صبايا «النووي الكوري»… وعلى عتبة «مسجد سامراء»: من «أعدم» صدام

العراق العظيم كله، منهوب، مركوب، مرعوب، مختطف، وأسير.

يدهشنا الأخوة العراقيون، يوما تلو الآخر، في قدرتهم على «استعادة واستنساخ التجاذب الطائفي»، حتى وهم جميعا برفقة كل العمائم البيضاء والسوداء في «جحيم» البزنس وبريمر والدولار واللصوص.

مجرد الإصغاء للشيخ محمد حمدون على قناة «الرشيد»، وهو يدافع بحماس عن «الأصل السني» لمسجد سامراء الكبير، يذكرك بالمأساة معلبة تماما.

عندما لا تتوفر الكهرباء وتجتاح المخدرات المدارس وتتعرقل دولة بأكملها، لمدة عشرين عاما، قيل لنا إنها تحررت من «الطاغية».

عندما تقل كمية الغذاء وتتضخم «الأنيميا» وتندر المياه في بلاد المياه يصبح «الجدال الطائفي» كالأعشاب، التي لا تضر ولا تنفع، ويصبح السادة الذين يتشاجرون على تبعية مسجد قديم مغلق في مدينة سامراء، مجرد أحجار شطرنج، يحركها مغامرون، ليس مهما منشأهم الأمريكي أو الإيراني.

أحبتي في بلاد الرافدين، التي كانت دائما عظيمة قبل «تحريرها» من الاستبداد، للأسف ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد. هذا ما تعلماه وفكرة تركيز الشحنة الطائفية على «لصوص المرحلة» أهم بكثير من سنية أو شيعية، مسجد سامراء أو مسجد «صاحب الأمر»، كما أسماه الوقف الشيعي العبقري!

المسجد قيمة عملاقة إذا صلى الجميع تحت مئذنته، وإذا اختلف الناس على الأصل الطائفي لحجارته، فلا مكسب ولا فائدة. هداكم الله.

من أعدم صدام؟

تجنب شريكي في حوار مباشر على فضائية «اليرموك»، وهو يسترسل في الحديث عن ضرورة التموقع في أقرب مسافة ممكنة من «محور المقاومة»، الذي تشيطنه إسرائيل، الإجابة على سؤال مباشر طرحته عليه وعلى بتوع «المحور»: كيف تفسر الدور الإيراني في «إعدام الشهيد صدام حسين»؟

طبعا، لا جواب من الزميل المحترم إلا بصيغة «علينا تجاهل بعض المسائل الآن، والتركيز على معركة العدو مع شعبنا الفلسطيني»، لكن الزميل كان يتحدث عن دور إسرائيل في «قتل صدام».

عموما، ما قلته على الشاشة إياها وأكرره: لا أحد مهتم الآن بانتقاد «البلاوي الطائفية» في الدور الإيراني في العراق وسوريا، وكل ما نطلبه لتأييد التشبيك «إجراءات لاستعادة الثقة» وضمانات أن الخطاب الإيراني لن يتحول فجأة للحيز الطائفي مجددا.

قالها مرتين الفاضل خالد مشعل: أي دولة في الإقليم تقيم علاقة مع المقاومة وحركة حماس تستفيد هي في المقابل.

في تقديري الساذج البسيط: لا يمكنك خوض معركة مصيرية مع الاحتلال والإمبريالية، ثم دعم المقاومة في فلسطين المحتلة، فيما «تصمت عن بعد» عن مجموعة «شيوخ مولينكس» ناطقون باسم الشيعة يريدون فجأة استنساخ حرب «داحس والغبراء» في مدينة سامراء العراقية بذريعة اكتشافهم المتأخر لمن أسس وبنى وأقام أحد المساجد.

في اختصار، وفي الخلاصة: المقاومة والأداء الطائفي لا يمكن رصدهما على كرسي واحد.

نصف أو ثلث «إصلاح»

وإذا كنت عدوا جذريا للإمبريالية والاحتلال الإسرائيلي، من الصعب الاستمرار معك وأنت ترتدي عمامة سوداء فقط، وتندد بالبيضاء، فيما تحمي اللصوص، وأحيانا المجرمين في حلب والبصرة وتدعي الاستعداد لتحرير القدس، تماما وحصرا هذا رأيي الشخصي.

المقاومة قيمة نبيلة لا تتجزأ، ولا تتحدث بلهجتين، تماما مثل الإصلاح والتحديث السياسي في الأردن، فأنت خلافا لما يحاول تلفزيون الحكومة إقناعنا به إما «تحديثي تتطلع حقا نحو الإصلاح» أو عكس تحديثي وإصلاحي.

لا مكان هنا لنصف بيضة أو نصف رغيف أو ربع إصلاح وثلث تحديث.

لا تستطيع «تحديث منظومة حزبية»، فيما مافيات التعليم تلتهمه واستقلال القضاء مستهدف والسلطات تطبق القانون بالقطعة والتقسيط وتعتقل من تشاء.

أغرب ما أراقبه في الحالة المحلية هو التصفيق الرسمي الحاد لولادة أحزاب جديدة تحديثية، مع الإقرار بشرط واحد فقط «مسيرة انفتاح وتعددية لا تشمل حزب الإنقاذ» ومبرمجة على هدف مرحلي هو «مناطحة الإخوان المسلمين».

القانون تضعه الدول لكي تشمل مسطرته الجميع، والمؤسسات تمثل كل أصناف الرعايا، بمن في ذلك الموتورون والمتشددون والمجانين.

بنات النووي الكوري

طبعا، بكفاءة أرسلت محطة «الجزيرة» زميلنا المتجول محمد بقالي لقرية حدودية بين الكوريتين.

لاحقا توسعت «سي أن أن» في الحديث عن «مناخات الحرب والتصعيد»، ولولا تغطية المحطة الأمريكية لما علمنا أن رئيس كوريا الشمالية «أبو تسريحة جنان» وخاطف قلوب العذارى، أرسل «شقيقته الصبية»، وهي بملامح طفل بريء في المناسبة للبرلمان، لكي تعلن عن «الجاهزية الصاروخية» لتلك الدولة التي تتمرد على «الطغيان الأمريكي».

الحوت الأمريكي يتعرض للتنمر الآن، في أكثر من مكان.

وعندما قرر صاحب أخطر «تسريحة شعر حربية»، الرئيس كيم جونغ أون إصدار أمر لجيشه بالاستعداد أولا، للرد على حرب، وثانيا، لخوض حرب كان الرجل يصدر أوامره خلال تمرين لإطلاق صواريخ بالستية بحضور ابنته الشابة الصغيرة.

صبابا النووي الكوري، مثل مدينة «جدة» غير. أخت الرئيس تنقل التوجيهات التعبوية الحربية وابنته تلهو بجانب صواريخ بالستية، والرجل يبدو جادا في التحضير للاشتباك!

على طريقة الكوافير اللبناني «عيلة جونغ أون هيدي عيلة كتير معروفة هنيك».

وسوم: العدد 1023