أستاذي وليد عبد الحي .. دافعت عنه سابقا وأدافع عنه حاليا

نشر زميلي أحمد الحيدوسي عبر صفحته مقطعا لمحاضرة أستاذي وليد عبد الحي Walid Abdulhay فتدخلت مصححا: " أستاذي وليد عبد الحي: فلسطيني وليس عراقي". اتّصل بي عبر الخاص فقال: " سلام عليكم استاذ معمر. . من خلال النت قرأت للأستاذ وليد عبد الحي وشاهدت له بعض الفيديوهات وأعجبت به من خلال تحليلاته الدقيقة لذلك أريد معرفة رأيك فيه. اتصل بي الأصدقاء من الذين درسوا عنده وأخبروني أنه علماني متطرف". أجبته على الفور: " السّلام عليكم. إذا شئت التقينا وحدّثتك عن أستاذي وليد عبد الحي ووضعت تحت تصرفك مقالاتي التي كتبتها عنه" ووضعت تحت تصرفه رقم محمولي.

وعدني أن نلتقي بعد أسبوع ولم أستطع الانتظار كلّ هذه المدّة لأتحدّث عن أستاذي وأزيل اللّبس والغموض الذي اعترى البعض وأدافع عنه دفاع التلميذ عن أستاذه فكانت هذه الأسطر التي أجعلها صدقة جارية لأستاذي وليد عبد الحي Walid Abdulhay أمدّ الله في عمره وجعلني من تلامذته البررة وأنا الآن في 54 من عمري وأب لأربعة:

أوّلا: أستاذي وليد عبد الحي بين المدرج والصفحة

1. امتاز أستاذي وليد عبد الحي بكونه غزير المطالعة ومتعدّد المصادر ومتضاربة فيما بينها.

2. يلقي الدرس باللّغة العربية الفصيحة ومن حين لآخر يستعمل بعض المصطلحات الانجليزية وحين يستدعي المقام ذلك.

3. كانت المحاضرة على شكل نقاط متسلسلة مرتّبة.

4. تميّز بالانضباط التّام في المحاضرة وذلك باحترام الوقت فهو لا يتغيّب أبدا ولا يأتي متأخّرا.

5. من حيث طريقة تقديم المراجع كان أستاذي عالم الاجتماع الجيلالي اليابس رحمة الله عليه أفضل بكثير ولا أعرف أحدا من الذين أكرمني ربّي بالجلوس بين أيديهم تفوّق عليه في كيفية تقديم المراجع.

6. رزق الصوت الجهوري والأداء الجيّد والصورة الحسنة وكمال الجسم.

7. يقرأ للجميع ويأخذ من الجميع بما يفيد دولته فلسطين وأمته العربية والإسلامية.

8. لأستاذي زاوية خاصة به في كيفية قراءة الكتاب وعرض النقاط التي لفتت انتباهه وقد لاحظت ذلك -وبالصدفة- حين عرضت بعض الكتب من زاويتي وعرض نفس الكتب -وبالصدفة ودون إعداد - من زاويته الخاصّة.

9. يكنّ أستاذي حبّا كبيرا للجزائر والمتتبّع لصفحته يدرك بشكل واضح حبّه الثاّبت والدائم للجزائر من خلال الصور التي ينقلها عن ذكرياته في الجزائر ومواقفه الجميلة عن الجزائر وشخصيات علمية عمل معها في الجزائر ورسالته الموجّهة للرئيس السّابق بالاستقالة -وإن كانت متأخّرة- كانت نابعة من حبّه للجزائر وكلّما سمحت له الذاكرة باسترجاع أيامه الجميلة بالجزائر إلاّ ونشرها وتحدّث عنها بإعجاب وحنين وشوق.

10. يعجبه في الجزائري عدم تمجيده للسلطان وقد نقلت عنه وهو يقول: عشت في الجزائر 14 سنة ولم أسمع يوما أغنية تتغنى بالرئيس.

11. مازلت أعتقد وأنا الذي لم ألتقي به منذ سنوات الدراسة 1986-1990 أنّ أستاذي وليد عبد الحي يتمنى العودة للجزائر والعمل بها من خلال وقوفي على كتاباته وحبّه للجزائر.

12. الحرية التي وجدها أستاذي بالجزائر لا يمكن بحال -أقول لايمكن بحال- أن يجدها في غير الجزائر.

13. وأنا أتابع صفحة أستاذي ومقالاته عبر الجرائد والصحف لا حظت أنّه لايستطيع التحدّث بحرية في بعض المواضيع التي تتعلّق مثلا بالأردن التي يقطن بها الآن وربّما في مواضيع تتعلّق ببعض التحالفات العميقة بين الأردن وبعض الدول وربّما في مواضيع أخرى والسّبب –في تقديري- لأنّه يفتقر للحرية الكاملة للتطرق في بعض المواضيع التي لا يمكن لأستاذي أن يعلن عنها لكن القارئ المتتبّع يقف على ذلك جيّدا ويدركه بوضوح. وأغتنم الفرصة لأقدّم كلّ التحية والمحبّة لإخواننا في الأردن على تقديم المساعدات والرعاية لأستاذي وليد عبد الحي.

14. أستاذي وليد عبد الحي فلسطيني الجنسية ويدافع بقوّة وحرارة عن دولته فلسطين المغتصبة من طرف الصهاينة ولذلك تراه يميل لكلّ من يسعى لتحرير فلسطين حتّى لو خالفه ويستنكر بشدّة وينتقد باستمرار تصرفات كلّ من يخون فلسطين ولو كان فلسطينيا. يساند حركة حماس باعتبارها وسيلة من وسائل مواجهة الصهاينة لكنه يختلف معهم في الطريقة وفي بعض التفاصيل لأنّه يختلف معهم من حيث المنبع والتوظيف للدين والاستسلام لبعض الدول.

15. يتعامل مع كلّ الدول على حدّ سواء باستثناء الصهاينة ويستفيد من كلّ الدول ودون استثناء وهو لا يميل لدولة مهما كانت ميلة واحدة بل يأخذ منها ومن قادتها وينتقدها وينتقد قادتها ودون تمييز بما فيها الجزائر التي أحبّها وما زال يحبّها ويكنّ لها كلّ التقدير والمحبّة والاحترام.

16. واضح جدّا أنّ نظرته لدول الخليج ليست كنظرته لدول أخرى فهو ينتقدها وينتقد ملوكها باستمرار لكن الانتقاد للوسيلة والطريقة وليس للأشخاص بعينهم.

17. لاحظت أنّ أستاذي يكتب عبر صفحته في الأدب العربي بأسلوبه لكنّها أقرب إلى الخاطرة والمحاولة وحديث النفوس ويعبّر عبرها عن الألم الذي يعتريه ما يدل على أنّ له ذوق للأدب العربي وهذا مالم أستطع أن أقف عليه وأنا طالب بين يديه حيث طغت المصطلحات العلمية الجافة.

18. أستاذي ليس بالفقيه ولا المفسّر ولا عالم دين حتّى يحاسبه القارئ محاسبة الفقيه المتمكّن في أصول الفقه.

19. يحترم أستاذي علماء الدين لكنّه ليس التّابع لهم في كلّ أمر وينتقد بعض التصرفات المنافية للدين ويستنكر بشدّة على بعض الفتاوى المؤيّدة للاحتلال والمناصرة للغزاة والمثبّطة للعقل والعمل.

20. يحترم أستاذي الإسلام ويحثّ على التشبّث بالأخلاق الإسلامية كاحترام الوقت وعدم الغشّ وأداء الحقوق لكنّه يحارب بقوّة التشبّث بمظاهر التدين المغشوش كالغياب عن العمل باسم الصلاة والكسل باسم الصوم والسطو على حقوق المرأة باسم القوامة.

21. لا يبدي أستاذي عاطفته وأمانيه بشكل علني واضح لكن المتتبّع لمقالاته وتحليلاته يقف على عاطفته جيّدا وبوضوح.

ثانيا: مقالاتي حول أستاذي وليد عبد الحي.

22. مقالي بعنوان: " أستاذي: وليد عبد الحي ..من خلال أقواله" وبتاريخ: الإثنين: 15 شعبان 1434هجري، الموافق لـ 24 جوان 2013.

23. مقالي بعنوان: " ذاكرة عالقة" وبتاريخ: الأحد.. 24 ذو الحجة 1435هجري، الموافق لـ 19 أكتوبر 2014.

24. مقالي بعنوان: معمر حبار - العلوم السياسية.. مزايا وفضائل" وبتاريخ: الجمعة:04 ذو الحجة 1436 هـ الموافق لـ: 18 سبتمبر 2015.

25. مقالي بعنوان: " نصيحة جزائري لعراقي مهتم بالعلوم السياسة" وبتاريخ: الجمعة: 05 ربيع الثاني 1437 هـ الموافق لـ : 15جانفي 2016.

26. مقالي بعنوان: " ضيوف الجزائر: وليد عبد الحي ومحمد الغزالي وسعد الدين الشاذلي" وبتاريخ: الأحد23جمادى الأول 1439 هـ الموافق لـ 11 فيفري 2017.

27. أسأل الله أن يوفّقني لجمع مانقلته عن أستاذي عبر صفحتي في مقال مستقل وهو عدد معتبر على أمل أن أجمع ما كتبت عنه في كتاب مستقل.

28. أسألك اللّهم أن تجعل ما كتبت صدقة جارية لأستاذي وليد عبد الحي Walid Abdulhay وتحفظه في زوجه وأبنائه وأحبابه وتبعد عنه السّوء وأهل السوء وتسخّر له من يخدمه ويرعاه وتضع تحت تصرفه من يحي تراثه ويرعى علمه ويسير على دربه.

وسوم: العدد 858