عود على بدء في موضوع القصف على قاعدة التنف.. تعميقا للإدراك

مصادر عسكرية أمريكية تصرح : كناعلى علم مسبق بضربة التنف. وعلى تنسيق مع الفاعلين. وقمنا بسحب 200 جندي من جنودنا في القاعدة  قبيل القصف على سبيل الاحتياط،  لكي لا تقع إصابات بشرية. ويذكر المعلقون على التصريح  بالضربة الإيرانية في عين الأسد بعد مقتل المجرم قاسم سليماني..والتي ذكرناها في تعليقنا بالأمس.

ما الجديد الذي يضيفه الخبر إذن؟؟ هذا الكلام كان بالأمس تحليلا ، أي ظنيا، وأصبح اليوم معلومة أكيدة ..وهذا فرق

ما الذي نستفيده ؟؟

الذي نستفيده هو الحقيقة التي نظل نؤكدها أن الصراع : الصفوي - الصهيوني - الأمريكي والغربي، هو صراع جزئي على فتات، وأن الثلاثي القبيح متفق على الاستراتيجيات الكبرى في منطقتنا،  متفق على الآكل والمأكول؛ وهو الفهم الذي يجب أن يرسخ في قلوبنا وعقولنا ، ونحلل على أساسه كل المستجدات. وكل ما يقال عن محور المقاومة، وعن الصراع الإيراني - الصهيوني ، كل هذا هو من هذه الجزئيات التفصيلية..

لماذا كانت إيران بحاجة إلى هذه الضربة ؟ لتغسل يديها من أمر ، أو لتتدارك أمرا، أو لتحسن صورتها في موقف. ربما بمزيد من الاستغراق في التفاصيل نعرف، ولككنا لسنا ممن يزعم أن معلوماته من وراء الكوالس وأنه مطلع على كل شيء، وأن الحمامة تحدثه .

هل سيرد البنتاغون عن الضربة .. ؟؟

صدر عن البنتاغون كلام ممغمغ في هذا الخصوص ، تحدث عن أهمية قاعدة التنف، وعن أن أمن الجنود الأمريكيين يشكل أولية عند وزير الدفاع،الأمريكي ، وأن الوزير يفكر في هذا الموضوع جيدا. وأنه - انتبهوا - رغم خطورة الاعتداء لم تقع إصابات بشرية. رفض البنتاغون أن يحمّل إيران مسئولية الضربة بشكل صريح،  ونحن نعلم أن إيران قصفت من خلال بعض أذرعها، " غرفة عمليات حلفاء سورية "وإنما علق مشجب القصف في الهواء، وقال المتحدث وهو لا يتوعد برد حاسم أو ماحق، لم نحدد شكل الرد أو زمانه أو مكانه ..

لا يدريكم لعل الأمريكيين يردون بقصف مدرسة أو مستشفى لللأطفال السوريين !!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 953