أخبار بلا زوّادة .. لكن ، ما أثمانُها !؟

قال الشاعر الجاهلي ، طرفة بن العبد : 

ستُبدي لكَ الأيّامُ ماكنتَ جاهلاً    ويأتيكَ بالأخبار، مَن لمْ تُزوّدِ ! 

إذ كان الناس ، قديماً ، يصنعون زوّادةً ، فيها طعام ، لشخص يثقون به ، ويرسلونه إلى مكان ما ، بعيد أو قريب ، ليأتيهم بخبر معيّن ، أو بمجموعة من الأخبار، التي يحتاجون إلى معرفتها، ليَبنوا عليها مواقف معيّنة: سياسية أو اجتماعية، أوغيرذلك! 

أمّا اليوم ، فالأخبار تنهلّ كالمطر، من كلّ حدب وصوب ، ومن سائر أنحاء العالم ! وهي أخبار مجّانية ، في ظاهرها ، لكنّ لها اهدافاً ، ولبعضها أثمان ، تُقبَض ممّن يَسمعها ؛ سواء أكان عالماً بذلك ، أم جاهلاً به !  

من أهم أهدافها :  

كسبُ الفرد : مؤيّداً ، أو داعماً ، أو نصيراً .. إلى جانب الجهة ، التي تبثّ الخبر! 

الهيمنة على : عقل الفرد ، أو قلبه ، أو مشاعره ..!  

تضليل الفرد ؛ بنشر الزائف ، من الأخبار، والتحليلات ..!  

تحذير الفرد ، من بعض الأمور الضارّة ؛ سواء أكانت علاقات مع دول ، أو مع فئات معيّنة : اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ..! 

متاجرة بعض الجهات ، بكسب الأنصار والمؤيّدين ، عبر إحصاءات معيّنة ! 

الدعايات لسلع معيّنة ، فكرية أو مادّية ؛ لكسب زبائن ، لهذه السلع ، في الأسواق التجارية ، المادّية والفكرية ..! 

فأثمان الأخبار، التي تجلبها لك وسائل الإعلام الحالية ، هي : 

 عقلك .. قلبك .. وقتك .. جيبك .. أطفالك .. أخلاقك .. قيَمك .. مبادؤك ..!  

بعض الأخبار حسن نافع ، وبعضها سيّء ضارّ! وتحتاج ، كلّها ، إلى غربلة ونخل، وقدرة على التمييز! 

وقد قال المتنبّي ، عن الكلام : ولكنْ تأخذ الأذهانُ منه     على قَدرِ القرائح والفُهوم !  

وسوم: العدد 898