صهوة الغياب

عادل بن حبيب القرين
55152@se.com.sa

إلى كل أبٍ راحلٍ عن هذه الدنيا هديتي الواصلة..

لبس الليل عباءته السوداء، وتوشح بلون الرثاء..

فقد صال بأنينه وحنينه بالمواساة فينا، وكأني به ينعى نفسه لكل موجوعٍ بالرحيل..

أبي:

ماذا عسانا أن نواسي شريكتك بالحياة، وفي كل ليلة لها في دموعها قصة وغصة؟

أبي:

كيف لنا أن نتذكر طفولتنا في صدرك وأحضانك؛ وهدايا شجر النبق في يمينك، وقد تفطرت من التعب، وكل محياك ابتسامة وراحة لضحكاتنا حولك؟

أبي:

كيف بنا ونحن نمسح الغبار عن صورك ساعة وحشتنا؛ وكل زوايا البيت قد اشتاقت إليك؟

أبي:

كل أحفادك يسألون عن طول وسبب غيابك، فما حالنا ونحن نجيبهم؛ أنقول خطفه القدر وسقاه النهر؟

أبي:

هل تستحضر بستانك الذي ربيت نخيله بأعمارنا؛ وقد تاقت جذوعه لتمتماتك ومواويلك ساعة السقاية والصرام؟

أبي:

هل للذكريات سرور بموتك؛ وكل إخوتي وأخواتي يتنفسون على صوت طرق الباب لحضورك؟

أبي:

ترجل من على صهوة غيابك، وامسح على صدري بيدك، واصلبني على وتر الجراح حكاية، وانثرها دموعاً للعابرين..

قم واعتصر لب الحنين قصيدا

واذكر حبيبك للسماء نشيدا

وسوم: العدد 900