حياك الله يا فتى الأقصى وصوت ضمير الفلسطينيين

استمعت إلى كلمة الشيخ كمال الخطيب التي يرد فيها على كلمة حسن نصر اللات، التي تحدث فيها عن التجربة التي خاضتها ميليشيات حزبه المجرمة في سورية، من قتل وذبح وتدمير وتخريب بكل حقد السنين المتراكمة، مدّعياً أن الطريق إلى القدس تمر عبر تدمير دمشق وحلب وحمص وحماة، وذبح ونحر السوريين أينما وجدوا.

كلمة الشيخ كمال الخطيب وضعت بكل جرأة وصراحة النقاط على الحروف، وعرّت حزب اللات وزعيمه حسن نصر اللات، وكشفت عن سوأتهم وخطاياهم وكذبهم ودجلهم، ليعرف العالم حقيقة هذا الدعي الأفاك، ومن حق الشيخ كمال الخطيب علينا أن نعيد كتابة كلماته بحروف من ذهب، على جرأتها وصدقيتها في زمن التخاذل والتطبيع والنفاق والرياء.

وإن كان هناك من تعليق لي على ما جاء في كلمته، فأورد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأكيداً على ما قاله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا وقعت الملاحِمُ بعث الله من دمشقَ بعثًا من الموالي، أكرمَ العرب فرسًا، وأجودهم سلاحًا، يؤيدُ الله بهم الدين».

في مثل هذا اليوم.. اندلاع الثورة السورية الكبرى

وأستذكر في تلك المناسبة ما جادت به قريحة أمير الشعراء أحمد شوقي في لوعة قلبه عما أصاب الشام على يد المستعمر الفرنسي، ومدحه لفتية الشام على بطولاتهم ونصرتهم لإخوانهم في كل بلاد العرب والمسلمين، حيث يقول في قصيدة طويلة اخترت منها قوله:

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ

وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي

جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ

أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ

وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ

أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ

دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا

وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا

وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها

فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ

يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ

بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ

وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ

نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ

وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ

وسوم: العدد 990