الشاعرة نرجس عمران: الغموض ليس دليل الإبداع ولا الوضوح سمة التفوق

الشاعرة نرجس عمران: الغموض ليس دليل الإبداع ولا الوضوح سمة التفوق

تكتب نرجس عمران غالبًا عندما يلتقط قلمها الإلهام والوحي

شاعرة تقطف من عمق القواميس أجمل الكلمات وتدونها على أوراق ملونة بحبر النرجس وعلى وقع عزف أجراسها تخرج القصيدة إلى الحياة.

 تكتب عن موضوعات الحياة المختلفة ومشاكلها: السلام -الإنسانية –التعصب، الحب، المرأة .... ونتيجة لامتلاكها الثقافة العامة استطاعت أن تنوع كلماتها فكتبت الواضح الممتع وفي نفس الوقت الغامض الجميل وصنعت نصوصًا باذخة، معتمدة على التكثيف والتصوير والمجاز والتسهيل تارة كلما همست الروح والإلهام لها. لذا فإن نصوصها توافق وتمتع مختلف الأذواق.

وهي كاتبة وناشرة ومحررة لدى العديد من الصحف والمجلات الأدبية، وتكتب أجناس أدبية مختلفة (قصة قصيرة، قصيرة قصيرة جدًا، قصة طويلة، خواطر، قصيدة النثر، اللهجة البدوية، المحكي السوري) وحصيلة جهدها الأدبي ثلاث دواوين خاصة ومجموعة قصصية، ومشاركة في أربع دواوين شعرية ومجموعة قصصية إضافة إلى العديد من الدواوين الإلكترونية. وقد ترجم الكثير من أشعارها إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والأمازيغية.

شاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية بغرض نشر وترسيخ معاني ومفاهيم التواصل الأدبي والثقافي وتعزيز روح المحبة والسلام والتمسك بالقيم السامية. وظفرت بعشرات من التكريمات والدروع والجوائز من مختلف المؤسسات والمنظمات المحلية والعربية والدولية، منها: دكتوراه فخرية من منظمة الفن والإبداع الدولية والنوايا الحسنة، المغرب العربي - دكتوراه فخرية من المركز الثقافي الألماني الدولي في لبنان - راعية للسلام من قبل peaceKeeper في سورية - سفيرة أكاديمية السلام في سوريا ومقرها ألمانيا - سفيرة السلام من قبل منظمة حقوق الإنسان وقوة مكافحة الجريمة إيرلندا والهند وغيرها الكثير....

إنها الشاعرة نرجس عمران من مواليد دمشق ـ سوريا، خريجة وزارة الصحة ـ اختصاص الصيدلة.

حوار مع الشاعرة نرجس عمران/ خالد ديريك

الشرارة الأولى للدخول إلى الحقل الكتابة كانت في فترة مراهقتها عندما كتبت الأبيات التالية تتغزل من خلالها نفسها وصديقاتها:

نرجس يا زهرة علاها الندى

فزادها جمالا وحلا

شعرك أسود كالدجى

وعيناكِ أجمل من عيون المها.

حيث "ندى ومها وحلا" هن صديقات للشاعرة نرجس عمران.

لكن، التعلق الأكبر بالقلم بدأ عندما نبض قلبها للحبيب ولتستمر فيما بعد إلى الآن:

ثم لاحقًا، عندما بدأت أخط قصة حبي، تعلقت بالقلم لأكتب الرسائل العاشقة، وبعدها دخلت نوعًا ما في معترك الحياة العملية وعدت مجددًا للكتابة، لكن هذه المرة عبر بوابة الصفحات التواصل الاجتماعي من خلال كتابة الخواطر وبالتالي التشجيع والدعم من المحيطين والأصدقاء ثم المتابعة والاستمرارية.

ومن طقوسها في الكتابة: اكتب غالبًا عندما يلتقط قلمي الإلهام والوحي حينها أجد الكتابة تفرض نفسها بشكل سهل وسلس وجميل، وأحيانًا أمسك القلم لاستحضر نص حينها قد تكون الحالة غير غارقة في السهولة ولكن النتيجة جيدة.

ترتل قصائد غامضة وأحيانًا واضحة المعنى بحيث ترضي جميع الأذواق: اكتب الحالتين، والشعر الجميل والكلام العذب لا يتعلق بغموض أو وضوح وإنما يتعلق بقربه من الروح، أقصد أن الغموض ليس دليل الإبداع ولا الوضوح هو سمة التفوق. قد يكون النص غامضًا أو كما يوصف نص تحكيمي أو نقدي أو .... ويكون قمة في الجمال.

وأحيانًا يكون آية في البساطة وروعة في الشمولية لذلك أعتقد أن القرب من الروح هو ما يوصل النص إلى الفئات سواء التحكيمية أم غيرها. وأنا أحب أن أرضي جميع الأذواق لذلك تراني اكتب الغامض التحكيمي والبسيط السهل الموجه للعموم.

حفظ الأشعار من عدمه أمر عادي وليس له أي دلالات: أنا أحفظ بعض أشعاري وليس كلها وأغلب ما أحفظها هي من البدوي أو الغنائي وبعض من الفصحى أما أن أحفظ ما يعادل أربع إلى خمس دواوين فصحى فهذا صعب جدًا.

أقرأ ما أحفظ غيابيًا وما لا أحفظه أستعين بالورقة، بكل الأحوال هو أمر عادي ليس له أي دلالات ....

ثقافتها عامة هي التي تساعدها في كتابة القصص، وللقصص قواعدها: أعتقد ثقافتي العامة تساعدني على كتابة القصص بأنواعها القصيرة والطويلة والقصيرة جدًا، وما اكتبها، بعضها من الخيال وبعضها من الواقع.

وتستطرد قائلة: نظرًا لتعدد المسميات حتى صار هناك الشعر القصصي والقصة الومضة وغيرها فالشاعر عليه أن يواكب الثقافة المتجددة ليحافظ على تواجد غني، وفي ظل هذا التنوع يفي الأغراض الكتابية والقصصية اللازمة فهناك قواعد لابد من الحفاظ عليها في كتابة القصص حسب أنواعها.

وتتابع: تجذبني القصص الواقعية القصيرة ذات الحكمة والفائدة والعبرة. وأعتقد الرواية متربعة على عرش الأدب لا غيرها.

عندما تجد صعوبة في كتابة جنس أدبي ما، فتتريث ولا تكتبها، ويعجبها التنوع وتردف قائلًة:

اكتب مختلف الأجناس الأدبية (قصة قصيرة، قصيرة قصيرة جدًا، قصة طويلة، خواطر، قصيدة النثر، ولهجات البدوي والمحكي السوري) لأني لا أجد فيها صعوبة، لو كنت أجد صعوبة في إياها لما كتبتها، ولكن لا أقحم نفسي في الشعر العمودي لأني لم أتمكن منه بعد.  

وتضيف: يعجبني التنوع لذا اكتب عدة أنواع من الأجناس الأدبية، ومن يناسبه التنوع لا ضرر ومن يناسبه كذلك التخصص أيضًا لا بأس.

بالنسبة لي أحب التواجد حيث يدفعني الإلهام وأحبذ الاستمرارية، ليس بالضرورة أن أكون الأولى، لن نخلق هكذا أنما ننشر لنتعلم.

صدى كلماتها هو من أفكارها وخيالها غالبًا: كل ما اكتبه هو من بنات أفكاري سواء خواطر، شعر، قصة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون حدثت على أرض الواقع فبعضها من الخيال وهنا يكمن الإبداع الأدبي في اختلاق الشخصيات أو العمق في معنى المفردات.

 وعن ترجمة النصوص والكتب، تقول الشاعرة نرجس عمران: تساهم الترجمة في إيصال الشاعر والكلمة إلى بيئات أخرى مختلفة.

لكن، لا أجدها (الترجمة) تحافظ تمامًا على النص الأساسي أنما تسبب بعض الاضطرابات اللغوية أو انحراف في المعاني والنحويات.

ترى التكريمات وشهادات الشكر والتقدير المختلفة التي حصلت عليها هي نتيجة الجهد المتواصل:

لكل مجتهد نصيب، ومن منا لا يحب أن يقال له كلمة شكرًا، ممنونة لكل من وجهها لي سواء شفهيًا أو كتابيًا أو إلكترونيًا أو ورقيًا. إنها نتيجة احترام ومحبة وتقدير وعلينا أن نردها بالمثل، نعم هي نتيجة جهد وتعب وكلنا نتعب لنجد النتيجة التي تدل على أن التعب يثمر.

إنتاجها الإبداعي: ـ ديوان "أجراس النرجس" مجموعة نثرية مختلفة المواضيع ـ ديوان "بصمات على أوراق النرجس" مجموعة نثرية مختلفة المواضيع ـ ديوان "النرجس إذا بكى" مضمونها رثاء ـ مجموعة قصصية "سفر الموت" ـ أما دواوين مشتركة: ديوان "ملوك الياسمين" ـ ديوان "همسات على أمواج البحر" ـ ديوان "رسائل حب من طرطوس" ـ ديوان "نداء الروح" ـ مجموعة قصصية مشتركة "أحلى القصص". إضافة إلى العديد من الدواوين الإلكترونية.

لا تفضل الشاعرة عمران أي كِتاب لها على آخر لأن لكل واحد منه مولد وظرف خاص، فهي تحب جميع مؤلفاتها لأنها نتاج تعبها وجهدها.

وترى في مواقع التواصل الاجتماعي نعمة، لكنها تحذر! علينا استغلالها إيجابًا وللمفيد لأن هي أو سواها تؤذي أن أسيء التعامل معها.

كما تؤكد بأن طرقها للوصول إلى الغاية، هي الاستمرارية ثم الاستمرارية في الكتابة مع المطالعة والحضور.

أجوبة خاصة:

في الغيرة: أغار عندما ينال غيري الفرصة التي استحقها أنا ولا يكون هو جديرًا بها، أغار على من أحب، أغار كأي امرأة.

الموسيقا: حسب المزاج، أحب الموسيقا الحزينة لأبكي حين الغضب، وموسيقا التي تبهج لأنسجم أكثر بجو الفرح

ألوان: يعجبني اللون الأصفر

 الهواية: الفن عمومًا، وأرى الطبخ أيضًا فن لذلك أنا إنسانة أحب الطعام بأنواعه المختلفة. وكما أهوي الكتابة والغناء.

وتختم الحوار: ممنونة لكم وكل الشكر على هذا الحوار، أشكركم دومًا لأنكم أهل الثقة وأسرة أدبية أفتخر بها دومًا.

clip_image002_35243.jpg

 خالد ديريك

العدد 212 / الخميس 25 أكتوبر 2018 في ملحق "أقلام عربية" الصادر عن جريدة الكلمة المصرية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

clip_image004_c0dd0.jpg

clip_image008_e7ac6.jpg

clip_image010_de937.jpg

clip_image012_61a25.jpg

وسوم: العدد 803