مبارك الخرينج نائب رئيس مجلس الامة الكويتي: تحالف إيران وروسيا أضر بشعوب المنطقة

clip_image001_00866.jpg

أحد أبرز الناشطين البرلمانيين العرب، نافس على رئاسة مجلس الأمة في دولة الكويت، وفاز بمنصب نائب رئيس مجلس الأمة، وهو عضو البرلمان العربي وعضو وفده المشارك فى مراقبة المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية.

كما أنه يرأس لجنة الأخوة والصداقة الكويتية المصرية المنبثقة من مجلس الأمة الكويتي، والتي يرجع نشاطها إلى عشرين سنة ماضية وتحاول الآن إحياء هذا الدور مع النظام المصري الجديد.

إنه العضو البرلماني مبارك بنيه الخرينج نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي، التقيته بمناسبة زيارته للقاهرة لمراقبة الانتخابات المصرية في مرحلتها الثانية مفوضاً من قبل البرلمان العربي فكان هذا الحديث الذي أكد فيه ضرورة وجود نقلة نوعية فى العلاقات المصرية العربية وبخاصة العلاقات الكويتية المصرية التي تمتد في التاريخ عمقاً وتقوم على المحبة والود والتعاون المشترك.

وقال إنه شرف بمراقبة الانتخابات الرئاسية التى  فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووصفها بأنها "تختلف كلياً عن انتخابات ما قبل ثورة 30 يوليو وكان لها ما بعدها من تحقيق تطور فى الرئاسة وتطور فى الدستور المصري".

وأشار إلى أن مصر تمر بمرحلة صعبة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي "لكننا على ثقة بأن المسؤولية الملقاة على الرئيس والحكومة المصرية ومجلس الشعب القادم ستحقق المأمول منها بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية وبخاصة الكويت والسعودية".

وقال إن حكومة بلاده ومجلس الأمة فيها لا يألون جهداً في دفع التضافر والتعاون (العربي ـ العربي)، "لمواجهه الظروف التى تحيق بالأمة العربية وبخاصة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وما يحدث فى فلسطين".

وبسؤاله عن جهوده في احتواء حادثة دهس المواطن المصرى أحمد عاكف فى الكويت؟

أجاب: "لقد التقيت الوزيرة نبيلة مكرم فى الكويت بحضور وزيرة الشؤون الكويتية والسفير المصرى لمعالجة الأمر بتروي  وبخاصة أن عندنا جالية مصرية كبيرة ولها مجهوداتها التي لا تنكر، وقد قدمت العزاء لعائلة عاكف عبر قناة الشاهد الكويتية وكانت هناك مداخلة من الأستاذ خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتية عبر القناة كذلك وكنا حرصين على ألا يستغل البعض هذا الحادث وتحميله فوق ما يحتمل، فعلينا أن نتابع ونراقب ونثق فى القضاء الكويتي كما نثق فى القضاء المصري".

وبالمناسبة، ما رأيك فيما جرى من أحد المصريين الذين كانوا يعملون بالكويت والذي قتل مع سبق الإصرار والترصد سيدة كويتية من أصل سعودي قدمت إلى مصر لشراء شقة فاستولى على أموالها وقتلها وعندما دخلت ابنتها وقت ارتكابه للجريمة طعنها هي الأخرى عدة طعنات وألقى بهما في بئر، ولم تمت البنت إلا بعد ثلاثة أيام.. اكتشف ذلك الطب الشرعي، ولم تتم إثارة الموضوع لا في الشارع الكويتي ولا في الصحافة الكويتية لأننا نثق في القضاء المصري وفي أن السلطات المصرية ستنفذ ما يحكم به القضاء.

ـ حدثنا عن لجان الصداقة بمجلس الأمة وأهدافها وأبرز إنجازاتها؟

لجان الصداقة التى أسست مند عدة سنوات كان الهدف منها إيجاد عمل دبلوماسي شعبي لتعزيز مصالحنا العربية والتعاون بيننا وبين الدول العربية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية وهدفها توطيد العلا قات بين مجلس الأمة الكويتي وهذه الدول وأرأس بفضل الله لجنة الصداقة الكويتية المصرية منذ عشرين عاما وكان اسمها لجنة صداقة وحولنا اسمها إلى لجنة أخوة وصداقة بناء على نصيحة الراحل الدكتور مصطفى كمال حلمي رئيس مجلس الشورى المصري حيث قال لي نحن عرب ثقافتنا عربية فيجب أن نطلق عليها لجنة أخوة ، وهي تضم سبعة أعضاء من أعضاء البرلمان مشكلين من لجان مختلفة داخل المجلس.

 ـ ما أبرز أنشطتها الآن داخل مصر؟

ما أن يعقد البرلمان المصري الجديد سنتبادل الزيارات ونتشاور حول الأنشطة ولكن بصفتي رئيساً للجنة أحرص على زيارة مصر باستمرار، وقد التقيت الرئيس عبد الفتاح السيسي وقدمت له التهنئة واستعرضنا مجمل الأوضاع العربية والعلاقات الكويتية المصرية، وقدم لنا بعض التوجيهات، وقد زرته من قبل أثناء توليه منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وتحدث في هذا اللقاء عن نظرته المستقبلية وعن الاوضاع التى تحدق بالمنطقة العربية وبخاصة الإرهاب وخشيته أن تنتقل هذه الموجة إلى دول الخليج والكويت.

 ـ تابعتم حادثة الطائرة الروسية وتأثيرها على السياحة فى سيناء، والسؤال: ما أثر سعيكم فى طمأنة المواطنين الكويتيين وبخاصة المستثمرين بشأن الوضع فى مصر؟

إن ما يهم مصر يهم الكويت وما يؤثر على مصر شعباً وحكومة يؤثر على الكويت وما حادث الطائرة الروسية إلا حلقة من مسلسل تتبعناه أخيراً في فرنسا ومن قبل في بيروت وتونس والكويت والسعودية ورغم ذلك فيجب ألا يؤثر على توازننا في تحري مصلحة البلاد واستقرارها وأعجبني جداً الاتفاق الأخير الذي أعقب الحادث والذي وقعته مصر وروسيا بشأن إنشاء المحطة النووية واغتنم الفرصة لتهنئة الرئيس السيس على ذلك وتهنئته أيضاً بعيد ميلاده وأقدم اقتراحاً بزيارة وفد شعبي مصري من الفنانين والأدباء والحقوقيين والكتاب لتقديم واجب العزاء إلى روسيا حكومة وشعباً ولعوائل الضحايا كي يشعر الجانب الروسي بتلاحم الشعب المصري وتعاطفه معه.

وبخصوص الوضع السياحي في مصر فنتمنى من حكومة الكويت وباقي حكومات مجلس التعاون الخليجي أن تحدو حدو خادم الحرمين الشريفين بزيادة عدد الرحلات السعودية إلى شرم وأن تكون هناك تسهيلات من جانب خطوط الطيران المصرية.

وبإذن الله، عند عودتى إلى الكويت سأنسق مع وزير الإعلام الكويتي والسفير المصري بالكويت لزيادة الرحلات الكويتية إلى شرم الشيخ.

ـ حدثنا عن البرلمان العربي وموقفة من قضايا الأمة العربية ودوره كذلك فى التنسيق مع البرلمانات الدولية؟

البرلمان العربي بقيادة الأستاذ أحمد الجروان له دور بارز ويعد أحد الهياكل التنظيمية للجامعة العربية ولكن قرارته مستقلة.

والأستاذ أحمد الجروان رئيس البرلمان هو صاحب فكرة عقد البرلمان كل شهرين فى دولة من الدول الأعضاء وكانت آخر الدول التي استضافت جلساته تونس وجيبوتى والجلسة المقبلة ستكون بالقاهرة في منتصف ديسمبر بإذن الله.

والبرلمان بلا شك له دور فعال فى خدمة قضايا أمتنا العربية وعلى رأسها فلسطين وأيضا التضامن مع الشعوب العربية،  فقد شاركت رئيس البرلمان فى الاعتصام الذى حدث فى تونس على خلفية اغتيال النائب باردو تضامنا مع التجربة التونسية كي لا يحدث لها انتكاس.

ـ وهل قرارات البرلمان العربي ملزمة؟

هي توصيات غير ملزمة وهناك من التوصيات ما تم الاتفاق على تنفيذها مثل  قرار المجلس السابق قبل أن يأتى الجروان وهو خاص بتجميد عضوية سوريا فيه بالتوازي مع قرار الجامعة العربية بتجميد عضويتها فى الجامعة، وكنت بحمد الله العضو المتقدم بهذا الاقتراح.

ـ وماذا اتخذتم بشأن قضية اللاجئين السوريين؟

قضية اللاجئين عانينا منها من قبل، وهي مسؤولية الحكومات العربية ومجالس الأمة والبرلمان العربي أخذ على عاتقه شرح المأساة باستفاضة أمام البرلمان الأوروبي.

ـ برأيك كيف تحل الأزمة السورية سياسياً مع حرص دول إقليمية على عدم رحيل بشار الأسد؟

المسألة تعقدت أكثر بعد تدخل الجانب الروسي على الأرض هناك وإن كان للتدخل جانبه الإيجابي المتمثل في القضاء على تنظيم داعش لكن جانبه السلبي هو إبطاء عملية تحرر الشعب السوري من طاغيته.

هذا الطاغية لا يألوا جهداً في تفجير شعبه بالبراميل المتفجرة والغازات السامة فالوضع هناك مأساوي والكل يعلم من يتبناه ويقوم برعايته حصرياً وأيضاً الكل يعلم أن تنظيم داعش هناك دول تسانده بدليل الدبابات والأسلحة الحديثة التي في حوزته.

برأيي علينا أن نتوحد لتقديم بشار الأسد للمحاكمة وإنهاء سيطرة النظام السورى

ومن ناحيتها تقوم الآن المملكة العربية السعودية بجمع المعارضة السورية لحل الأزمة سياسيا، لكن هذا لا يعني ألا يقدم بشار للمحاكمة كمجرم حرب أسوة بطاغية صربيا.

وفي هذه المسألة، لا أريد تمجيد الرئيس مبارك فهناك أخطاء وسلبيات هو مسؤول عنها لكنه لم يفعل فعل بشار والقذافي ولم يهرب كما هرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي  وأصر على البقاء في وطنه وأن يدفن في ترابه.

الكويت لا تجهل موقف الرئيس مبارك من تحريرها، ومن قبل مواقف السادات  وعبد الناصر، لكن الرؤساء الذين يبيدون شعوبهم علينا أن لا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة.

ليس هناك مانع أن يرحل بشار الأسد كحل مبدئي، لكن أن تظل المؤسسات التابعة له موجودة وأن يظل نظام حزب البعث فهذه هي المشكلة والأسوأ

هو تدخل روسيا في المنطقة بصورة مباشرة وتحالفها مع إيران ضد شعوب المنطقة.

 ـ وما رأيك في تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران فى أزمة اليمن؟

يجب علينا أن نفرق بين الشعب الايراني والحكومة الايرانية، وكذلك الشعب الأمريكي والحكومة الامريكية، وعليه، فعندما نتابع تدخل الحكومة الإيرانية فى البحرين والعراق وسوريا واليمن ودعم إيران المباشر للحوثيين وعلى عبد الله صالح جميع ذلك عقد من الأزمة ولولا عاصفة الحزم لكان لدينا أيضا دولة أخرى جنوب الجزيرة العربية تؤيد وتناصر النظام الإيراني وتصل سيطرتها إلى باب المندب.

ـ هل من رسالة أخيرة تحب أن توجهها إلى الشعب المصري؟

الشعب المصري شعب عظيم ناضل من أجل حريته فى ثورتين متتابعتين وكانت الكويت وما تزال، أميرا وحكومة وشعبًا، مع مصر فى سرائها وضرائها لأن مصر هى العمود الفقري للوطن العربي وستقف مع مصر حبا فى مصر بكل إمكانياتها، فالتواصل مستمر، والدعم مستمر إلى أن تتعافى مصر اقتصاديا بإذن الله.

وسوم: العدد 643