يَلفّ على اليمين ، ويُغمّز على الشمال ! أهذه سياسة ، أم مكر، أم دهاء ، أم نفاق !؟

إنه مَثل ! لكنه ليس جديداً ، وهو يُسمع بكثرة ، في بعض المجالات : فلان يُغمّز على الشمال  ، ويلفّ على اليمين ! 

لقد قال الشاعر عمر بن أبي ربيعة ، على لسان صاحبته ، التي يتغزّل بها ، والتي طلبت منه التمويه ، أو التضليل .. حين يزورها : 

إذا جئتَ ، فامنَح طرفَ عينكَ غيرَنا     لكيْ يَحسَبوا أنّ الهَوى حيثُ تَنظر! 

قلنا : إن المثل ليس جديداً ، واستعماله ليس جديداً .. لكنّ الجديد فيه ، هو تنوّع استعمالاته وتجدّدها ، بتنوّع الأجيال وتجدّدها .. وتنوّع حاجاتها ! 

فهو يُستعمل : للتضليل والخداع والتمويه .. في سائر الأحوال ، التي تحتاج ، إلى تضليل أو خداع أو تمويه ..!  

وهو يَدلّ ، على قدرة خاصّة ، على المكر والاحتيال !  

 والهدف من استعماله ، يُحلّه أو يُحرّمه ؛ بل نحسبه ، ممّا تنطبق عليه الأحكام الخمسة ؛ من الوجوب إلى الحرمانية ، مروراً بما بينهما ، من : الندب والكراهية والجواز، أو الإباحة ، بشكل عامّ !  

فقد يراد به خداع العدوّ الكافر، في صراع : سياسي أو عسكري .. والحرب خدعة! 

وقد يراد به النفاق ، ومخادعة المؤمنين ، من قبل جهة كافرة ، أو خدمةً لجهة كافرة! 

وقد تراد به إشارة ذكية ، لإنقاذ جهة ما ، يراد إنقاذها .. أو لتوريط حهة ما ، يراد توريطها .. أونصح جهة ما يراد نصحها .. في أيّ مجال ، من مجالات الحياة : الاجتماعية ، أو السياسية ، أو العسكرية ، أو الاقتصادية ..! 

وسوم: العدد 902