أغنية الموت لأخوة بطة

 أنت الندى يا دير

يَعبقُ بالأحبة غدوة بالعصاري ..

وروحة بالعشاق ما بين الجسرين

تَعجلّتِ بالأيام لتكوني عروسة

وويح لمن خامره ظن

أنك قمر يكتمل في العشرين

أنت بدر بعين أهلك

مولودًا كان أم في الأربعة عشر

أم في الستين     

يا دير أنت مسيَّجة

بلآلىء تنثرها الشمس

على  وجه الفرات

 لجينًا يضيء الفضا حاجبيك

هل كان من رجائي إلّا

خوفً من هاجس عليك

تمهلي ..تمهلي

فالعمر يتغلغل فيك

والجمال يزاور وجنتيك

أما قلت لك لا تبتعدي

أما قلت لك لا تتجرأي

وتضعي الكحل حول عينيك

أنت ريم بواد الزور

وطرف عينك لحظ

فما بال خِماره

إذا انزاح للجوار سهوة

فكل من في الجوار يُقتل فيك

أما قلت لك

بالعطر تعرف الورود

وانت عطرك رباني ممرود

بعذب ماء نهريك

كتبت لك على صحاف بُردى

هي ورق الشغاف من قلبي

لا تستيقظي يا دير

وأطيلي القيلولة بكل ظُهرية

فأنت بها آمنة لا عليك ..

 فكيف تأمني شرّ متربص

لا يَظنُّكِ إلّا ظبيّة مدللة

توردين الماء  لعطش

 والوِرد في سرّك لا لظمأ

بل مرآة تكلمين فيها جمالك 

 حَالَ غدر بينك يا دير وبينه

فانقض مواتيًا شرودك

كم كانوا بالأكف يلوحون

 فاغتال الغانمون معالمك

 وقد سرت بحراب الأوباش

نشوة الطعن بأحشائك ..!

فما بال (الولفِ ) يا أم النشاما

وقد صعقوا بساعة

لما رأوك مضرجة ..  

أما للهوى فيهم عهد ..؟

والرَّبع  نجوم في سمائك

أما للدم فيهم منك رحم ..؟

والوصل منهم عزاءك

أما للغيرة فيهم سهم أوشهم ..؟

وأخوة ( بطة) فزعة

لنخوة الحرب فداك

مددت يدي يا دير

صرخت بأعلى صوتي

ولاحياة لمن تنادي .. !

تبددت كل مزاياهم وتفرقت      

بعد ما لفظتِ حُرَّ أنفاسك

يا ليتهم يا دير عادوا

والحرب تدور فيهم سجال 

ليشرب كل غدّار كأسه

 سُمّا زعافًا من أكبادك

وسوم: العدد 886