وببساطة؛ فالتقرير يفسر دعم النظام الدولي لهذه المليشيات، ومثلها الكردية، وعدم التعرض لها على خلفية قراءة مواقف: الحكومات الغربية التي تنظر للمليشيات الشيعية بشكل أقل قلقًا عن نظرائها السنة، بالرغم من أنها تنافسها بالدموية أحيانا.

لذا فإن:

«أحد الأسباب لذلك هو أنهم لم يستهدفوا الغربيين بعد».

Charles Krauthammer

ومع أنه ما من خطر يتهدد الوجود الدولي في المنطقة، إلا أن Charles Krauthammer كتب مقالًا نقديًا في صحيفة «الواشنطن بوست» بعنوان: «حلم أوباما في الشرق الأوسط تحقق: إيران قوة إقليمية ناجحة جدًا». وفيه يقول:

«هذا هو الشرق الأوسط الجديد. واقعه الاستراتيجي واضح للجميع: إيران في ارتفاع، بمساعدة مستغربة من قبل الولايات المتحدة».

ووفقًا لرؤيته، التي تعتمد على الواقع السياسي بعيدًا عن الإرث السياسي للنظام الدولي، يقول الكاتب:

«كانت استراتيجية أوباما الأولية في الشرق الأوسط هي الانسحاب منه ببساطة … ولكن، بعد أن تم ملء الفراغ اللاحق من قبل مختلف الأعداء كما هو متوقع، جاء أوباما بفكرة جديدة تقول: نحن لن ننسحب فقط، بل وسنقوم بتسليم العصا لإيران».

وبالمقارنة مع عقيدة الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، خلال الحرب الأمريكية – الفيتنامية في سبعينات القرن الماضي، يعلق الكاتب على استراتيجية أوباما ملاحظًا أنه:

قد لا يكون على علم حتى بأنه يعيد تجسيد عقيدة نيكسون، ولكن مع تغيير قاتل. ولقد كان تركيز نيكسون الرئيس هو جعل الفيتناميين يأخذون المسؤولية عن تلك الحرب منا. ولكن هذه العقيدة تطورت، وتم تعميمها لجعل قوى صغيرة مختلفة تنوب عنا في حراسة مناطقها. وفي الخليج، كانت إيران وكيلنا الرئيس

 تصعيد المربط الصفوي

في ظل تصعيد المربط الصفوي؛ من الطبيعي أن يرفض الأمريكيون مطالب دول الخليج بتحرير اتفاق دفاع مشترك، يكون بمثابة قانون ملزم. ومن الطبيعي أيضًا أن تفشل قمة كامب ديفيد، الأمريكية الخليجية، قبل أن تبدأ.

وفي مؤتمره الصحفي، تعليقًا على القمة، عبر الرئيس أوباما عما وصفه بالتزام «راسخ»، لكن في حدود تبق معها الخيارات الأمريكية مفتوحة، غير مقيدة بأية التزامات قانونية، وبما لا يتجاوز:

«توسيع الشراكة الأميركية في عدة مجالات مع دول مجلس التعاون الخليجي».

التي رأى أنها:

«ستتيح للولايات المتحدة اتخاذ التدابير والسبل المناسبة، بما في ذلك استخدام الخيار العسكري».

لذا فقد كان أوباما حريصًا، في المؤتمر، على التأكيد بأن:

«الهدف من التعاون الأمني ليس إدامة أي مواجهة طويلة الأمد مع إيران أو حتى تهميش إيران».

مواقف الأمريكان تجاه إيران

qadaya13.jpg

وفي الواقع؛ تتباين مواقف الساسة الأمريكيين بين مؤيد للتفاهم مع إيران ومعارض لها. لكن التباين يقع على خط تقاسم النفوذ مع إيران وحدود الدور الوظيفي الذي يجب أن تلعبه طهران في المنطقة، ولا يقع أبدًا على خط العداء كما يروج بعض المحافظين.

فالكل يعلم أن إيران تتجه نحو استعادة الدور الإمبراطوري لها في المنطقة وحتى في العالم. ولا يهم إنْ كان بمقدور إيران الوصول إلى هذه المكانة أم لا بقدر ما تعمل جاهدة على تحقيق أهدافها دون أية ممانعة دولية.

رؤية James Stavridis للمشهد

وفي سياق المخاوف، كتب القائد السابق لقوات التحالف في حلف «الناتو»، James Stavridis، مقالة في مجلة «فورين بوليسي» ختمها بالقول:

إذا ما استطعنا حل القضية النووية مع إيران، فإن المشكلة القادمة ستكون أمة طموحة، وممولة تمويلًا جيدًا، لديها طموحات واضحة ليس في المنطقة فقط، ولكن على الصعيد العالمي أيضًا. ابقوا مترقبين

التقييمات الاستخبارية الأمريكية

لم تبتعد التقييمات الاستخبارية الأمريكية عن تقييمات العسكريين. ففي جلسة استماع له، أمام لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب الأميركي (12/1/2016)، قال النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA»، مايكل موريل، إن:

القضية لا تكمن في برنامج طهران النووي بل في قائمة طويلة من المشاكل معها. أولاها أنها تريد أن تكون القوة المهيمنة في المنطقة… بل إنه من الصواب القول إن إيران تريد إحياء الإمبراطورية الفارسية وأن هذا التوجه لا يقتصر على الحكومة الراهنة أو المرشد الأعلى الحالي وحدهما بل يعود إلى عهود غابرة في التاريخ الإيراني

والمشكلة الثانية:

«إن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت تستخدم الإرهاب أداة في يد الدولة ضد جيرانها والعالم من حولها».

أما المشكلة الثالثة فهي أن إيران: تدعم مجموعات إرهابية عالمية.

«ومع ذلك لم تضع الولايات المتحدة إيران ولا أيًا من ميليشياتها ومرتزقتها على أية قائمة من قوائم الإرهاب الأمريكية أو الدولية، ولا حتى «النظام النصيري» في سوريا. »

المربط اليهودي

 

كل من اطلع على وقائع الحقبة الواقعة بين منتصف القرنين 19 و20 لا شك أنه أدرك تمامًا كيف تم توضيع المربط اليهودي في بيت المقدس، والنصيري في الشام. أما اليهودي؛ فقد كانت وقائع تثبيته في النصف الأول من القرن العشرين، خلال مرحلة الانتداب البريطاني.

ومن الطريف أن الصراع الفلسطيني العربي مع بريطانيا لم يكن ليقل ضراوة عن الصراع اليهودي معها، لكنه انتهى بقيام الدولة «اليهودية» بمباركة الاتحاد السوفياتي، وامتناع بريطانيا عن التصويت على قرار التقسيم!!!

تمامًا كما يبدو الصراع اليوم بين الأمريكيين والإيرانيين منذ أكثر من 35 عاما!!!

وبذات المكر الدولي وخبائثه يجري تمرير المربط الصفوي، وبالتواءات شتى وسلسة، وخاليةٍ من أي حسم:

بحيث يبدو الأمر لعامة المسلمين وكأن النظام الدولي في تعارض مع إيران لكنه في الواقع في توافق تام معها.

موقع «جلوبال ريسك إنسايس»

وكنموذج طريف؛ فقد قدم موقع «جلوبال ريسك إنسايس» تقريرًا، بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، تحدث فيه عن: «تحول جذري في ميزان القوى بالشرق الأوسط، سيسمح لإيران بالعودة بثقة لساحة النزال الدولي». لكن:

من الخطأ فهم الصراع بين الرياض وطهران، على أنه صراع طائفي، إذ أن هاجس إيران من السعودية يتمحور حول الصراع على الهيمنة الإقليمية

وفعليًا فإن:

«طموحات الهيمنة الإقليمية الإيرانية، جغرافيًا وسياسيًا، تتركز خلال العقد المقبل على مسار المعركة الجيوسياسية المتصاعدة مع القوى السنية المنافسة لها في المنطقة»

ومع أن التقرير يستبعد أن يكون هناك منتصر واضح على الجانب السياسي بخلاف الجانب الاقتصادي الذي يميل لصالح إيران. إلا أنه يؤكد على أن

«التنافس الجيوسياسي شبه الطائفي، والسعي للهيمنة على المشهد الإقليمي، سيستمر حتى عام2025».

الخلاصة

إن إيران عدوها الحقيقي هو الإسلام والمسلمين، وإن عدائها لأمريكا وإسرائيل عبارة عن خطابات رنانة لا تتعدى الحناجر، وأن إيران أحد مرابط النظام الدولي يوظفها في تخريب العالم الإسلامي ويطلق يدها فيه، فكل القوى الدولية اعدت الجيوش لحربنا حربًا فكرية وعقدية وعسكرية.

وسوم: العدد 898