حائط البراق مُلكاً لدولة الجزائر

حشرت الخارجية الأمريكية نفسها في قضية لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد، بعد أن أعلنت وزارة الإعلام الفلسطينية في وثيقة رسمية أن حائط البراق الذي يعرف ب حائط المبكى ملك إسلامي للجزائر ، إذ يعود لعائلة العلاّمةالجزائري الشيخ

 سيدي بومدين شعيب الغوث وجزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصى ولا علاقة له باليهود فضلا عن الصهاينة·

وقد انتفضت الخارجية الأمريكية وعلى لسان كبار مسؤوليها لهذه الوثيقة ، حيث أدانت هذا الموقف واعتبرت الوثيقة استفزازا شديدا للآخرين· وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيةالأمريكية بي جيه كراولي: نحن ندين بشدّة هذه التصريحات ونرفضها رفضا تامّا بوصفها خاطئة من منظور الوقائع ولا تراعي أحاسيس الآخرين وتنطوي على استفزاز شديد ، وأضاف: لقد آثرنا مرارا مع قادة السلطة الفلسطينية ضرورة الاستمرار في مكافحة كلّ أشكال السعي إلى نزع الشرعية عن إسرائيل ، بما في ذلك نفي الارتباط التاريخي لليهود بالأرض· وفيما أصدر رئيس لجنة الخارجية التابعة للكونغرس هاوراد برمن بيانا أدان فيه الدراسة وقال إنه يستنكرها بشدّة ، طالبت الخارجية الأمريكية السلطة الفلسطينية بإدانة الدراسة فورا وإصدار بيان ينفي أن يكون الحديث عن موقف رسمي للسلطة ، كما طالب بإزالة أيّ ذكر للدراسة من الموقع الإلكتروني السلطة· وتعقيبا على حشر الإدارة الأمريكية أنفها دعما للصهاينة، قال الباحث المختصّ في التاريخ الفلسطيني الدكتور عمر القادري من رام اللّه، إن حائط البراق وقف إسلامي قدّمه صلاح الدين الأيوبي للجزائريين الذين قادهم سيدي بومدين الغوث في جيش للمشاركة في معركة حطّين ، وأضاف القادري أن سيدي بومدين شارك القائد صلاح الدين في تنظيف المسجد الأقصى ، كما أكّد أن ما يسمّيه الصهاينة حائط المبكى ما هو إلاّ بدعة دينية سياسية الهدف منها تبرير هدم المسجد الأقصى وتهويده·

كما كشف المتحدّث أن عصبة الأمم أكّدت في 30 \1\ 1930 أن حائط البراق ملك إسلامي أوقفه صلاح الدين على سيدي بومدين شعيب الغوث ، وبعدها أصدرت العدالة البريطانية قرارا مطابقا لقرار عصبة الأمم، كما أن أرشيف أوقاف القدس لايزال يحفظ فرمان أو قرار صلاح الدين الأيوبي بشأن وقف حائط البراق وهو مسجّل بتاريخ 1193م · من جهته ، قال السيّد كمال بوشامة وزير الشباب وسفيرالجزائر بدمشق سابقا ، إن الوثائق والوقائع والدلائل تثبت أن حائط البراق والجهة الغربية من الأقصى الشريف هي وقف جزائري  ، واعتبر صاحب كتاب جزائريو بلاد الشام تدخّل الإدارةالأمريكية تزييفا للتاريخ لصالح الصهاينة وذلك انسجاما مع الموقف الأمريكي الدّاعم لإسرائيل، ليخلص إلى الدّعوة لضرورة التحرّك الرّسمي والشعبي للإسهام في إحقاق الحقّ والوقوف في وجه محاولات تهويد الأقصى·

ويعتبر حائط البراق (ومن تسمياته أيضا الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية)، وهو حائط يحدّ الحرم القدسي (جبل الهيكل) من الجهة الغربية، أي يشكّل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط لمسجد الأقصى، ويمتدّ بين باب المغاربة جنوبا والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م وارتفاعه قريب من 20م· ويرتبط حائط البراق بواقعة الإسراء والمعراج في التاريخ الإسلامي، ومنها جاءت تسمية الحائط حائط البراق نسبة للدابة التي اعتلاها النبي محمد عليه الصلاة والسلام عند إسرائه ليلا من مكّة إلى المسجد الأقصى، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط ودخل إلى المسجد حيث صلّى بالأنبياء ثم عُرّج به إلى السّماوات العلا . حيث يعتبر جزءا مُهمّا من المسجد الأقصى·

وسوم: العدد 961