حول الاحتلال الأمريكي لوطننا سورية ..

خمس دول وميليشيات تحتل سورية دعما للأسد وضد إرادة شعبها

عندما أعلنت الولايات المتحدة في 5 / 9 / 2014 عن تشكيل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ، الذي أباح للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها السماء السورية ؛ أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري يومها (أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستلتزم بإرسال قوات برية إلى سورية ، مؤكد أن إرسال القوات البرية خط أحمر ..)

حكاية الخطوط الحمر الأمريكية في سورية أصبحت مادة مثيرة للسخرية عند قوم وللاشمئزاز عند آخرين . مثلها مثل تحليلات كل المحللين التي ظلت تفسر السياسات الأمريكية في سورية بزهد الولايات المتحدة في سورية وفي المنطقة ، وفي رغبة الولايات المتحدة عن الانخراط في صراع لا مصلحة لها مع أي من طرفيه ، والذي كان هو الآخر تفسيرا شديد التبسيط  . كل ما في الأمر ان الولايات المتحدة وجدت أدوات تنفذ سياساتها الحقيقية – غير المعلنة في سورية – فتركت لها الحبل على غاربه ، وكان من أبرز هذه الأدوات  روسية وإيران والميليشيات الشيعية المتعددة الجنسيات ( اللبنانية – العراقية – الأفغانية – الباكستانية وعلى رأس كل هؤلاء القيادة الطائفية الإيرانية المتمثلة في الولي الفقيه والحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج ) ..

وكان إعلان استباحة السماء السورية من قبل التحالف الدولي المزعوم مقدمة واضحة لإعلان احتلال واضح المعالم استقبله نظام ( سيادة الدولة) بالترحيب  والطأطأة ..

عمليا شاركت الإدارة الأمريكية (بشار الأسد والروس والإيرانيين) لعبة تهجين ( غول الغلو) لتعلن الحرب على الذريعة المهجنة ( فصائل الإرهاب ) التي تم من خلالها تشويه ثورة الشعب السوري ومن ثم الانقضاض عليها . ولتنضم لولايات المتحدة فاعلا رئيسيا في مشروع تقتيل السوريين وتهجيرهم وتدمير ديارهم تحت عنوان (الحرب على الإرهاب ) تحقيقا لمصلحة أمريكية أحسن الرئيس الأمريكي أوباما سترها ، وتبجح الرئيس ترامب بالتعبير عنها ، ومن ثم مصلحة مشروع صهيوني يضحك أصحابه من أعماقهم أن يجد سورية محطمة ، ومن ثم مشروع طائفي إيراني ، تعتده الولايات المتحدة وشركاؤها لاستممام الحرب على الإسلام ، واستنزاف طاقات المسلمين وثرواتهم ..

شنت الولايات المتحدة ، بذريعة الحرب على الإرهاب خلال السنوات الثلاثة المنصرمة آلاف الغارات على من تقول إنهم الإرهابيون ، وقتلت في غاراتها هذه مئات المدنيين ، ومنهم أطفال ونساء ، اضطرت إلى إعلان الاعتذار عن بعضها تحت عنوان الخطأ غير المقصود. 

لن ينسى السوريون أن الولايات المتحدة التي لم تبذل أي محاولة لبسط حمايتها على الأطفال السوريين كيف سارعت الطائرات الأمريكية إلى بسط حمايتها على مجندي ( البي – واي – دي ) الإرهابية التي قصفها بشار الأسد عن طريق الخطأ ..

ويعلم السوريون أن إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من مدينة تدمر في 2 / 3 / 2017 قد تم بمشاركة الطيران الأمريكي ومن ثم تقديمها على طبق من ذهب للقاتل المستبد بشار الأسد ، في إشارة واضحة معبرة عن خيارات الإدارة المضمرة ..

يعلم السوريون إن الدبابات الأمريكية التي انضمت إلى ما سبقها من قبل إنما جاءت لتفرض حماية على عملاء الولايات المتحدة تمهيدا لاصطناع جسم غريب في الشمال الشرقي من سورية . ومن ثم حماية ما تبقى من نظام بشار الأسد ، لتأمين الكيان الصهيوني الحليف الأمريكي الوثيق ، كما المشروع الصفوي .

إن الحقيقة الأولى التي يجب أن نفصح عنها أن سورية قد اصبحت محتلة من قبل ست دول وميليشيات هي كما يراها الجميع : الاحتلال الروسي – والاحتلال الإيراني – والاحتلال الأمريكي – والاحتلال الإسرائيلي – واحتلال الميليشيات متعددة الرؤوس اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية ، وكذا احتلال زعانف الغلو والتطرف التي استنبتها واستجلبها الأسد على أرضنا ..

لقد أعلن الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل أن بقاء القوات الأمركية في سورية سيكون طويل الأمد ..

إن الأمريكيين الذين أكدوا أنهم لن يتدخلوا في سورية لحماية الأطفال والنساء ، لأنهم ليسوا شرطي العالم ، ها هم اليوم يتدخلون لدعم الجريمة وحماية المجرمين ..

إننا نحن أبناء سورية الأحرار الأباة ...

نحمل بشار الأسد وزمرته الطائفية ، وداعميه الأشرار ، المسئولية المباشرة عن تحويل سورية إلى ملعب مفتوح لكل راغب وطامح . الأسد وزمرته هو وحده المسئول عن كل قوى الاحتلال التي جعلت من الأرض السورية مسرحا لطموحاتها وفي مقدماتها ميليشيات الغلو والتطرف والميليشيات الطائفية والكراهية وجواسيس العدو الصهيوني والقوات الروسية والأمريكية والإيرانية ..

نؤكد ثانيا أن شعبنا لم يخرج للحرب ، وأن الحرب كانت خيار الأسد الأول ، وهو بالتالي الذي يتحمل كل مسئوليتها وتبعاتها الإنسانية والوطنية والسياسية والاقتصادية  ..

وثالثا – إن شعبنا لم يحمل السلاح ، وظل يقاوم على مدى ما يقرب من عام بصدور عارية ، وظلت وحناجر أبنائه تهتف للعدل والحرية والكرامة الوطنية وللشعب السوري الواحد ، وللمجتمع السوري الموحد ، وللدولة السورية لكل مواطنيها ..

ورابعا – الشعب السوري وثواره الأبطال ، لم يطلبوا تدخل أي قوة اجنبية والذي استحضر كل هؤلاء الغرباء إلى الأرض السورية ، مستغلا شرعية شكلية مزيفة ،هو بشار الأسد وزمرته وداعموه ..بشار الأسد هو الذي فتح الحدود السورية لزعانف حزب الله ، وللعصابات الطائفية العراقية ، وللخبراء والمستشارين ومن ثم الجنود الإيرانيين ، وللروس وللأمريكيين ، وهو الذي أباح سورية للطيران والجواسيس الصهاينة ، وستبقى الجريمة المغلظة معلقة في عنقه وعنق زمرته إلى يوم الدين ..

خامسا – سنظل نصرخ في وجوه كل الأشرار الغرباء المعتدين ارفعوا أيديكم عن وطننا ، وعن شعبنا ، وعن ثورتنا . اخرجوا من ديارنا ، وكفوا عن مكر السوء بأهلنا ...

وفي عصر الشعوب ، وعصر حقوق الإنسان ، وعصر القيم الكونية المستعلنة في الحرية والكرامة الإنسانية سوف تسقط كل أحابيل المستعمرين ..

أيها السوريون الأحرار الأبرار : ثقوا بالله ربكم ، ووحدوا صفوفكم ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 711