إسرائيل اليوم .. عصابة يقودها متهورون جهلة

استجاب نتنياهو لغضب واستياء وحسرة مستوطني كيانه من ضعف رد جيشهم على صواريخ وقذائف غزة التي أطلقتها المقاومة إثر استشهاد خضر عدنان ، فاغتال في هجوم جوي مفاجىء ثلاثة من قادة سرايا القدس ، هم جهاد غنام ، وخليل البهتيني ، وطارق عز الدين ، واستشهد تسعة مواطنين ، وأصب عشرون . وفي استجابته تلك خضع تماما لإلحاح بن غفير،  وزير الأمن القومي في حكومته ، للعودة لأسلوب الاغتيالات ضد قادة المقاومة الفلسطينية سياسيين وعسكريين . وفي ذلك الإلحاح ، امتنع بن غفير عن المشاركة في اجتماعات الحكومة إن لم يعد نتنياهو لذلك الأسلوب .وجن فرحا باستجابة نتنياهو ، فهتف :" حان الوقت ! أهنىء رئيس الوزراء على النشاط الاستباقي في غزة . هذه بداية جيدة . آن الأوان لتغيير السياسة تجاه غزة . " ، وشاركه شبيهه في التهور والجهل ،  وزير المالية سموتريتش ، فهتف : " في الوقت المناسب . شكرا للجيش وقوات الأمن على التنفيذ ، ولرئيس الوزراء ، وقوات الأمن على الصدارة . " . استجابة نتنياهو لأصوات الانتقام والتهور والجهل  المحيطة به والمتحكمة في بقاء ائتلافه الحاكم أو سقوطه ؛ توضح مدى ما  انحط إليه من ضعف سياسي وشخصي لا يليقان بطول خبرته في السياسة والأمن والحكم . إنه رئيس وزراء لست مرات ، لكنه صار دمية خفيفة ضعيفة في يدي بن غفير وسموتريتش وأشباههما من المتهورين والجهلة الذين انحدروا بإسرائيل إلى  درك من ضعف القيادة لم تعرفه في سني وجودها الخمسة والسبعين ، وهذا بشرى لنا بدنو نهاية أجلها . ليس لدى بن غفير وسموتريتش لمشكلات إسرائيل الوجودية المعقدة إلا الحل العسكري ، ولا ينتبه الاثنان إلى مسيرة إخفاق هذا الحل ، وأنه يشتد إخفاقا مع مضي الزمن ، ويعزز بن غفير حله العسكري بتوهمه القدرة على إبعاد 8 ملايين فلسطيني من وطنهم . ولا تنتبه كل إسرائيل إلى ما يفجره أي اعتداء لها على غزة من رعب واضطراب في مسارات الحركة والحياة في داخلها ، داخل إسرائيل . بعد الهجوم الحالي ، أوقفت الحركة في طرق غلاف غزة الاستيطاني مسافة 40 كيلومترا ، وأمرت المستوطنين بدخول الملاجىء ، ونشطت حركة الإخلاء الذاتي لهم للانتقال إلى مناطق أكثر أمنا ، وحولت حركة إقلاع الطائرات وهبوطها في مطار بن جوريون إلى مطارات أخرى ، وهذا إبانة لخوفها من مهاجمة المقاومة له بالصواريخ . دولة تقودها قيادة سياسية مسئولة حكيمة لا تفعل هذا بنفسها . والواقع الحالي بعد عدوانها المفاجىء على غزة مفتوح على احتمالات تدهور قد يكون حربا . المقاومة لن تتخلى عن معاقبة إسرائيل على غدرها وجريمتها . وسمت إسرائيل عدوانها الجديد " السهم الواقي " ، وفي التسمية دلالة على المبادرة بالعدوان . إنها " سهم "، والسهم يُطلَق ،والإطلاق يدل على المبادرة . وتختلف التسمية في هذه الصفة عن " حارس الأسوار " ، و " السور الواقي " اللتين تدلان على الثبات والتحصن في المكان لصد الخطر . وبدأ سهم إسرائيل يرتد إلى نحرها بالإجراءات التي اتخذتها في داخلها تخوفا من انتقام المقاومة ، وبما سترد به   من صواريخ وقذائف . قادة إسرائيل ينظرون الآن في وجوه بعضهم متوجسين متخوفين ، وفي نفوسهم لوم لبعضهم لا يجهرون به . إسرائيل تتصرف مثل الشاة التي تبحث عن سكين ذبحها ، وهذا طبيعي ومتوقع من كيان  يقوده رئيس وزراء ضعيف خاضع لعصابة متهورين جهلة ، ولم يكن مفاجئا أن يلغي الاتحاد الأوروبي الاستقبال الدبلوماسي للاحتفال ب " يوم أوروبا " في تل أبيب رفضا لحضور بن غفير؛ " لأننا لا نريد أن نقدم منصة لشخص تتعارض آراؤه مع القيم التي يمثلها الاتحاد . " مثلما قال الاتحاد بيانا لسبب الإلغاء ، ولم يكن مفاجئا أيضا أن تنفي حماس حديث نتنياهو عن قرب التوصل معها إلى صفقة إطلاق أسرى ، وتصفه بالكذب . رئيس وزراء ضعيف لعصابة يقودها متهورون جهلة طبيعي أن يكذب حتى في ما يتصل بقضية أسرى إسرائيليين ، دائما ما فخرت إسرائيل باستماتتها في تحريرهم أحياء أو أمواتا بأغلى الأثمان . لضعف الدول أعراض كثيرة .  

وسوم: العدد 1031