الصحفية السعودية (ابتسام المبارك)

أكدت عراكها للحياة وصمودها أمام تيارات شديدة صنعت منها امرأة قوية

الصحفية السعودية (ابتسام المبارك)

أعشق الصحافة وأحبها ..

ألهث خلفها وتلهث خلفي

 

اليمن الجديد/التقاها في صنعاء: صالح ناجي

 وحدها كابدت ضنك الحياة .. وبمفردها تحملت  الآلام الموجعة فروضت نفسها على التحلي بالصبر والإيمان بقضاء الله وقدره.. تلقت الطعنات لكنها لم تنحن البتة.. تلقت الصدمات فلم يزدها ذلك إلا إصراراً في  مواجهة الواقع كأمر محتوم لا حذر منه لأنه قدر.. إذاً فلا مفر.. أعلنت نفسها صحفية في مملكة اسمها صاحب الجلالة (الصحافة) مهنة المتاعب والسلطة الرابعة كما يقولون .. فقدمت (ها) التأثيث بصورة مشرفة وأثبتت جدارتها كاستحقاق ونالت إعجاب  وتقدير المجتمع السعودي بشكل عام والصحفي بشكل خاص- جرأة الطرح وسلاسة الكتابة هي من جعلها تعتلي سلم المجد رغم الظروف المحيطة بها والأسلاك الشائكة من هنا إلى هناك . لذا تفاخر أنها صحفية تخدم وطنها وتفاخر أيضاً أنها تعمل في صحيفة المدنية بالمملكة العربية السعودية التي قالت أنها الأقرب إلى قلبها من حبل الوريد. التقيناها في حفل افتتاح فعاليات الإيام الثقافية السعودية بالعاصمة الأم لليمن الموحد(صنعاء) خال الفترة من 24فبراير إلى 2مارس. وبلغة ا لواثق وقولها واثق الخطوة يمشي ملكاً نقشت اسمها بأحرف من نور .. لأنها تكتنز بداخلها ثقافة قلما نجدها في كثير من النساء.. ثقافة مبنية على أسس منبعها التمسك بشرع الله وسنة رسوله وبعادات وتقاليد مجتمعها المحافظ، وفي حديث معها خرجنا بانطباع أن جرحاً غائراً م يندمل بعد لكنها لم تفصح عنه حيث اكتفت بكلمة أنها مشيئة الله فإلى تفاصيل الحوار.  

في البداية سألنها من هي (ابتسام المبارك) الزميلة الصحفية أم مربية الأجيال؟

  فكان الرد من جانبها بالقول : (امرأة اعتركت الحياة وعركتها بدأت بتحمل المسئولية من وقت مبكر لا يتناسب وقتها وسني ورغم ذلك وقفت أدفع تيارات شديدة من العناء وتيارات من العلامات التي صنعت مني أمرأة قوية لا أمراة ديكتاتورية كما يقولون لأني ذقت مرارات كثيرة على رأسها الحزن لفقد الأ؛بة ، هكذا قالت (ابتسام) لكنها توقفت وخفت صوتها وريداً رويداً فألحيت عليها مواصلة الحديث لكنها أشارت بيدها ملمحة التوقف وطأطأت رأسها إلى الارض بينما دموعها انهمرت بغزارة فماكان مني إلا التوقف والانسحاب إلى طاولة أخرى لكي تستعيد أنفاسها وفعلاً وبعد نصف ساعة تقريباً عدت فحاولت الاعتذار إلا أنني ألحيت عليها وبمساعدة الفنانة اليمنية (وردة سعيد) اقتنعت حاولت تفادي توجيه الأسئلة المركزة فوجهت إليها سؤال

  كيف وجدت اليمن؟

  فأجابت بقولها : نعم الشعب ونعم الأرض ونعم الأخلاق والشهامة والكرم ، شعب مضياف مع أنني أدرك ذلك من خلال معايشتي لهم في مسقط رأسي المملكة العربية السعودية، لكن تعمق هذا لدى اليوم فاكتملت الصورة عنديوأضافت (ابتسام) : وجدت تشابه كبير في الثقافة والأدب والفن والعادات والتقاليد والموروث الشعبي ولا يوجد فرق إلا باختلاف المسمياتمردفة على أن الشعب اليمني كريم فصدق الله فيه بقوله جل في علاه (بلدة طيبة ورب غفور) وصدق رسوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وما كذب من قال ذلك ، مشيرة بأن رجال اليمن يتصفون بالشجاعة والشهامة لذا قالت : الاشقاء اليمنيين ما قصروا معنا وكانوا  سريعي الاستجابة لمطالبنا اثناء وجودنا وجدنا النساء محتشمات متمسكات بأوامر الدين الإسلامي

المرأة اليمنية والظروف هي من صنعتها..

  وعن هذا الجانب قالت (ابتسام) المرأة اليمنية ناجحة مربية حكيمة نعم الجيل الذي تربيه امرأة يمنية ، وأضافت : أما إذا تحدثنا عن الناحية الثقافية فقد وصلت إلى مرحلة كبيرة جداً من النضج الثقافي وأقول الظروف المحيطة بها هي من صنعتها ودفعتها إلى العمل في مختلف المجالات ومنها الإعلامي الذي نجحت فيه بتميز.

وأشارت إلى أن المرأة اليمنية عندها القدرة على الحفاظ على هويتها الوطنية وموروثها الشعبي وكان هذا واضحاً من خلال زيارتنا إلى بيت الموروث الثقافي الذي أنشئ بجهد فردي غير رسمي لذا كان قمة التألق إذا حمل ضمن محتوياته نفائس قيمة من أزياء شعبية وحلى دالة على أنها منذ زمن قديم وهذا دلالة على ما قلت آنفاً.

 صحافة فيها مساحة حرية

   أشادت (ابتسام) بالصحافة اليمنية وإلى ما وصلت إليه حيث قالت : صحافة رائعة ومتقدمة فيها من الطرح والجرأة في مناقشة قضايا هامة ولهذا اتضحت الصورة عندي تماماً بما كنت أتخيلها ، كنت أتخيل بأن ورقتها بالذات العادي(القديم) الإخراج والطباعة كذلك لكنني فوجئت واندهشت لما وصلت إليه الصحافة اليمنية من إبداع ظاهت كثير من البلدات المتقدمة.

  المرأة السعودية شقت طريقها..

   أما بخصوص المرأة السعودية ومكانتها الإعلامية فقد أكدت أنها وصلت لكنها قالت تكمن المشكلة في القياديين لدى الصحف الذين لم يقفوا مع الإعلاميين لتتبوأ مناصب رفيعة بالصحف مرجعة ذلك إلى رؤساء التحرير ومدراء التحرير كونهم من يحددون خطوات العمل لذا وبحسب اعتقادها أن هذه هي العقبة الرئيسية تجاه الإعلامية لكنها تؤكد بأن الإعلامية بالشقيقة المملكة السعودية قد خطت خطوات جبارة وأصبحت لها صولة وجولة.  

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،، 

  وعن هذا قالت (ابتسام) بأن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لها علاقة أو تدخل في أمور الإعلاميات طالما وأنه يبداء وينتهي في حدود الحشمة والفضيلة موضحة بأن الهيئة طبيعياً تتدخل في حالة وجود تجاوزات لا سيما ونحن مجتمع مسلم ومحافظ لا يقبل باختلاط غير المشروع في أي مجال كان من مجالات المرأة وليس الإعلام وحدة

  المرأة العربية تفوت الفرص

  وعن وضع المرأة العربية بالجانب الإعلامي قالت أنها نجحت بشكل ملفت وتقلدت مناصب قيادية في مؤسسات المجتمع المدني أيضاً هذا من ناحية فيما تجزم بأن المرأة العربية أمامها عديدة من الفرص وحسب قولها هي التي تفوتها أما بسبب عادات وتقاليد أو بأخر مثل التسلط الذكوري والذي يحرمها من ممارسة حقها لذا فالعالم العربي ولا سيما نسائها في هذا الجانب وأقصدها بالحقوق والواجبات

  عشقت الصحافة فسرت في تلابيب قلبي..

  وعن الأسباب التي جعلتها تسلك طريق الصحافة أجابت (ابتسام) في يوم من الأيام كانت الصحافة عشقي الأول وحاضراً أصبحت أحد الهموم التي تكبلني لذلك أحبها بل أنها تجري في دمي وتلابيب قلبي فما زالت الهث خلفها وهي تلهث خلفي حتى نتعب فهي في الأخير مهنة المتاعب.  وتفاخر (ابتسام) بقولها الصحافة صنعت لي مجتمع .. مجتمع خاص ومكانة مرموقة فجعلتني أفهم مجتمعي بجميع شرائحه وطبقاته وقد تمكنت بفضل الله من الغوص في مشاكل مجتمعي والمساعدة على وضع حلول من خلال رسالتي الصحفية.

ضغوطات نفسية وتهديدات لأتخشاها.. 

الزميلة (ابتسام) أو حسب قراءتنا لها بصحيفة المدينة جريئة في الطرح وكشف قضايا حساسة وهامة ، كان سؤالنا لها هل تخشين العواقب وهل تتعرضين لمشاكل؟.

 وبلهجة تكسوها الشجاعة وقلب محب لوطنه وشعبه قالت: طالما وأنا أحب وطني وشعبي لا يهمني العواقب مؤكدة تعرضها لضغوطات نفسية وتهديدات لذا واجهت كثير من المصاعب وتوتر العلاقات لكنني لا أخشاها طالما  وأنا أعمل بما يرضي الله وضميري فالصحفي عندما يكتب عن قضية ليساعد على إيجاد الحلول ودللت (ابتسام) على أنها كشفت عن( هامور) اختلس ملايين من سيدات المدينة المنورة بعد إيهامهن بمشاريع سكنية وأشارت أنها تعاني من كثرة المشاغل وتمنت النجاح في الجانب الإعلامي بشكل أقوى ولكن وكما قالت أن عملها في التربية والتعليم يرهقها كثيراً والعمل الصحفي يحتاج إلى تفرغ ومتابعة وخروج مفاجئ مترجية من الله أن تكون قد وفقت في خدمة أهل طيب الطيبة ولو بالقليل.

   الرجل في قبضة المرأة  

 ونفت القول السائد بأن المرأة ككل في قبضة الرجل بقولها: بالطبع لا- في هذا الوقت الرجل أصبح في قبضة المرأة وباستطاعتها  وبما تحمله من ثقافة تربوية وأسرية أن تقود الرجل بحكمة وتجعل منه رجلاً مطواعاً لا يحمل في قلبه ذرة من كرة أو يحمل في يده سوطاً من عذاب.  

ثلاث بطائق..

   الأولى وجهتها إلى كل أخ وأب وزوج بمنح الثقة للبنت والأخت والزوجة بعيداً عن تحقير ما تملك من امكانيات وقالت ربما تصل بها إلى المعالي.

واما البطاقة الثانية فقد تمت توجيهها إلى من يحيرها ظنه طالبة الكف عن هذا، بينما البطاقة الثالثة حملت الكثير والكثير من الغموض لكن يظل المعنى لديها هي (إلى كل من يعتقدون أنني أحمل لهم بعض الأنانية والغرور أقول لهم أنا لست كما تعتقدون فما يحمله قلبي من تسامح وتفاؤل يسع مليون مليار من القلوب إذا عبئ بها) هكذا قالت (ابتسام) وهكذا كان مسك الختام.

بالتزامن مع صحيفة الرأي العام اليمنية