التطبيع مع العصابة المجرمة الحاكمة

التطبيع مع العصابة المجرمة الحاكمة:

هو اشتراك في جرائمها، وصفحة من صفحات الخذلان والتآمر على الشعب السوريّ وثورته

بعد أكثر من عشر سنواتٍ من عمر الثورة الشعبية السورية.. لا يمكننا وصف مواقف ما يُسمى بالمجتمع الدوليّ، إلا بالتخاذل الغربيّ والأميركيّ، عن الانتصار حتى للقيم الأخلاقية التي يزعمون أنهم يؤمنون بها، ولمبادئ حقوق الإنسان التي صدعوا رؤوسنا بها.. لقد أصبح الأمر في غاية الوضوح: يتواطأ الروسي والإيراني والصهيوني والغربي وبعض أبناء جلدتنا.. لإطالة عمر العصابة الأسدية إلى أبعد حدٍّ ممكن، لتدمير سورية وإدخال الجراح إلى كل بيتٍ وأسرةٍ في البلاد، وتدمير الاقتصاد والجيش والبنى التحتية.. كل ذلك لتحقيق مصلحة العدوّ الصهيونيّ، فهم اقتنعوا أنّ هذه الثورة.. لا يمكن قهرها، لكن يمكنهم أن يورِّثوها بلداً مُدَمَّراً وأنقاضاً، بلا مالٍ ولا ثروات ولا اقتصادٍ ولا جيشٍ ولا قوّة.. مع شعبٍ منكوبٍ بالملايين، ما بين شهيدٍ ومهجَّرٍ ونازحٍ ومفقودٍ وأسيرٍ وجريحٍ وفقير.. وبذلك يمنحون الفرصة ليلتقط الكيان الصهيونيّ أنفاسه، ويعيد ترتيب أوراقه، لأنّ أي نظامٍ سيتسلّم مقاليد السلطة في سورية -حسب مخطّطهم- سيغرق في المشكلات، ولن تكون لديه الفرصة والقوة لتحرير الأرض المحتلة.. فهم يمكرون، لكننا على يقينٍ أنهم: (.. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). فالشعب السوريّ شعب صابر مبدع خلّاق، سيتحامل على جراحه إن شاء الله، وسيعيد وطنه إلى مجده، ويبنيه بأسرع مما يتصوّرون، ولن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً جداً كما يخطط له الماكرون ويحلمون. 

*     *      *

إنّ ارتفاع بعض الأصوات النشاز، التي تدعو إلى إعادة احتضان عصابة بشار، هو اشتراك في جرائمها التي اقترفتها خلال تاريخ استيلائها على سورية، بدءاً من جرائم إهلاك الحرث والنسل، وانتهاءً بالتواطؤ على احتلال الروس والمجوس لسورية العربية المسلمة، مروراً باقتراف كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية، التي خلّفت مليون شهيد وملايين الأسرى والمهجَّرين والجرحى والمنكوبين من الشعب السوريّ، وتدمير القرى والمدن والمقدّسات.. 

إنه مما لا ينقضي له عَجَب، أن ينبري مَن مِن المفروض أن يمثلوا الشعوب لا العصابات الظالمة الخائنة المجرمة.. أن ينبروا لمحاولاتٍ بائسةٍ لئيمةٍ خبيثة، لتبييض صفحة أبشع عصابةٍ إجراميةٍ في التاريخ، واتهام شعبٍ مظلومٍ أصيلٍ كان أصلاً من أصول الحضارة الإنسانية على مَرِّ التاريخ.. اتهامه بالظلام والإجرام، وهو وصف لا ينطبق إلا على العصابة الإجرامية الخائنة، التي يدافعون عن ظلمها وإجرامها وظلاميّتها وتخلّفها وانحطاطها الأخلاقيّ والإنسانيّ والقِيَميّ. إنها صفحة من صفحات العدوان والانحطاط والوضاعة والفجور والوقاحة والسقوط إلى درك أسفل السافلين. 

*     *      *

إنّ بعضَ أشقائنا العرب والمسلمين، لم يكتفوا بالتقصير بحقنا وحق ثورتنا المباركة، ولا بحق الأخوّة والنصرة بكل ما يستطيعون، ولا بحق الشهامة العربية الأصيلة ومعاني الرجولة ونُصرة المظلوم.. بل دأبوا لممالأة الظالمين والمحتلّين وعصابات الحكم الظالم الفاجر، وكل ذلك -بزعمهم- في سبيل سورية العربية المسلمة، التي أبادها الذي يمالؤونه على شعبها. إنه عمى البصر والبصيرة، وإنه الانحدار والانحطاط النفاق في أسوأ صوره. 

علماً أنّ انتصار الثورة السورية، سينعكس إيجابياً عليهم وعلينا، وخذلانها -لا سمح الله- سينعكس سلباً علينا وعليهم.. لكنها لا تَعْمَى الأبصار، ولكن تَعمى القلوبُ التي في الصدور!..  

وسوم: العدد 961