التوابيت

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

مسرحية من مشهد واحد

عبد الرحيم عبد الرحمن منصور

قرية في جبال النصرية ( قرية التناخة)

ترفع الستارة    يظهر بيت المختار   الإضاءة عادية   يوجد مجموعة من الرجاال يزيدون على العشرة والمختار معهم

سرحان : خير يا   مختار

المختار : أهلا يا سرحان

سرحان : خير إنشاءالله   ماهو سبب هذا الإجنماع ؟

المختار : بلهجة محلية  آبتعرف   بدنا نروح نعزي باستشهاد العقيد كفاح

سرحان : يتمتم ( يحرق نفسو لص حرامي   حشرة وخلصنا منها) لا والله ما بعرف يا مختار متى استشهد ؟

المختار : معقول ولوو الضيعة كلها زعلانة وحزينة وأنت آبتعرف  معقول

سرحان : بتعرف يا مختار أنا أين كنت ؟

المختار : اين كنت ؟

سرحان : كنت في بيت (ابو نوار )

المختار : وشو في ببيت (أبو نوار )

سرحان : مثل العادة تابوت وفيه شهيد!!

كرسوح : ابن أبو نوار استشهد ؟ النقيب سري ؟

سرحان : نعم النقيب سري  هيو بالتابوت وأهله يبكون عليه !!

أبو صافي : ( دي ونعم ) ما عدنا نعرف وين بدنا نعزي  هنا تابوت   وهنا تابوت  وبعدين يا جماعة

سرحان : ولعلمك يا (أبو صافي ) والكلام للحاضرين أيضا الأمر لم ينته عند هذا الحد !! هناك ثلاثة ضباط في المستشفي بحالة خطرة من أهل القرية   ممكن بكرة أو بعدو يرسلونهم بالتوابيت

علوش : والله الأمر ما عاد ينسكت عنو .. ليش .. وعلى شو هالشباب عم بموتوا !!؟

صخّور : يعني هذا فرخ الأسد كام شهيد بيلزموا حتى يثّبت الكرسي تحتو                     

سرحان : خيي.. أحسب .. من قريتنا بس اللي ما بيجاوز عدد سكانها (600)نسمه كام شهيد صار راح

علوش : دي ونعم .. صار أكثر من (60) شهيد    (60)  تابوت يا جماعة   هذا عدا المعوقين  اللي فقد ايدو   واللي فقد ساقو واللي انعمى بعينو.... كلو ميشان كرسي الأسد ؟

المختار : بس يا جماعة كل واحد يلم لسانه ويسكت   ما بجوز نحكي عن الرئيس هيك  وبهذه الطريقة

سرحان : وكيف بدك ايانا نحكي يا مختار .. ونحنا شو مستفيدين من هاي المصائب كلها

شخوص: مستفيدين ..؟ هه .. قال مستفيدين !!؟

أبو صافي : استفدنا كتير والله  أولا   قتّل شبابنا   وراحوا ببلاش   والا ليش ببلاش  راحوا كل واحد بتابوت

ثتانبا : حرمنا الأمان   واحدنا بنام وهو غير مصدق أنه سوف يستيقظ من الخوف والرعب

ثالثا :  فجر العداوة والحقد بيننا وبين أهل سوريه من جديد وجرّى أنهار الدّم الذي لا يمحى أثره بمئات السنين

كرسوح: : حتى ولو بكره انتصر فرخ الأسد أو ضب  أغراضه  وانهزم نحنا شو رح يصير فينا ؟ كيف بدنا نعيش مع أهل البلد " كيف بدنا نتحرك بينهم ؟

شخوص :ساعتها منروح معاه  لاتهتم ولا على بالك بياخدنا معاه لأيران أ, لروسيا   فكرك رح ينسانا

سرحان : اسكت ولا  اسكت   شاطر والله    خليه هوي ينفد بريشه أولا إذا بيقدر

المختار : يا جماعة ,.. يا جماعة.. ما بصير هالحكي هادا رئيسنا رضينا والا زعلنا

شخوص : رئيسك لحالك  ما بيكفي مصائب من عيلة الأسد  ابوه خرّب بيوتنا وورطنا مع أهل حماة وارتكب مجازر ما صارت في التاريخ ميشان هالكرسي وهاي بشار كمان قتّل شبابنا وخلى أهل سورية كلهم أعداء نا  وبعدين بهالعائلة ؟

علوش : ابوه عمل كل اللي عملوفي حماة وغير حماه حتى مرت علينا أيام وشهور انقطع فيها نسلنا من الخوف  كل هالشي ميشان بنى لحالو مجد تافه  وصار رئيس على اكتافنا  لعنة الله عليه في قبرو

سرحان : لكن هادا( اللزمك) بشار هدّ الكل  وهدّم سورية فوق رؤوس أهللها وما يزال يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة والأبرياء  وبالقصف العشوائي  ليش؟   في حدا فكر ليش ؟؟

كرسوح : ليش يا سرحان ؟

سرحان : ميشان يؤسس للإمبراطورية الفارسية !!!كل هدا العمل اللي عم يعملو ميشان يرسخ النفوذ الفارسي في سورية ويصير امتداد للنفوذ الفارسي في العراق وإيران ويلتقي مع الشيعة المجوس أتباع نصر اللات في لبنان

علوش : دي والخضر وجعفر الطيار هادا هوّي الكلام الصح   واقرود.. واقرود  فكرنا الإيرانيين بيحبونا وعم بدافعو عنا وإلا هني محتلين و ما عنا خبر   شو هالمصيبة !!

 صخور  : وأولادنا وشبابنا عم يقتلوا ويجيبولنا اياهم بالتوابيت وكل أهل سورية يكرهونا ويعادونا ميشان الملالي وأصحاب العمائم ؟ هوي شو خسران ؟ مانو خسران شي

أبو صافي : شو بدو يخسر ؟ بلاد ورثها من أبوه  شو فارقه معوإن خربت وإلا عمرت  المهم يبقى اسمو رئيس ولو رفعوه على خازوق ؟

شخوص: فكرك بكره الفرس وشيعة الفرس رح يتعرفو عليه ؟ ورح يكرموه ؟ أنا براهن بحياتي إذا ما كان عم بيفصلولو التابوت منذ الآن !!

كرسوح : كل الزعماء حسب ما سجل التاريخ  اللي عملو لصالح الأعداء ضد مصالح شعبهم كان جزاؤهم الموت على يد من خدموهم بعد أن ينا لو  ما يريدون منهم

المختار : بيكفي عربدة وحكي فاضي  يلا يا شباب نروح نعزي أهل العقبد كفاح ثم نذهب لنعزي أهل الشهيد نوار

       وهم في عزاء أهل العقيد كفاح يسمعون صراخ امرأة

أم حسيسون : يا مختار .. يا مختار .. اين أنت يا مختار

االمختار : أم حسيسون !! شو بك  ليش هادا الصراخ ؟

أم حسيسون : الحق يا مختار  هناك ثلاث توابيت   محملين بثلاث سيارات  في اول القريه

المختار : قرد يشقلك شقل على هالخبرية   وينو .. وين

كرسوح : شو في يا مختار

المختار : قال هناك ثلاثة توابيت باول الضيعة  واقرود على هالقصة ما بنا نخلص من هالتوابيت ؟

كرسوح : بأعلى صوته : مبروك يا إيران مبروك يا أهل العمائم اولادنا يقتلون ميشان تسرحوا وتمرحوا في سورية

المختار : يلا يا شباب خلونا نشوف مين أصحا ب التوابيت

  يذهب الأهالي يستقبلون السيارات والتوابيت   كانت التوابيت هذه المرة متجهة إلى القرية المجاورة لقرية التناخة  وكان القتلى ( عميد ... مقدم ... ونقيب  )

علوش: يمد يده بحزن كبير ويضرب ظهر التابوت ويقول : هل عرفت لماذا أنت هنا في التابوت ؟ إذا عرفت فلك الويل  وإذا لم تعرف فلك الويل .. لك الويل ..

شخوص : يمسح بيده أيضا على التابوت ويقول بتهكم وحزن شديد : توابيت جيدة   من النوع  الفاخر مصنوعة في إيران

أبو كرسوح : لا تحزنوا بعد الآن فالملالي وأصحاب العمائم في إيران على استعداد لتقديم كافة أنواع المساعدة حتى التوابيت الفاخرة للشهداء

أبو صافي :  صار يهذي ويقول بأعلى صوته ( يا بشار    يا بشار  الكرسي من تحتك طار  يا بشار الكرسي من تحتك طار    يا بشار    يا بشار ايران دعست راسك بالبسطار   بالبسطار

المختار يسرع إلى أبي صافي ويسكته  ويطلب من بعض الشباب أخذه إلى البيت خوفا من الفضيحة

ابو كرسوح : يا مختار   اسأل الشباب  المرافقين للتوابيت : هل التوابيت مخصصة للضباط فقط   والعناصر الذين يقتلون يتركون حيث يقتلون ؟

شخوص : والله صح .. لحد الآن لم يصلنا ولم نسمع أن عنصرا عاديا   جاء إلى أهله شهيدا بالتابوت أم أن العناصر لا يستشهدون

علوش :أخشى ما أخشاه أن يكون بشار هو الذي يقتل هؤلاء الضباط لأنهم لم يطيعوه ولم يوافقوه على أفعاله  ثم يضعهم في توابيت ويرسلهم إلى أهلهم على أنهم شهداء !!!

شخوص : يصوت متهدج حزين : لنا التوابيت المزينة بالورود والأزهار  ولك الكرسي يابشار  والمجد لأصحاب العمائم السود .

تسدل الستارة