الانتقال الآني حلم بشري يشتغل عليه فريق من علماء الفيزياء الكمية حول العالم وسؤال: هل يصح غسل الطهارة بالاغتسال

الانتقال الآني حلم بشري يشتغل عليه فريق من علماء الفيزياء الكمية حول العالم وسؤال: هل يصح غسل الطهارة بالاغتسال بالرشاش وليس على طريقة الاغتراف النبوية!!

ذاك هو موضوع مقالي اليوم..

عندي هدف أعمل عليه في شخصي وتكويني وأحاول أن أبثه فيمن حولي..

قال سلفنا: الأدب أو الثقافة، أن تشدو من كل علم بطرف، وقال بعضهم أن تشدو من كل فن بطرف. عنوان عريض ما زال سائغا أو مطلبا..

بالأمس تابعت سؤالا لإنسان يسأل عالما جميلا عن صحة الاغتسال بالرشاش "الدوش" !! ويتساءل هل يجب علينا ان نغتسل بالاغتراف على طريقة الاغتسال النبوي.

لم يمر مع السائل المسكين مسألة الاغتسال في الحوض أو النهر أو البحر..

واعتبرُ السؤال عنوانا لحالة عقلية تسود مجتمعاتنا فتسومها رهقا…

حالة يؤسس لها ويستثمر فيها قوم، وينغمس فيها بجهلهم وقصورهم ومحدوديتهم وإطفائهم لنور عقولهم آخرون..

هل يصح الاغتسال بالرشاش، أو يجب علينا تقليدا للسنة النبوية ان نعود لعهد الاغتراف، ونية الاغتراف ايضا فلا تنسوها!!

وفي الوقت نفسه بالأمس تلقيت رسالة معممة من رجل ناصح للناس أجمعين يكتب موصيا: لا تفكر ..مهما حصل لك، مهما وقع أو وقعت فهناك من يدبر لك، أكثر من صفحة مدارها على طلب التسليم، والنوم هانئا كما قال الشيطان للانسان عندما عقد عند قافية رأسه حين ينام، كما ينص الحديث الشريف "عليك ليل طويل فارقد"

فأولو التدبير هلكى..

يتواصى ناسنا بمثل هذا في القرن الحادي والعشرين، اي الخامس عشر لهجرة خير البرية..!! فأين تذهبون؟؟ وتضحكون ولا تبكون…

أتلقى مثل هذه الرسائل مثل الصعقة الكهربائية وأذوي..

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول، كان يجيب على مثل هذا أحيانا بأجوبة استنكارية: يرد مثلا على من سأل عن مس الرجل ذكرِه بقوله: أليس هو بضعة منك؟؟ جواب في هيئة سؤال إنكاري!! أفتقده كثيرا في مفتي هذا العصر!!

قال: رأيت - في الرؤيا يقصد- أن رأسي قد قطعت، وأنها تتدحرج أمامي، وأنني أجري خلفها.. فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يتحدث أحدكم عن تلاعب الشيطان به!!

أعود إلى موضوعة العلوم والفنون، ويعز عليّ أن أسمع أهل علم حولي يتحدثون عن علم لم أصب منه بطرف. لا أحاول أن أكون متطفلا ولا مدعيا ولكنني أقول أصيب ونصيب من كل علم ولو برشاش..يسقط جنابة الجهل..

كتبت مرة في منهج تعليم أطفالنا في القرن الحادي والعشرين، وحيث أصبح العالم قرية واحدة، "لا تغرقوا أطفالكم في اللون الواحد" من العلم ومن الثقافة.. لعلكم تعقلون..

في المروج أزهار كثيرة وكل الأزهار جميلة..

حين أطلب طرفا من علم الفيزياء الكمية، أو من علم المجرات والثقوب السوداء، يمكن أن تساعدني الشذرات، وقليل من المبادئ والتعريفات لنعلم أين يسير المركب الكوني الذي نحن شركاء فيه..وآبى أن أكون من الذين يغيبون ويقضي الناس أمرهم..

سلفنا عندما تحدثوا عن العلوم حدوا لكل علم حدودا، وقولهم ليس حجرا محجورا ..بمعنى أننا يمكن أن نعيد وأن نزيد..

فقالوا:

إن مبادئ كل علم عشرة

الحد والموضوع ثم الثمرة

ونسبته وفضله والواضع

والاسم والاستمداد حكم الشارع

مسائل والبعض بالبعض اكتفى

ومن درى الجميع حاز الشرفا..

وأتساءل أين وصل علماء علم طبقات الأرض؟؟ وماذا يقول العلماء عن مرحلة ذوبان الجليد؟؟ أو انطفاء الشمس؟؟

وعندما مات عباس محمود العقاد رحمه الله تعالى، وجدوا على مكتبه كتابا عن تكوين كوكب الأرض...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1032