الفيتو الروسي السابع عشر ضد إرادة السوريين الأحرار!!

ومع القصف والقتل والإخراج من الديار إحكام سياسات التجويع والتمويت!!

وبينما كان المسلمون في العالم، مشغولين بمتابعة يوما من أيام نسكهم العظيم، في الوقوف على جبل الرحمة في عرفات..

ذهب الروس بعيدا في غلوائهم في إحكام الحصار على الشعب السوري، حيث اتخذوا في مجلس الأمن قرارهم بالطعن في المشروع الأممي لتمديد آلية إيصال المساعدات من المعبر الشمالي لسنة أخرى.

فيتو روسي جديد يحمل الرقم السابع عشر على طريق مصادرة وجود الشعب السوري، واستئصاله في أبشع جريمة حرب شهدها التاريخ.

يزعم الروس أنهم قدموا مشروع قرار بديل للقرار الأممي الذي صاغت مقترحه دولتان من دول العالم، ، وبينما رفضت المقترح الروسي ثلاث عشرة دولة من دول مجلس الأمن، يسمح بتمديد المساعدات ستة أشهر أخرى فقط..

وفي الحقيقة لم يكن الخلاف بين مشروعي القرار في الزمن المقترح لتجديد الآلية فقط، وهو مهم جدا، بل إن الروس اشترطوا في مشروع قرارهم، على سبيل الابتزاز، أن يتم تسليم أكثر المساعدات عن يد تابعهم على الأرض السورية، لتكون هذه المساعدات عونا له على مزيد من القتل والتدمير. كما اشترطوا أن تكون هذه الأشهر الستة، خطوة على طريق تمكين بشار الأسد من رقاب السوريين الخارجين عليه على طريق شد الحزام عروة بعد عروة في أعادة التحكم في رفابهم وديارهم.

الجدير بالذكر أنه حتى الصبن لم تقف هذه المرة إلى جانب الفيتو الروسي، واكتفت بالامتناع عن التصويت.

نسمع في عالم السوريين المخذولين، كثيرا من المراهنات على ما يسمى "المحرر" أو "المنطقة المحررة" ويحار البعض في إطلاق الأوصاف عليها، بينما يريد آخرون أن يجعلوها "سنغفورة" جديدة في المنطقة.

وينسى هؤلاء وأولئك، أن الخراف التي مثلت الثورة السورية منذ اليوم الأول وخلال اثني عشر عاما، عجزت أن تحصل على أي اعتراف أممي رسمي بأي كيان من كيانات هذه الثورة على أرض، الواقع، ما خلا الاعتراف بالكيان الهش المنقاد، الذي لا يزال يتشاغل عن واجباته الأساسية. بالمماحكات الشخصية، ذات الطبيعية اللولبية المتسفلة.

ويخرجون علينا مهنئين بالعيد المبارك، دون أن يخبرونا، ماذا هم فاعلون في التحدي الجديد الذي يتضمنه الفيتو الروسي، والذي يفرض التجويع بإحكام الحصارً على ثلاثة ملايين سوري؟؟

لا تستوعب خراف السياسة اليوم، أن مصير المستضعفين السوريين، قد يذهب تحت أقدام الفيلة المتصارعة حول أوكرانيا، فسورية إنسانها وعمرانها، لم تكن قط ملفا جديا على طاولة أحد..

وقد تدير دول العالم ظهرها للواقع السوري، في محاولة بائسة لكل فريق، ليندد بالآخر

في كثير من الأحيان تفرض التحديات نفسها على صانع السياسة، على غير رغبة منه. وكم كنا نتمنى أن نقضي عيدا هادئا وادعا وإن كان مخضلا بالدم والألم..

ولكن الفيتو الروسي السابع عشر في يوم الجمعة ٨ /٧/ ٢٠٢٢

لا بد أن ينغص علينا عيدنا، ويدفع أصحاب القرار- إن كانوا- أن ينظروا ماذا سيصنعون لشعبهم، لا أن ينتظروا ماذا يُصنع لهم أو بهم.،

عيدنا يوم نصرنا..

عيدنا يوم عودتنا إلى أوطاننا منتصرين غير خزايا ولا نادمين.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 989