توظيف الإمكانات والطاقات ..!

من الطبيعي ، أن يوظف المرء إمكاناته الذاتية ، المادّية منها والمعنوية ، لتحقيق أهدافه ؛ فهذا ممّا يمارسه العقلاء ، جميعاً ! أمّا العَجَزة والحمقى والبُله .. فيعجزون، غالباً ، عن توظيف إمكاناتهم وطاقاتهم ، بالأساليب المجدية ، التي تحقّق أهدافهم ، أو تجلب لهم الخير! وربّما حاول بعض هؤلاء ، توظيف طاقاتهم وإمكاناتهم ، لِما يحسبونه نافعاً لهم ، فجلبوا على أنفسهم الشرّ، أو الضرر، وذلك ؛ لسوء ترتيب الأولويات لديهم .. أو لعجزهم ، عن تمييز النفع من الضرر؛ لاسيّما في الأمور، التي تحتاج ، إلى نوع من التفكير المتأنّي ، وإلى حساب الإمكانية والجدوى ، عند القيام بأيّ عمل ..! 

أشكال التوظيف ، للإمكانات الذاتية :  

من أشكال توظيف الإمكانات الذاتية : توظيف المال .. توظيف القدرات البدنية.. توظيف القدرات العلمية والعقلية..! 

من أشكال توظيف الإمكانات المعنوية : توظيف الحَسَب أو النَسَب .. توظيف المنصب .. توظيف المكانة الاجتماعية ، أو الجاه ..! 

توظيف إمكانات الآخرين : 

ورد في المثل الشعبي : القَرعة تَتباهى بشعر أختها ! 

وقد وردت ، في كتب تاريخ الأدب ، أمثلة كثيرة ، منها : 

يقال : فلان عصامي ، صنع نفسَه بنفسِه ، نسبةً إلى عصام ، حاجب الملك ، الذي نصح النابغة الذبياني ، في كيفية الدخول ، على النعمان بن المنذر، فمدحه الشاعر بقوله : 

ومقابل العصامي ، يقال : هذا رجل عِظامي ، أيْ : يَفخر بعظام آبائه وأجداده ! 

ومن الطرائف : أن رجلاً دخل على الخليفة ، عبد الملك بن مروان ، فحادثه ، فأعجِب به الخليفة ، فقال له : إنك لرجل ، لولا أنك تَلحَن ! فقال الرجل : ابنك الوليد يلحَن ! فقال عبد الملك : لكن ابني سليمان لا يلحَن ! فقال الرجل : وأنا ، أخي فلان لايلحن ! 

وكان التفاخر، بين الشعراء القدماء ، كثيرا ما يعتمد على الأنساب ، فيفخر أحدهم بآبائه وأجداده ، ويجرّد منافسيه ، من هذه المزيّة ! ومن ذلك : المفاخرات بين الفرزدق وجرير؛ إذ قال الفرزدق : 

 أولئك آبائي ، فجئني بمثلهم     إذا جمعَتنا ، ياجرير، المَجامعُ ! 

وقد برع بعض الساسة ، في العصر الحديث ، في توظيف إمكاناتهم ، في المفاوضات السياسية .. وبقدرتهم ، على توظيف إمكانات أناس آخرين ، من أصدقاء وحلفاء ! 

وسوم: العدد 897