درس من التاريخ ،الحذر التركي اليوم.. يقابله حذر الشعب السوري .من المؤامرات عليه

أعزائي القراء..

 وقع الانقلاب العسكري ضد الامبراطورية  العثمانية بين عامي 1908/1909 و إنتهى بحكم باشوات جدد هم  طلعت وأنور وكمال و أول عمل قاموا به أن عزلوا السلطان عبد الحميد في عام 1909 وأحلٌوا محله أخاه السلطان محمد الخامس الذي كان يمثل عدلي منصور الذي أجلسه الانقلابي السيسي مؤقتاً على كرسي الحكم ، أو لايعدو عن كونه أحمد الخطيب الذي إستعان به حافظ أسد في بداية إنقلابه فأجلسه شهورا ً ليتمتع مؤقتًا بكرسي الحكم .

وفي محاولة من هؤلاء الانقلابيين لكسب الشعور القومي كما حصل في بلادنا العربية  لاحقا .دخلوا  الحرب العالمية الأولى في عام 1914 من دون وعي كاف كونهم يدخلون حرباً عالمية قد يفقدون فيها الإمبراطورية بكاملها التي رفعت من قيمتهم وجعلتهم في هذه المكانة في تلك الفترة من التاريخ.

فقد جاء دخول الدولة العثمانية للحرب كأنه حضور للمهرجانات بعد الانتصارات الألمانية على روسيا، لاظهار تحالفهم مع الالمان. 

 حيث أعلن قادة الانقلاب العسكري التركي إلغاء الامتيازات الأجنبية التي كان القوميون الأتراك يُطالبون بها من باب المزايدة بإلغائها وكسب التصفيق والأهازيج فقام الصدر الأعظم الانقلابي بتنفيذ  خطوات واسعة شبيهة بما عرفناه من سلوك الخطوات الانقلابية العربية المُعاصرة كخطوات إستعراضية من أجل الحصول على تأييد شعبي فقط ضد من بقي من الشعب التركي المتمسك بالخلافة العثمانية ، وإذا به يُعلن إغلاق المضائق في وجه الملاحة التجارية، فدخلوا الحرب بدخول الانقلابي الذي يُظهرُ غير ما يُبطن، وقد جاءت اللحظة سريعا حين حقٌق الألمان انتصارات مُتتالية على الروس، فأصبح من المقبول دعائيا وشعبويا أن ينضم الانقلابيون إلى الألمان المُنتصرين،

هكذا جاء دخول الدولة العثمانية للحرب كأنه حضور للمهرجان بعد الانتصارات الألمانية على روسيا، وقد رأى هؤلاء الانقلابيون بقصر نظرهم أن يُهاجموا الموانئ الروسية في البحر الأسود وعند ذاك لم يكن هناك بدٌ أمام الروس من أن يُعلنوا الحرب على الدولة العثمانية، ومن ثم كان لا بد للسلطان الصوري محمد الخامس أن يُعلن الحرب رداً على إعلان روسيا الحرب عليه 

وكان إعلان الحرب على هذه الطريقة العشوائية منذراً  بنهاية الدولة العثمانية على الرغم من كل البسالة التي أظهرها جنودها وضباطها، لكن هذا كله لا يُجدي مع قيادة عليا تتمتٌعُ بالرعونة وتفتقد إلى الخبرة السياسية والشرعية معا والتي قادت مؤخراً إلى عقد معاهدة لوزان المذلة في 24 تموز /يوليو عام 1923.

أعزائي القراء …

باعتقادي أن هذا الدرس الذي أشرت اليه  ماثل اليوم أمام القيادة التركية ، حيث رغب الغرب باستجرار تركيا لصدام مع الروس في بداية  الثورة السورية يوم أسقط الاتراك طائرة حربية روسية تجاوزت استفزازاً  الاراضي التركية، وكان نتيجة ذلك توتر الجو بين الدولتين، واعتقد الرئيس اردوغان ان دعماً من الناتو  سيصله أمام الهجمة الروسية كونه عضو رئيسي في هذا الحلف ، وان الناتو لن يخذله ، فخاب ظنه، وخاصة عندما سحبت امريكا بطاريات باتريوت من تركيا ، ثم خففت  لاحقا من إستخدام قاعدة انجرليك التركية لتفتح لها قواعد جوية بديلة في العراق وشمال شرق سوريا.

 باعتقادي ان درس الحرب العالمية الأولى ودرس سوريا أوصل حكومة الرئيس  أردوغان لاتخاذ  الحذر الشديد  من لعبة التجاذبات  الروسية الامريكية، ولاشك بدأ الاتراك يحسبوا لها ألف حساب.

وعلينا  نحن الشعب السوري  أن نكون حذرين جداً لكل التصريحات الصادرة من هنا وهناك  فبعضها قد يكون مفبركاً من أجل دراسة ردود الافعال ضمن لعبة الشد و الرخي والتي تستهدفنا هذه الأيام والتي يجب تحويلها لصالحنا وخاصة ان الجميع يعلم اننا الرقم الصعب بالمعادلة ، سواءاً  غفل اللاعبون عنا  بقصد ا و دون قصد ، فاصحاب القضية لن يكونوا اقل دهاءً من اللاعبين الكبار ، ولايمكن بالنهاية  ضمن هذه الالاعيب الا تحقيق غايتنا بالحصول على حريتنا وكرامتنا .

وسوم: العدد 1014