مجموعات الواتس .. أميز بين مجموعتين من مجموعات الواتس

في مجموعات الواتس المتكاثرة حولنا أميز بين نوعين من المجموعات؛ عدا مجموعات الإثارة الغرائبية والترددات الطوباوية، المجموعات التوجيهية والتثقيفية، التي يهدف القائمون عليها إلى إيجاد فضاءات ومنابر للتوجيه والتثقيف أو المثاقفة، ويكون جمهورها من نفس شريحة القائمين عليها، ومجموعات تحمل همّ "مشروع" يسعى القائمون على المجموعة والمشاركون فيها، بوعي إلى تحقيقه، وإلى القيام القيام بعبئه، ودفعه خطوة على الطريق،، ويبادر أعضاء الفريق كلٌ من جهته، إلى طرح فكرة أو مجموعة أفكار في إطار الهدف التأسيسي للمجموعة، وتكون كل فكرة، أشبه بمشروع قرار، يتعاون أفراد المجموعة، على روزها، وتنقيحها، والإضافة أو الاستدراك عليها، لصياغتها وبلورتها وتحويلها إلى قرار أو موقف، أو سياسة عامة يتم تبنيها، في حال الموافقة عليها من الجميع!! بحيث يشكل الطرح والقرار خطوة على طريق الاقتراب من الهدف العام الذي وجدت المجموعة من أجله..

أعتقد أن هذا النوع من المجموعات هو الأقل في فضائنا، على المستوى النظري، وهو الذي لم يوجد بعدُ على المستوى العملي، أعتقد أنه ما زال حلما وأملا وتطلعا مشروعا، واستحقاقا ليدفعنا خطوة على طريق إيجاد المخارج أو فتح الآفاق، أو تجسير الخلافات، أو بناء التصورات، تختلف تعبيرات الناس عن الحقيقة الواحدة، بعضهم يقول كانت أملا ، وبعضهم يقول كانت وهما… مجموعات عديدة انضممت إليها بقراري، كانت أملا فصارت ألما، مجموعات وجدت لتصحيح التصورات، ولكفكفة غرب الاندفاعات في صفوف جمهور ننتمي جميعا إليه، ولا سبيل لنا للانفكاك عنه، تقول العرب يدك منك وإن كانت شلّاء ، وما أشدها من حقيقة، المنابر التي تم تنجيرها لبث الوعي ، أصبحت منابر للتضليل، وللتدجيل ، جمهورنا اختلت مواقفه في متلازمة الفعل ورد الفعل، وهي الحالة المؤذنة بخراب العمران، حسب التعبير الخلدوني.

أقول عسى ولعل..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 978