متى ينجـلي لـيـلـنا ، وتتكسّر قـيودنا

عجباً لأمّة الإسلام في هذا العصر , كيف تحيا في ظلام ،وبيدها نوران ساطعان ؟! : نور القرآن الكريم ، ونور السّنة الشّريفة .

بأيديهمُ نوران ذِكرٌ وسُنّةٌ         فما بالهم في حالك الظّلمات ؟!

إنّها أمّة نسيت نفسها، وهجرت دستور عزّتها، فسقطت في حضيض الذّلّ والاستعباد , واستباح حماها أراذل البشر، وتحكّم فيها أعداؤها اللؤماء الحاقدون ،من صهاينة وأحلاف لهم من دول الشّر في هذا العالم الجاهليّ، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها .

إنّ كثيراً ممّا في أنفسنا، هو الّذي يُعطي حقّ الواقع الكريه الّذي نريد زواله ، ولذلك لا بدّ لنا من تغيير ما في النّفس أوّلاً ،حتّى يتيسر تغيير الواقع . وهذا   هو لبّ التّاريخ وسنّة الاجتماع وهو ما يقرّره القرآن الكريم " إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم"

فالإنسان الّذي يتعوّد التّعامل مع السُّنن يزداد ثقة وطمأنينة ، ويتّسم سلوكه بالإيجابية والإقبال على العمل بجدٍّ وصبرٍ واستمرار، بينما يظلّ الآخر الّذي أنكر السّنن أو جهلها ، يظلّ في حيرة وتردّد ونكوص عن إتمام عمله، فيؤدّي هذا إلى الضّياع والتّأخر والذلّ والهزيمة "ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها " وإذن فبإمكان الإنسان تزكية نفسه أو تدسيتها ، وبناء على ذلك فإنّ حلّ مشكلة تخلّف المسلمين ، لن يتمّ إلاّ إذا تمّت السّيطرة على سنن تغيير ما بالأنفس .

وبما أنّ أمّتنا الإسلاميّة وضعت سنن التّغيير وراء ظهرها، فهي تعيش في أغلال الجاهليّة وأحضان الهوى ، ومستنقع الرّذيلة ، ومهانة الخضوع والتّبعيّة والاحتلال .

وإذا ما أرادت النّهوض والعودة إلى حياة العزّة والكرامة والحريّة والتّقدّم ، فعليها الاعتصام بحبل الله ـ تعالى ـ وتطبيق شريعته ، سبحانه .

وبذلك يكون التّوافق مع الفطرة وسنن الله في الكون . فنحن كنّا أذلّ قوم ، فأعزّنا الله بالاسلام ، فمهما نطلب العزّة بغيره أذلّنا الله .

فهل نثوب إلى الرّشد فنتخلّص من أوضاع عطّلت طاقاتنا المتنوّعة ؟!

فكما قال شيخنا العلاّمة الدّكتور يوسف القرضاوي إنّ طاقاتنا العقليّة معطّلة ، فنحن نقلّد ولا نجتهد ، وننقل ولا نبتكر ،ونستخدم تفكير غيرنا ،ولا نفكّر نحن لأنفسنا ،وكذلك طاقاتنا الاقتصاديّة معطّلة ، فنحن نستورد ولا نصنع ، وكذلك طاقاتنا العدديّة معطّلة، فنزيد على ألف مليون مسلم ،ولم ننتفع بكثرتنا ، بل صرنا غثاء كغثاء السّيل ، وكذلك طاقاتنا الرّوحية معطّلة ، فقد هبّت ريح المعصية ، فأطفأت شموع الخشية في قلوبنا ، والمخجل أننا نحتفل بالدّين ونتمرّد عليه !! " يا أيّها الّذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون ؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "

ترجو النّجاة ولم تسلك مسالكها     إنّ السّفينة لا تمشي على اليبس

فهيّا إلى السلام من جديد ، فهو مفتاح شخصيّة هذه الأمّة

وسوم: العدد 984