إن الذين يبخسون المقاومة الفلسطينية صمودها و يبخسون المسيرات المليونية الداعمة لها يتعمدون الوقوف في صف الكيان الصهيوني المجرم
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى المبارك ، عمد مؤيدو الكيان الصهيوني الإجرامي في الوطن العربي والإسلامي أنظمة، وهيئات ، وأفرادا إما إلى أسلوب تجريم المقاومة الفلسطينية في انحياز مكشوف إلى جانب الكيان الصهيوني أو بخس صمودها تمويها على انحياز خفي بعد دحرها قواته ،وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، وإرغامه على التفاوض لتحرير رهائنه مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين .
والذين بخسوا المقاومة الفلسطينية صمودها أفرادا أو هيئات عبارة عن طوابير خامسة مأجورة ومبثوثة في الوطن العربي والإسلامي، رفع بعضهم الشعار الذي أورثهم الخزي الأبدي " كلنا إسرائيل " علما بأن إسرائيل العنصرية لن ترضى بهم ، ولا بولائهم لها ، وإنما تستأجرهم وتستخدمهم ليسدوا مسد حصان طروادة داخل أوطانهم خدمة ودعما لعدوانها ولمخططتها الاستيطانية التوسعية التي لا تخفيها ،بل تجاهر بها علنا إلى أن يأتي الدورعلى أصحاب شعار الخزي والمهانة والذلة .
وتحاول هذه الطوابير الخامسة التمويه على خيانتها للقضية الفلسطينية وخذلان شعبها عن طريق التظاهر بالإشفاق على المدنيين العزل في قطاع غزة الذي يبادون إبادة جماعية فوق أرضهم ، وهم محاصرون دون طعام أو شراب ، وتحت القصف الهمجي الشرس ليل نهار. والغريب أن هذه الطوابير الخامسة المستأجرة المتظاهرة بالشفقة الكاذبة تنحو باللائمة على المقاومين ، وتتهمهم باستخدام أهاليهم العزل دروعا بشرية ، وفي المقابل تخلي ساحة العقيدة العسكرية الصهيونية المنحطة والمخزية التي تنقم من المواطنين العزل ردا على الضربات الموجعة التي يتلقاها جيش الاحتلال على أيدي المقاومين الفلسطينيين ,هي عقيدة لا ترضاها الجيوش ذات العقائد العسكرية الراقية ، والتي تتحاشى في حروبها النظيفة استهداف المدنيين العزل بالقصف أو التجويع أو الحصار ، كما تتحاشى تدمير العمران ، والمقدرات والرموز الحضارية .
ومن فضائح هؤلاء المستأجرين أن بعضهم من المحسوبين على الدين بلحى كلحى التيوس ـ والدين منهم براء ـ وقد عدموا ضمائرهم، وقايضوها بالمال القذر المدنس، فعابوا على الناطق الرسمي باسم المقاومة الفلسطينية بلاغاته العسكرية المشيدة ببطولاتها ، و قد قال له أحدهم عبارة " جاهد بالسنن " التي صارت موضوع تندر وسخرية عند كل الأحرار في العالم العربي والإسلامي ،و في عموم العالم ، وصارت سبة لقائلها ،ولعنة تلاحقه إلى الأبد.
ومن بخسهم صمود المقاومة الفلسطينية أنهم يستعظمون قوة الكيان الصهيوني العسكرية التي هي في واقع الأمر عبارة عن قوة عسكرية أمريكية وأوروبية ،وفي المسؤولين عنها من يصرحون بذلك علانية ، في حين يحاول البعض الآخر إخفاءه مع أنه لم يعد خافيا على شعوبهم التي فضحتهم خلال مسيراتها المليونية منددة بمشاركتهم المباشرة والفعلية في جرائم إبادة جماعية مخزية ضحيتها أطفال، ونساء، وشيوخ ، ومواطنون عزل .
ولم يقتصر هؤلاء على بخس المقاومة الفلسطينية، بل يصرون أيضا على بخس المسيرات المليونية في الوطن العربي والإسلامي ، وهم يتساءلون : ما الذي قدمته هذه المسيرات للفلسطينيين المحاصرين والمجوعين ، والمعرضين للإبادة الجماعية ؟ دون أن يخجلوا من أنفسهم ، وهم الذين لا يقدمون شيئا لهؤلاء المحاصرين مقابل ما يقدمونه من خدمة للكيان الصهيوني بسبب خذلانهم لقضية مقدسة ، ولشعب يقاوم من أجلها ،ودون أن يخجلوا من أنفسهم وهم الذين لا يجرؤون على مساءلة القادة العرب الذي عجزوا عن فتح حدود بلدانهم لفك الحصار عن المحاصرين الذين يقضون تحت القصف وبسبب الجوع والعطش.
ومقابل بخس صمود المقاومة ، وبخس المسيرات المليونية الداعمة لها في البلاد العربية والإسلامية وفي عموم المعمور ، يقبل هؤلاء التافهين بكل نهم على كل المنتوجات التي تضخ الأموال الطائلة في الخزانة الصهيونية لتعطية نفقات حرب الكيان الإجرامي ، و هم بذلك يساهمون مباشرة في إهدار الدم الفلسطيني البريىء، ويشاركون فعليا وإجرائيا في جرائم الإبادة الجماعية عن عمد و عن سبق إصرار حين لا يصبرون على تدخين سجائر ، ولا على احتساء مشروبات كحولية أو غازية ، ولا على تناول أطعمة ، و لا على اقتناء ألبسة وأدوات وأجهزة ، ولا على استعمال وسائل تعود أرباحها إلى العدو المجرم ، و لا يدعون التعامل مع كل ما يخدم مصالحه ... ويحصل هذا والضمائر الحية في الأمة وفي سائر بلاد العالم تنادي بمقاطعة كل من أو ما له صلة بجرائم الإبادة الجماعية ماديا كان أو معنويا ، والتي بتعرض لها إخواننا المستضعفين في أرض الإسراء والمعراج ، وهم يقاومون العدوان الصهيوني ، ويكافحون من أجل استقلال وطنهم المغتصب بالقوة ، ومن أجل تطهير مقدساته من الخبث والدنس الصهيوني .
وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم في الفاضلة الماجدة المهندسة المغربية البطلة ابتهال أبو العز ـ زادها الله عزا ـ إسوة وقدوة ، وقد ضحت بالمنصب والمال من أجل أقدس قضية عرفها التاريخ ، وقد فضحت خسة ونذالة محسوب على العروبة والإسلام وهما براء منه، وقد وضع خبرته ،وعلمه ،ومنصبه رهن إشارة أعداء أمته مقابل متاع الدنيا الزائل ، وقايض آخرته بدنياه ، مساهما بشكل مباشر في جرائم إبادة الصهاينة الجماعية لشعب تواق إلى حريته وإلى تحرير وطنه المحتل ، وذلك عن تسخير الذكاء الاصطناعي لهم خدمة لعدوانهم .
و إكراما للماجدة البطلة ابتهال على الأمة العربية والإسلامية أن يلهج أبناؤها وبناتها بلسان واحد بمقولة العزة والكرامة : " كلنا ابتهال " ردا على مقولة المتخاذلين المذلة والمخزية والخسيسة : " كلنا إسرائيل" .
وسوم: العدد 1123