بعد جولتي على أخبار اليوم أكتب مجرد محددات

مشروعنا لكل الجغرافيا والديموغرافيا السورية، لا ننقص ولا نقبل بالانتقاص.

نتطلع إلى حل مستدام ، ينصر الإنسان السوري، على كل الأرض السورية، وليس في زاوية أو مكان. سورية بالنسبة إلينا كلها مفيدة. ولا يجوز أن نشير في الاجتزاء إلى جغرافية محددة بحاكم أو بسكان...

نوقن أن الحديث عن تحولات سياسية جذرية في سورية - والذي يفرح فيه ويعوّل عليه قوم آحرون!!- ما دام بقيادة الأسد أو تحت إشرافه  فلن يكون في اتجاه الثورة، ولا لمصلحة الثوار !! وإنما ستكون هذه التحولات التي سيفرضها المتمسكون ببشار الأسد، لمصلحة "الكيان الصهيوني" الآنية والمستقبلية  ولمصلحة الفرق المؤيدة لهذا الكيان ( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ )  وعلى رأس هؤلاء  زمرة الأسد وإيران و" أشياعهم " ولن يكون أي تحول لمصلحة الذين وفوا وقضوا ومضوا من الشهداء والمضحين، ولا لمصلحة الأجيال غير المتجانسين!! احفظوا هذا ولا تنسوه...

مع شديد الألم والشعور بالمعاناة من تواطؤ قوى الشر العالمي على ثورتنا، وعلى أجيالنا، لا يجوز أن يخطر على بالنا مثل هذا الحديث الذي يدور متشائما على ألسنة بعضنا: "سينشأ عن هذا الشطط والظلم الدوليين جيلٌ في سورية أكثر تطرفا وأكثر إيغالا في الرفض" وكل كلام يقال في هذا المعنى هو كلام غير رشيد. بل إن التجربة المرة التي عشناها والتي عاشها جيل بلغ اليوم العشرين من عمره ستنشئ جيلا سوريا أكثر وعيا، وأعلى همة، واشد عزيمة، وأكثر حكمة وإصرارا ورشدا على تحقيق ما يريد...الحكمة ضالتنا ونحن أهلها والأحق بها ..

مطلوب من جيل " 30 - 50 " حضورا فاعلا راشدا أكثر ، العامل الجاد القادر على الإمسك بناصية القرار، لا ينشغل بإزاحة الآخرين... وخرجت لي في ظهر يدي ثألولة، وأنا طفل صغير ، لجأت إلى عجوز مسنة في حينا، ربطتها بخيط حرير، بعد أيام فقدتها هي والخيط معا!!! نصيحتي لجيل العاملين المأمولين : لا تشغلوا أنفسكم بهم أو بنا ، نحن الجيل المولي، ونحن لليل الدابر، وأنتم الفجر والغد الآتي ..

اصغوا إلى بعضكم، ألينوا جانبكم ، ارتقوا في خطابكم ، وحدوا أهدافكم : وليكن في مقدمتها  سورية بلا  روس ولا إيرانيين ولا بشار الأسد ..وسورية لجميع السوريين ، تمسكوا فقط بهذا  وسيكون كل شيء فيها  بعدُ جميلا ...

واحذروا التفاصيل ...فالتفاصيل تفرق بكم عن السبيل..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 949