أمتنا قادرة على فتح ابواب الجحيم على ترامب

عقب صلاة الفجر استمعت للمؤتمر الصحفى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب و كتبت:

ترامب يهدد غزة بالجحيم يوم السبت القادم إذا لم تفرج عن كل الأسرى .. ويهدد بقطع المعونات عن مصر إذا لم تستقبل المهاجرين قسرا من غزة . وقد آن الأوان لإنهاء أكذوبة أن أمريكا ” على كل شىء قديرة ” .. لقد قالها رؤساء أمريكا السابقين لحكام العرب سرا وكل ما يتميز به ترامب انه يفعل ذلك علنا ، وهذا يفيد لكى يتأكد جميع مواطنينا أن أمريكا قبل اسرائيل لا يمكن التعايش معها ، وأن لا أمريكا ولا غيرها تملك مفتاح الحياة والموت والقوت . فلا يأخذ الروح إلا بارئها .

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ

  1. أمن هذاالذى يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا فى عتو ونفور –
  2. الملك20 – 21

لقد آن الأوان لإنهاء أكذوبة التبعية لأمريكا .. إن النظام العربى لم يضمر السوء لأمريكا ولم يضرها فى شىء .. بل يتجه بإجماله للتطبيع مع الكيان . ومع ذلك فإن التحالف الصهيونى الأمريكى يتعامل معنا كالعبيد ، نحن ندفع لكم مليارات الدولارات وعليكم أن تنفذوا أوامرنا . والحقيقة ان أمريكا تقدم لمصر معونة سنوية بمليار و300 مليون دولار. وهى معونة عسكرية عينية فى صورة أسلحة لا تصلح لمواجهة اسرائيل عمليا وسياسيا . وهذه المعونة يستفيد منها المجمع الصناعى العسكرى الأمريكى الذى ينتج هذه الأسلحة . فمعظم هذه المعونة تنفق داخل الولايات المتحدة . إن منع هذه المعونة هو كل الخير ، إنهم يهددونا بما هو خير ، لكى نعتمد على أنفسنا فى تصنيع السلاح وأن نستورد مؤقتا من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وباكستان حتى نستكمل قاعدتنا الصناعية ، وهذا سيجعل جيشنا أكثر كفاءة واقتدارا . وقد برهنت الحروب الأخيرة على أهمية سلاح المسيرات والصواريخ ، وهذه أقل كلفة بكثير من الطائرات والدبابات . وفى مجال المسيرات يمكن أن نضيف الاستعانة بتركيا . وإننا على يقين من قدرة مصر على تصنيع أحدث المسيرات إذا قررت .

اقتصاديا مصر لا تحصل عمليا من أمريكا إلا على قروض عبر البنك الدولى والصندوق والنظام المصرفى الغربى ، وهذه كارثة نريد التخلص منها ولا تمثل أى حل لمشكلاتنا بل تزيدنا استدانة وتبعية وذلا . ولابد فى كل الأحوال وبدون تهديدات العصبجى أن نتوقف من جانبنا عن هذا المسار الانتحارى . آخر تقرير للبنك المركزى المصرى يتحدث عن زيادة الديون ب 30 مليار دولار ! الديون تزيد ولا تسدد .

لا يوجد شىء فى الاقتصاد اسمه افلاس دولة ، ولكن يوجد إفلاس شركات . الدولة حين تمتنع أو تعلن عدم قدرتها على السداد فإن العقوبة الوحيدة عليها أن النظام المصرفى الغربى سيمتنع عن تقديم قروض جديدة !! وهذه ليست عقوبة ولكنها العلاج . على طريقة داوينى بالتى كانت هى الداء !

ماذا يعنى التوجه لنادى باريس ؟

نادى باريس هو هيئة لبحث مشكلات الدول المتعثرة فى سداد الديون ، وهى مشكلة من كبار الدائنين وتختص بالديون الحكومية وليس ديون الشركات . التوجه لنادى باريس يعنى التوجه لجدولة الديون أوخفضها أوتأجيلها أو الجمع بين كل ذلك . والدائنون يضطرون للاستجابة وإلا سيفقدون كل أموالهم ، وإذا لم يستجيبوا وهذا لا يحدث عادة فإن الدولة المديونة تتوقف عن السداد . وكل هذه الاحتمالات أفضل من الغرق المستمر فى مستنقع الديون والذى أوصلنا لبيع أصول مصر وكأنه خطة اقتصادية !!

ولا أريد أن أفتح الآن موضوع أن هذه الديون لم تكن ضرورية ولم تكن رشيدة . إننا كشعب مستعدون فى هذه اللحظة الوقوف صفا واحدا لصد هذا الهجوم الذى يستهدف تركيع مصر وتركيع فلسطين ومجمل أمة العرب . ولكننا نرفض أن نستعمل لتحسين شروط التفاوض من أجل الاستسلام . الشعب كله مستعد للسير إلى آخر الشوط مع النظام إذا واصل صلابته فى موقفه من التهجير . ولكن ليكون ذلك نقطة انعكاس فى التوجه ، أن يدرك النظام أن الشعب هو سنده الحقيقى والوحيد ، وأن يعيد ترتيب أولوياته فى الأوضاع الداخلية متجها لإعلاء كلمة العدل والقانون والاستقلال . هذه ليست شروطا ولست متحدثا باسم الشعب ، ولكن هذه حكمة التاريخ . وأيضا أن يعيد ترتيب أولوياته بتحرير معبر رفح من أى تدخل أوروبى أو اسرائيلى وأن يكون مصريا فلسطينيا . وأن يوقف التطبيع مع الكيان وأن يتوقف فورا عن استيراد الغاز من اسرائيل ووقف كافة المعاملات التجارية ، حتى نستطيع أن نضغط على باقى المطبعين فى الدول الأخرى . من المهين أن نستمر فى التطبيع والاعلام الاسرائيلى يسب مصر صباح مساء . ولابد من الاعتذار عن زيارة واشنطن التى تهين النظام صباح مساء قبل أن تهين الأمة ككل .

نعم نحن نملك أن نفتح أبواب الجحيم بتعبيرات المجرم ترامب ، ونحن نعلم أن الجحيم يختص به الله عز وجل فى الآخرة ، نعم نحن يمكن أن نفتح أبواب الجحيم الدنيوى على أمريكا بمجرد أن نقاطعها ، أقصد مقاطعة هذا النظام الفاجر وليس مقاطعة الكوكاكولا والسلع الأمريكية مقاطعة شعبية وهذا ندعو بطبيعة الحال أن يستمر . ولكن أعنى مقاطعة السلاح الأمريكى الذى لا فائدة منه ، وقروضهم الربوية المشبوهة التى تتضاعف قيمتها ونسددها عمليا مضاعفة عدة مرات بسبب الفوائد .

يجب أن يكون عنوان ذلك إلغاء كامب ديفيد أو جعلها قطعة ورق لا قيمة لها فى الواقع كما نفعل الآن بإدخال الجيش لسيناء بدون تفاهمات مع العدو . ولكن أهمية إعلان إلغاء كامب ديفيد أن يكون عنوانا لثورة تحشد كل طاقات الأمة .. خاصة فى المجال الاقتصادى الاستقلالى . فى مثل هذه المعتركات لا تصلح الحلول الترقيعية أو الانتهازية أو الجزئية ، نحن فى محنة ولا تواجه إلا بثورة . أدعو الحكام إلى ثورة من أعلى ، والتاريخ يعرف جيدا هذا النوع من الثورات . ثورة من أعلى مؤيدة من الشعب . وإلا فإن الثورة ستحدث قريبا أو بعيدا ، فالعبيد لابد أن يثوروا يوما ما ، هذا قانون طبيعى .

أدعو إلى ثورة من أعلى . فإذا رفض الحكام ، فإن الشعب لا يحتاج لمن يحرضه على الثورة .. فقد قامت ثورة يناير وأنا داخل السجن ولم أحرض على شىء من داخل الأسوار . ولن أؤيد أى ثورة بعد فشل ثورة يناير إلا إذا كان عنوانها : الثورة على الاستكبار الأمريكى والصهيونى فى مصر والوطن العربى .

وسوم: العدد 1123