الدرس من السودان ... هل يطبق في سورية !؟

كان الموقف الأمريكي في السودان صريحا واضحا صاخبا وفجا .. أنتم على قائمة الإرهاب حتى تطبعوا مع " إسرائيل " وطبّع الذين طبع الله على قلوبهم .

والسؤال مطروح اليوم على مستوى صحيفة هآرتس الصهيونية ، هل تفعلها الولايات المتحدة أو ترامب مع سورية .؟! هل يرهن الرئيس الأمريكي القادم إلى البيت الأبيض محرمة الأمان الأمريكية لبشار الأسد بإعلانه عن زواج المسيار القائم بين زمرته وبين المحتلين الصهاينة منذ 1963 .. وللمجاهرة بالفعل معاني إضافية يستمتع بها دائما المجاهرون . الذين يقول قائلهم :

ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر .. ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر

وحين يقول ترامب هناك دول قادمة على الطريق فلا بد أنه يعني ... وإذا تأملنا الموقف السياسي الرخو أو المتلاشي لزمرة الأسد من التطبيع والمطبعين أدركنا مباشرة ، أن وراء الأكمة ما وراءها ..

وفي السياق حتى إيران ورد عنها على لسان روحاني وظريف ما يفيد القابلية أو الإيجابية في هذا السبيل ، ولا أظن أن التشدد المنخور أو الأجوف كان يخدع أحدا من العرب والمسلمين . وضحكة نتنياهو وهو يتلذذ بالحديث عن المطبعين تنبينا عن الكثير .

 ضحكة نتنياهو تنم على حالة من الإشباع لنهمة سادية بالحديث عن المطبعين بلغة الإذلال ، وهم على ركبهم صاغرون ..!!

وإذا كانت الصفقة مع بشار الأسد قادمة كما تتوقع هآرتس .. ويستوي فيها ترامب وبايدن ، وكلهم في عشق " سالومي " هائمون ؛ فماذا يجب أن نصنع نحن السوريين . وسالومي لم يرو ظمأها إلا رأس نبي الله يحيى يأتيها وأمها على طبق روماني ..!!

كثيرا ما نلحظ أن من تولى أمرنا غفل عنه وعنا . غائبون عن مناقشة قضاياهم الأكثر إلحاحا بل هم أشبه بالمغيبيبن كنا نسميهم المساطيل وصاروا يطلقون عليهم في هذا العصر : المنتشين ..

يريدون أن يخرجوا من إطاري الزمان والمكان إلى عالم لا حدود للأماني فيه . حين يجد جد القوم لفتح هذا الملف ، ومقاربته بجد وحزم ، يمكن لكل العقلاء أن يفيضوا فيه . وبين لاءات الخرطوم وانحناءات البرهان عندنا مراح طويل ..

ياقوم ..

قد شاع أشياعكم فجدوا .. والقوس فيها وتر عرد

مثل ذراع البكر أو أشـد .. لا بد مما ليس منه بد

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 901