أيّها العربيّ .. لقد جرّد أخوك سلاحه مِن غِمده .. لكن ، على مَن جرّده ؟

كنّا نردّد ، ونحن في سنّ الطفولة ، في المراحل الابتدائية والإعدادية ، من دراستنا ، في خمسينات القرن الماضي .. نردّد قول الشاعر، علي محمود طه ، الذي لُحّن وغُنّي ، تعاطفاً مع قضيّة فلسطين ، والشعب الفلسطيني :  

وما تزال ، اليوم ، أصداء النشيد ، تتردّد في أذهاننا ، برغم غيابه عن آذاننا ، ولكنّ مَراميَه ، على أرض الواقع ، اختلفت ، كثيراً ، عمّا كانت عليه ، في نهاية الأربعينات ، ومرحلة الخمسينات ، من القرن المنصرم ! فلماذا ؟ 

لأنّ الأمّة مرّت عليها ، في أوطانها ، أشكالٌ من الحكّام ، فعلت بها ، مالم يفعله اليهود، بالشعب الفلسطيني ، في فلسطين.. حتّى نَسيتْ ، أو كادت ، جرائم الصهاينة، إزاء ماهي مشغولة به ، من جرائم حكّامها ، بحقّها : بحقّ شبابها وشيوخها ، وعجَزتها وأطفالها ونسائها ..! 

لقد باتت الأحيال تتساء ل ، اليوم ، حين تسمع بيت الشاعر: 

باتت الأجيال تتساءل ، حين تسمع هذا البيت ، قائلة : تُرى.. ماذا فعل الحاكم الفلاني، بنساء بلده ، العربي المسلم الفلاني ؟ وماذا أعَدّ الحاكم العربي المسلم فلان ، لأختنا فلانة ، في سجونه ، وبين جلاّديه ..!؟ وبمَ يتَمتم الأخ العربيّ الأبيّ ، حين يرى سلاح  أخيه ، العربيّ الأبيّ ، موجّهاً ضدّه ، وضدّ أسرته ، في وطنه .. أو في وطن عربيّ أبيّ مجاور؛ سواء أكان الأخ العربيّ الأبيّ ، قد جاء مرتزقاً ، لقتل أخيه العربيّ الأبيّ ، أم جاء مأموراً ، من قِبل حاكم عربيّ أبيّ !؟  

وسوم: العدد 892