حكاية شعرية / لكل مهنة أهلها

كان كولان يرعى بقر أبيه دون أن تكون معه راعية

تونس وحشته وتسليه ،

فسئم واستوحش .

وقدم إليه يوما حارس الصيد في الغابة ،

وقال شاكيا : عدوت منذ الفجر في هذا السهل

وراء غزال مسن ، وأخفقت مرتين في صيده .

فقال كولان : مضى من هناك ، وإن لغبت من الصيد فاسترح ،

وارعَ بقري بدلا مني ، وسأصيد بدلا منك !

أنا كفيل بصيد هذا الغزال الشرود ، وقسما إنني أحب الصيد !

فقال الحارس : تفضل ! هي ذي بندقيتي !

واصحب معك كلبي ، وامضِ واقتل الغزال !

فتهيأ كولان للمهمة ، وتسلح ، ونادى الكلب سلطان

الذي لديه الأمر سيان ،

ولا فرق  بين مع من يصيد ،

فعدا مع كولان صوب الغابة ،

وغامر باقتحامها ، وذهب وعاد وتوقف .

وأخيرا لاح الغزال .

كان كولان قد عِيل صبره ،

فبادر لإطلاق النار من فوره ،

فأخطأ الغزال ، وجرح البائس سلطان الذي

عوى وعاد مسرعا إلى صاحبه ،

فعاد كولان من فوره وراءه إلى المرعى ،

فوجد الحارس يعول ،

ولم يرَ أي بقرة ! سُرقت كلها !

فشد شعره ، وعدا يئن متوجعا في التلال والوديان ،

ولم يرَ أيما بقرة .

وعاد مساء إلى البيت دون بقر شاعرا بخزي لا وصف له ،

وروى لأبيه مرتجفا ما حدث ،

فالتقط هذا عصا من شجرة الغبيراء ،

وعاقب كولان العزيز لديه على أفكاره الحمقاء ،

ثم قال له : لكل مهنة أهلها ، ولو فعلت وفق هذا المثل

ما سرقت البقر .

*الشاعر الفرنسي جان دو فلوريان ( 1755 _ 1794 ) .

وسوم: العدد 872