الاستعمار الجماعي متعدد الجنسيات

ماذا يعمل؟! وإلى أين يمر؟! 

زغلول عبد الحليم

أن الأمة الإسلامية الكبيرة والتي قوامها مليار وأكثر من نصف المليار مسلم تواجه بلا شك حضارة مادية صهيونية فاسدة مسيطرة على العالم أجمع، أنكسر جناحها الشرقي وانتهي وآيل للسقوط ذلكم البناء الهائل من الوثنيات المسمي الحضارة الغربية!! وما أصدق الفيلسوف الفرنسي (روحيه حارودي) الذي عبر عن هذه الحضارة بقوله : (كشف تدمير العراق في عام 1992 عن حرب من نوع جديد ـ حرب قائمة ليس فقط على استعمار دولة أوربية متنافسة مثل انجلترا وفرنسا ولكن على استعمار جماعي متعدد الجنسيات متآلف تحت سيطرة القوى الأقوى: الولايات المتحدة الأمريكية) من كتابه حفار القبور ص 7 نشر مكتبة الشروق بمصر.

وقد سبق الأستاذ (محمد أسد) إلي هذا التوضيح قبل مائة عام تقريبا من اعتراف (روحيه جارودي) فقال رحمة الله واسعة:

وخلاصة القول: (أن المدنية الأوربية قائمة في أساسها على المدنية الرومانية الوثنية ولا تزال في واقعها وثنية مادية لا تؤمن بغير القوة) من كتابه: الإسلام على مفترق الطرق، ص41) نشر الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة بدون بيانات أخرى.

    ولكن الصهيونية الأمريكية لا تسمع ولا تري إلا صوتها وصورتها! وذيول أمريكا في عالمنا الإسلامي لا يرون إلا ما تري أمريكا ولا يسمعون إلا ما تريد أمريكا إن يسمعونه هكذا ينتهي البساطة. هل هم صهاينة؟! الواقع المر يكاد ينطق بهذا الأمر. بلاء عظيم.

    أن الدولة العربية الإسلامية تختلف اختلافاً جذريا عن كل الإمبراطوريات الوثنية التى سبقتها لأنها بالفعل دولة (إمبراطورية) تحرريه أخرجت الناس من عبادة العباد إلي عباده رب العباد وكسرت الوثنيات الفارسية والرومانية، فهي دولة (إمبراطورية) لم تعرف العنصرية أو الحواجز اللونية بل كانت وسطا حضاريا متجانسا متاحا للجميع والدليل قاطع وحي. إنها أول (كومنولث في التاريخ) كما يقول العبقري الفلتة جمال حمدان.

    الإمبراطورية الإسلامية العربية عاشت أكثر من 1300 سنة ! تعلم الناس وتهدي إلي الحق، تعلم العلم النافع وتخرج الناس فعلا من الظلمات إلي النور رغم الدعاية الفاجرة الكاذبة التى يطلقها كتاب الغرب بأنها كانت إمبراطورية استعمارية!! نعم، أن الأمة الإسلامية تراجع دورها ـ كسنة من سنن الخالق ـ ولكنها أمة شاهدة على الأمم لذا فإنها لا تموت أنها فقط تذبل حتى يأذن الله لها أن تقوم بعد أن تعود لسابق حرصها على عقيدتها والتمسك بها.

    الصهيونية هي النظام العالمي الجديد! نعم، ولا شك لدنيا في هذا الأمر مطلقا مهما أدعي الكهنة والسدنة وحملة المباخر الذين يمجدون النظام الصهيوني الجديد الذي هو امتداد للاستعمار القديم ولكن في شكل جديد هو الهيمنة: العلم، التقنية، الاقتصاد! التعديل الجديد للمبدأ القديم دعه يعمل، دعه يمر! ولم نسأل أنفسنا يوما: ماذا يعمل، وإلي أن يمر؟!

    ماذا يعمل؟!

وإلي أين يمر؟!

مشكلة المشاكل أننا لا نعي ما نسمعه جيداً، مع أن ديننا ينهانا عن الغفلة! وهل هناك غفلة أكثر من تسليم أبناء الأمة إلي المستشرقين وقناصل أوربة لتعليمهم وتربيتهم  كما حدث لرفاعة الطهطاوي على سبيل المثال وهل هناك غفلة أكثر من أن يكون لورانس صديقا للعرب وقائداً عسكريا فيما أطلق عليه الثورة العربية الكبري! وهل هناك غفله، أكبر من أنه يكون الوطن العربي الكبير مسرحاً لكل فكر ساقط وتألف!

أن قضيتنا كبيرة معقدة ومؤسفة.

ماذا تنتظر الأمة من أمريكا وغيرها؟

ماذا تنتظر الأمة من أمريكا التى قامت أصلا على الإبادة والسرقة والنهب والاستيلاء؟

أن الرئيس الأمريكي(أوباما) لا يستطيع أن يحرك ساكنا إلا بمعرفة (مجلس العلاقات الأمريكية) وإلا يكون مصيرة كمصير (جون كنيدي) وأسرته (كيندي) التى أجبرت أن تصمت للأبد وألاّ تتقدم لكرسي الرئاسة!! ولتراجع كتابات الأستاذ الكبير (محمد يوسف عدس) المستشار السابق باليونسكو ومترجم كتاب (الإسلام بين الشرق والغرب) لعلي عزت بيجوفيتش وهو أهم كتاب في القرن الـ 20 والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية.

ماذا تنتظر الأمة الإسلامية من الولايات المتحدة الأمريكية؟

سؤال كبير؟! أمريكا التى قامت على السرقة والنهب والاستغلال ! أن القرصان الأمريكي ليس لديه ما يعطيه لأحد ومتى عرف القرصان الشرف؟!

أن أمتنا العريضة مصابة بأمراض عديدة أخطرها الغفلة! أن أرضنا ضاعت بسبب الغفلة، ضاعت في فلسطين وكشمير والجولان والبلقان والصومال ودارفور وارتريا وغيرها.

لا تزال قضايانا تدور على محور إدارة الأزمة عقود طويلة من الزمن ومشكلاتنا لا تزال في إطار إدارة الأزمة! متى تحل الأزمة؟ عقود طويلة من المفاوضات والكلام الفارغ والمماطلة حتى أصبح الأمر الواقع هو الحل ويبتلع يهود الأرض يوميا ونحن جلوس على مائدة المفاوضات ! أي مفاوضات؟.

ماذا تنتظر الأمة الإسلامية من أمريكا؟

أمريكا التى تنتج المخدرات وتزرعها وحاليا تعاني ولاية كاليفورينا من انهيار اقتصادي عظيم ورأي حاكمها أو مجلسها الحاكم أنه بزارعة الماريجوانا وإباحة تداولها كالخمر سيدر على الولاية حوالي 3 مليارات دولار!! ويقولون الحل عند أمريكا!!