مع الدكتور عبد الحكيم الزبيدي

استحضار الذاكرة الإبداعية الفريدة لربط ذائقة الماضي مع متطلبات الحاضر

الشبكة العنكبوتية تستنطق رائد الأدب العربي باكثير وتعيده حياً بين دارسيه

مع الدكتور عبد الحكيم الزبيدي

د. عبد الحكيم الزبيدي

[email protected]


رمضان عمر

[email protected]

رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين

علي أحمد باكثير: "أنا على يقين ان كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الايام، وتأخذ مكانها اللائق بين الناس، ولهذا فانا لن اتوقف عن الكتابة، ولايهمني ان ينشر ما اكتب في حياتي... إنني ارى جيلا مسلما قادما يستلم اعمالي ويرحب بها".

الدكتور"نجيب الكيلاني: "وأرى أن باكثير مدرسة متميزة في معظم إنتاجه المسرحي تحمل الطابع الإسلامي، وهي مدرسة لم تأخذ حقها بعد من التحليل والدراسة".

حينما يرحل العمالقة الكبار يبقى خلفهم من ابداعهم ما يجعلهم دائمي الحضور متجددي الظهور، ولعل معاودة الحديث عن الاديب الكبير المبدع علي أحمد باكثير له ما يبرره على حد رأي الدكتور عبدالحليم الزبيدي الذي التقيناه مؤخرا، وناقشناه حول سر احتفائه بالأديب الراحل باكثير، مما دعاه لإنشاء موقع متخصص تحت اسم "موقع الشاعر والأديب الكبير علي أحمد باكثي" .

الدكتورعبد الحكيم الزبيدي عضو اتحاد أدباء الامارات حدثنا عن باكثير قائلاً: "في عام 2006 عقد اتحاد كتاب الامارات ندوة عن باكثير؛ شاركت في هذه الندوة، وبينت سر اهتمامي بباكثير وعرفت به".

واضاف الزبيدي: "تعرفت على باكثير من خلال روايته "وا إسلاماه" التي كانت مقررة علينا في الصف الاول الثانوي. من خلال الرواية شدني اسلوبه، وراق لي المضمون الفكري الرائع الذي تناولته الرواية، وفي مؤتمر في الامارات عن باكثير تقدمت بورقة تحت عنوان "لماذا باكثير؟" ثم أخذت أتتبع أعمال باكثير وكل ما يكتب عنه خلال 15 عاماً أو تزيد، ولكن الانطلاقة الحقيقية في الاهتمام الحقيقي بباكثير جاءت حين التقيت بالدكتور محمد أبوبكر حميد في الرياض عام 1993، فزودني بالكثير مما لديه من كنوز. وحين عدت إلى الإمارات أحسست أن علي واجباً تجاه باكثير. فبدأت بنشر مقال عنه في صحيفة الاتحاد

وحين تعرفت به على الإنترنت أحسست أن هذا هو المكان المناسب لوضع ما لدي من كنوز لتكون بين يدي الدارسين والباحثين وعشاق الأدب.

وهكذا بدأت فكرة هذا الموقع- كما يقول الزبيدي-لتحقيق هدفين، هما:التعريف بباكثير ومؤلفاته، ودوره الريادي في الشعر والرواية والمسرح بفرعيه الشعري والنثري من جهة، والتعريف بما كتب عنه  ليكون ذلك عوناً للدارسين والباحثين الذين يرغبون في إعداد الدراسات والرسائل العلمية من جهة أخرى،

ولباكثير ميزات خص بها دون غيره كما يرى الباحث الزبيدي، منها، أنه أول من كتب الشعر الحر في العربية (مسرحية إخناتون ونفرتيتي 1938)..

حصلت روايته (سلامة القس-1944) على جائزة السيدة/ قوت القلوب مناصفة مع الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

حصلت روايته (وا إسلاماه-1945) على جائزة وزارة المعارف.

كان باكثير يرى أن على الأديب العربي أن يستخدم الأدب سلاحاً في المعركة التي تخوضها أمته اليومم.

كان يصدر كل عمل من أعماله بآيات قرآنية يجعلها شعاراً للعمل، تشير إلى القضية التي سيعالجها العمل، من جهة، وتوحي للمتلقي، من جهة أخرى، بهذا الالتزام الإسلامي في طرح قضاياه ومعالجتها.

حيث ذكر الدكتور/ محمد حسن عبدالله: أشهد أن رواية "شيلوك الجديد" قد أطلعتني على أنني كنت مغالياً في حقيقة اهتمامي بهذه القضية المقدسة، فلقد كشف لي الأستاذ باكثير عن حقيقة وضع القضية، وحقيقة العوامل التي تتصارع فيها، بما لم يكشفه لي كل ما وصل إلى يدي عنها في خلال خمسة عشر عاماً أو تزيد. ويضيف عبدالله: "وإذا حق لي أن أمتدح كاتباً تحقق فيه شرط الفنان والمسلم معاً فهو باكثير وربما أحياناً باكثير وحده".

أما سيد قطب المفكر العالمي المعروف؛ فقد قال: "باكثير هو الكاتب العربي الوحيد الذي توسل بالملهاة الجادة إلى عرض القضايا السياسية ولم يسبقه أحد في هذا المجال".

موقع باكثير الإلكتروني أعاد استحضار هذه الذاكرة الإبداعية الفريدة لتعيش بذائقة الماضي مع متطلبات الحاضر، حيث لاقى الموقع قبولا من كثير من الباحثين والدارسين، حيث اكد الحكيم ان عددا من الباحثين انجزوا اطروحاتهم للماجستير والدكتوراه مستفيدين من هذا الموقع.

هذا الموقع الذي تأسس عام 2000 هو ثمرة جهد استمر عشرين سنة كاملة جمع فيها الزبيدي كل ما يتعلق بباكثير من كتب ومجلات ولقاءات ووضعه تحت تصرف المتصفح. وهو جهد ذاتي ليس وراءه غاية مادية ولا جهة تموله، والباحث على استعداد لتزويد الباحثين بالمراجع وذلك كله لأن باكثير على حد تعبير الزبيري امتاز عن سائر الادباء بميزيتين: الاولى والاهم في راي الزبيري "أنه رجل صاحب رسالة، اتخذ الادب وسيلة لإبلاغ هذه الرسالة"، والثانية، "أنه اديب متعدد المواهب سباق في كل الفنون التي طرقها من الشعر الحر والمسرح والشعر الملحميي