الطيف الذي يسكنني ( إلى روح أمي أينما رفرفت )

عبد الرزاق اسطيطو
stitoabderazak@gmail.com

ذكريات هائمة

يتذكر طفولته تحت المطر

فيشده الشوق لوجه أمه

تحت ظلال الأشجار الوارفة

ينتظر صوتها

انتظار عاشق لحلمه المنتظر

ينسيه المطر أحزانه

ينسيه فيض النهر آلامه

تنسيه ظلال الأشجار

وهي تعانق غربته خيباته

تنسيه السحب المثقلة بالذكريات جراحه

يتذكر وجه أمه تحت المطر

فتعود إليه روحه

يشده الحنين لخبزها

وشايها وعطرها وترابها

فتهفو روحه كجدول إلى روحها

فراشا تصير روحه في عليائها

رعشة تصير يده وهي تمسك بيدها

طيف الحياة

أمي يا أجمل امرأة

تربعت على الفؤاد والكلمات

والقصائد والحروف والذاكرة

أمي يا طيف طفولتي

الذي صيرني قبالة النهر متاهة

أمي يا فيض حب

شردني كالغزلان دفئه وحنانه

وحيدا أنا الآن يا أمي بلا مركب

وبلا زاد وبلا بوصلة

كأندلسي شرده الحنين

إلى جنان قرطبة

ذكرى

يتذكر رفاق الأمس وحكاياتهم

فتعود إليه ذكرياته ونوافذه

يمضي إليهم كجدول تحت المطر

فتعود إليه من الشوق أيامه

تراوده أغاني الشيخ فتثور ثائرته

يتذكر لوركا ونيرودا ودرويش

فتخنقه أشعاره وأوتاره

وحيدا كجدول بلا مظلة

تشرده رؤاه وأفكاره

غريبا كفزاعة الطير

تخنقه غربته

يتذكر وجه أمه

فينادي ملء الفؤاد يا أمي

يا طلعة البدر فوق صحرائي المقفرة

فتفيض كالأنهار أشواقه

دفعة واحدة كالينابيع

تفيض على حدائقه ذكرياته

يتذكر تحت نور الشمعة

قصصها...وقهوتها

ولمعان عينيها...وشعرها

وشرفاتها ..ولمستها

فتذوب من الحنين أوصاله

فسلاما عليك يا أمي يوم ولدت

وسلاما لروحك الوهاجة

التي تشبه ضياء القمر

وسوم: العدد 1119