معركتنا ليست مع الأشباه ولا مع النظائر .. والطُعم لا يكون أغلى من الصيد..

معركتنا مع بشار الأسد، ومع داعميه المباشرين والحقيقيين على الأرض...

وليست مع الأشباه والنظائر ، ولا مع الأتباع والأدوات ..

وهذا ضابط- أزعم أنه - شديد الدقة والفاعلية أتبناه في تقدير بعض المواقف،  وأعرضه على العقول لعل أصحابها يرون فيه ما أرى، والمخالف معذور، فهو أمر تختلف على مثله مدارك العقول،  فإذا أردت أن أرمي على متراخ أو متخاذل أو خاذل أو منشق أو متحيز ؛ أسأل نفسي: هل سيكون بشار الأسد من نيلي من هذا الشبيه أو النظير مسرورا أو مقموعا ؟؟!! لا والله لا أحب أن أراه يبتسم لبتسامة الشماتة والظفر ..!!

قومي همُ قتلوا -أميمَ- أخي ...فإذا رميت يصيبني سهمي

وقوله: أميم ، يعني يا أمي

ونعوذ بالله من شماتة البعيد، وخذلان القريب، وأن يصبح المرجو فينا مخوفا، وكنا نتقي بهم فصرنا نتقيهم، وكنا نعتدهم فصرنا نعدهم...!!

مقادير الله تجري في أعنتها. ولكل أجل كتاب، وكتب الله (لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) ولو كان لهذه الثورة نصر وتمكين، لجاءكم الناس يسعون، وإنما خذل هذه الثورة الأَولى بنصرتها ممن تبنى أمرها. غرهم السيل، ونسوا وقد قرؤوا ( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ) وظنوا أنهم على ثبج السيل محمولون. ونسول أن كل ما يأتي به المد يذهب به الجزر. وإنما تهدى الأمور بأهل الحزم ما صلحت. وإنما يصلح لهذا الأمر الرجل المكيث. الذي لا يغره سهولة المرتقى إذا كان المنحدر وعرا . وتحملوا مسئوليات أمور عظام وهم يجهلون " ما هي " بله أن  يعلموا " كيف "  ولا "متى" ولا "من أين إلى أين "

وسأل أبو العتاهية مسلم بن الوليد كم لك من القصائد؟ قال مسلم: تسعون، فاستقلها أبو العتاهية. ومسلم بن الوليد أستاذ أبي تمام في صناعة الشعر وتجويده . فرد عليه مسلم : ولو كنت أقول :

هو الله .. هو الله .... وقد يغفر الله

لقلت مجلدات..

الشعر صعب وطويل سلمه      إذا جاز فيه الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه      يريــــد أن يعربــــــــه فيعجمــــــــه

نعم زعموا أنهم يريدون لها كحلا فأعموها ..حالة مكرورة محفوظة، حتى خلدتها المجتمعات في كتاب.

وكم هم الذين كانوا يظنون أنهم مع هذه الثورة فكانوا عليها وكان حالهم كما قال أبو الطيب : لا خيل ..ولا مال .. ولا إسعاد بمقال ..

يقول ربنا : (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) ومن آثارهم هذا الذي نعيشه وهذا الذي نراه..

لو كان لهم قلب أم موسى عندما قذفوا بهذا الشعب في الصندوق ثم ألقوا الصندوق في اليم لأغنى..

ولكن لا جميل توكل ولا حسن إحكام، ولو كان صندوق أم موسى مخروقا، لأكله السمك قبل أن يلتقطه آل فرعون ليكون لهم (عَدُوًّا وَحَزَنًا) وهل يغني من الحق شيئا ، أن نسأل اليوم : من خرق الصندوق!!

وقاية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع ، ولكنهم كانوا والله أعلم بهم وهذا  هو اليوم حصادهم ...جاثم على صدور الملايين هموم تعاديهم صبحا ومساء.

وجثة لاجئ سوري على حدود بيلاروسيا !! وبعض الناس نسي بشار الأسد واشتغل على ما تقرؤون ..

أليس في هؤلاء الناس رجل رشيد ؟؟؟

وثالوث معركتنا اليوم ، مع بشار الأسد والولي الفقيه وبوتين،، ولا نغتر بوعد أمريكي، ولا نسكت عن مكر، ولا نستعجل شرا، لنا عن مباشرته فسحة...

أحيانا أرى بعض الأصحاب يرمون سهامهم في اتجاهات فأقول: يا لضيعة هذه السهام،  أصابت أو أخطأت السهام... أحمق من يكون طُعمه أعلى قيمة من صيده...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 955