الخوارج تاريخ وعقيدة 21

محمد فاروق الإمام

الخوارج تاريخ وعقيدة

(الحلقة 21)

الفرق التي أفرزتها الفرق الكبرى

محمد فاروق الإمام

[email protected]

أ-الحازمية:

أصحاب حازم بن علي. قالوا: إن الله تعالى خالق أعمال العباد، ولا يكون في سلطانه إلا ما يشاء. وقالوا بالموافاة، وأن الله تعالى إنما يتولى العباد على ما علم أنهم صائرون إليه في آخر أمرهم من الإيمان، ويتبرأ منهم على ما علم أنهم صائرون إليه في آخر أمرهم من الكفر، وأنه سبحانه لم يزل محبا لأوليائه مبغضا لأعدائه.                                   

ويحكى عنهم أنهم يتوقفون في أمر علي رضي الله عنه ولا يصرحون بالبراءة منه. ويصرحون بالبراءة في حق غيره.

ب-الشعبية:

أصحاب شعيب بن محمد. قالوا: إن الله تعالى خالق أعمال العباد، والعبد مكتسب لها قدرة وإرادة، مسؤول عنها خيرا وشرا، مجازى عليها ثوابا وعقابا، ولا يكون شيء في الوجود إلا بمشيئة الله تعالى، وهم على بدع الخوارج في الإمامة والوعيد، وعلى بدع العجاردة في حكم الأطفال، وحكم القعدة، والتولي والتبري.

ت-الخلفية:

 أصحاب خلف الخارجي، وهم من خوارج كرمان ومكران، قضوا بأن أطفال المشركين في النار، ولا عمل لهم ولا ترك.

ث-المعلومية والمجهولية:

 قالت المعلومية: من لم يعرف الله تعالى بجميع أسمائه وصفاته فهو جاهل به، حتى يصير عالما بجميع ذلك، فيكون مؤمنا. وقالت: الاستطاعة مع الفعل، والفعل مخلوق للعبد. أما المجهولية فقالوا: من علم بعض أسماء الله تعالى وصفاته وجهل بعضها، فقد عرفه تعالى، وقالت: إن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى.

ج-الصلتية:

 أصحاب عثمان بن أبي الصلت، أو الصلت بن أبي الصلت، ينفردون بالقول: إن الرجل إذا أسلم توليناه وتبرأنا من أطفاله حتى يدركوا فيقبلوا الإسلام. ويحكى عنهم أنهم قالوا: ليس لأطفال المشركين والمسلمين ولاية ولا عداوة حتى يبلغوا فيدعوا إلى الإسلام فيقروا أو ينكروا.

ح-الحمزية:

 أصحاب حمزة بن أدرك، قالوا بالقدر خيره وشره من العبد، وإثبات الفعل للعبد خلقا وإبداعا، والقول: بأن الله تعالى يريد الخير دون الشر، وليس له مشيئة في معاصي العباد، وأجازوا نكاح بنات البنات، وبنات أولاد الإخوة والأخوات، وقالوا: إن الله تعالى حرم نكاح البنات، وبنات الإخوة والأخوات، ولم يحرم نكاح أولاد هؤلاء. وقالوا: إن أطفال مخالفيهم والمشركين كلهم في النار.

وكان حمزة هذا من أصحاب الحسين بن الرقاد الذي خرج بسجستان، وجوز حمزة إمامين في عصر واحد، ما لم تجتمع الكلمة، ولم تقهر الأعداء.

خ - المعبدية:

 أصحاب معبد بن عبد الرحمن، كان يحرم تزويج المسلمات من مشرك، ومنع أخذ الزكاة من العبيد، وجوز أن تصير سهام الصدقة سهما واحدا في حال التقية.

د- الأخنسية:

أصحاب أخنس بن قيس، قال: أتوقف في جميع من كان في دار التقية من أهل القبلة، إلا من عرف منه إيمان فأتولاه عليه، أو كفر فأتبرأ منه. وحرمت هذه الفرقة الاغتيال والقتل، والسرقة في السر. وجوزوا تزويج المسلمات من مشركي قومهم أصحاب الكبائر.

ذ- الشيبانية:

 أصحاب شيبان بن سلمة، الخارج في أيام أبي مسلم الخرساني، وهو المعين له ولعلي بن الكرماني على نصر بن سيار.

ر- الرشدية:

 أصحاب رشيد الطوسي. ويقال لهم العشرية، وهم فرقة انقسمت عن الثعالبة، والأسباب خلافهم مع الثعالبة فيما سقي بالأنهار والقنى، يجب فيه نصف العشر.

ز- المكرمية: أتباع أبي مكرم (مكرم بن عبد الله العجلي). زعموا أن تارك الصلاة كافر، لا لأجل ترك الصلاة، لكن لجهله بالله عز وجل. وزعموا أن كل ذي ذنب جاهل بالله، والجهل بالله كفر. وقالوا بالموافاة في الولاية والعداء.

س- الحفصية:

هم أصحاب حفص بن أبي المقدام، قالوا: بأن بين الشرك والإيمان خصلة واحدة، وهي معرفة الله تعالى وحده، فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو قيامة أو جنة أو نار، أو ارتكب الكبائر من الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فهو كافر لكنه بريء من الشرك.

ش- الحارثية:

 أتباع حارث بن يزيد الإباضي، وهم الذين قالوا في باب القدر بمثل قول المعتزلة، وزعموا أيضا أن الاستطاعة قبل الفعل، وزعموا أنه لم يكن لهم إمام بعد المحكمة الأولى، إلا عبد الله بن إباض، وبعده الحارث بن يزيد الإباضي.

ص- أصحاب طاعة لا يراد بها الله:

 زعم هؤلاء أنه يصح وجود طاعات كثيرة ممن لا يريد الله تعالى بها، فإذا عرف الله تعالى فلا يصح منه بعد معرفته طاعة منه لله تعالى إلا بعد قصده التقرب بها إليه.

ض- الشبيبية: ينتسبون إلى شبيب بن يزيد الشيباني المكنى بأبي الصحاري، أجازوا إمامة المرأة منهم إذا قامت بأمورهم وخرجت على مخالفيهم.

وهناك بعض الفرق لم نجد من الفائدة درجها بين هذه الفرق.

 

خوارج لا يعدون من المسلمين

قام مذهب الخوارج على الغلو والتشدد في فهم الدين: فضَلّوا من حيث أرادوا الخير، وأجهدوا أنفسهم، وأجهدوا الناس معهم، وإن المؤمنين الصادقي الإيمان لم يحكموا بكفرهم، وإنما حكموا بضلالهم.

ولكن مع هذا الغلو نبت في الخوارج ناس قد ذهبوا مذاهب ليست من الإسلام في شيء، وهي تناقض ما جاء في كتاب الله تعالى، وما تواترت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد جاء في كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي ذكر طائفتين منهم أتوا بمبادئ تعد خروجا على الإسلام، وهما:

أ-اليزيدية:

 وهم أتباع يزيد بن أنيسة الخارجي، وكان إباضيا، ثم ادعى أن الله سبحانه سيبعث رسولا من العجم ينزل عليه كتاب ينسخ (الشريعة المحمدية).

ب-الميمونية:

 وهم أتباع ميمن العجردي (صاحب عبد الكريم بن عجرد) الذي انفصل عنه واختلف معه. وقد أباح هذا نكاح بنات الأولاد، وبنات أولاد الإخوة والأخوات. فقبحهم الله تعالى لسوء ما يعتقدون.