الاتجاه الإسلامي في شعر الدكتور عباس الجنابي

( ١٩٥٠ - ٢٠٢١م )

  هو شاعر، وإعلامي عراقي، كان يقيم في المملكة المتحدة منذ مغادرته العراق عام 1998 حيث كان يشغل منصب السكرتير الصحفي لعدي صدام حسين.

 إضافةً لشغله مناصب أخرى، فكان مديرَ تحرير جريدة بابل، والبعث الرياضي، وشغل منصب المشرف العام على تلفزيون الشباب وإذاعة الشباب. 

 نشرت له قناة المستقلة قصائد شعرية عديدة في ديوانها عن الرسول محمد الذي كان بعنوان "لماذا نحبه". 

 عمل مقدمًا للبرامج في قناة المستقلة ويعرف بشكل خاص بسبب تقديمه لبرنامج "أخبار أم الدنيا" ....

حياته:

وُلد عباس مُحمد الجنابي عام 1950 م، في مدينة المسيب من أسرة شيعية المذهب، وكان قد وُصفَ بأنه عُروبي، وعُرفَ عنه مدح آل النبي محمد والصحابة. 

  نال جائزة لقصيدة في مدح النبي محمد، وجائزة لقصيدة في مدح أبي بكر.

 ولعباس الجنابي ابنان، وثلاث بنات.

أراد عدي صدام حسين عام 1984م، تأسيس صحيفة رياضية بعنوان "البعث الرياضي".

   وطلب وجود ثلاثة خبراء في مجال التقارير الرياضية، وكان قد اختير عباس للعمل فيها.

 شهد الجنابي أن عدي كان يملك سلطته الخاصة في العراق.

 كما شهد أنَّ عدي كانت له خلافات مع أسرته ومن ضمنهم والده. 

 كما قال أنه نفسه قد تعرض للسجن في سجن الرضوانية والتعذيب الشديد على يد عدي عدة مرات.

 الجنابي كان يُعذب بواسطة الضرب بالكابلات الكهربائية.

غادر عباس العراق عام 1998 م، حيث قال أنَّ تعرضه للاعتقال والتعذيب في سجون عدي كان أحد أسباب فراره من العراق.

مؤلفاته:

وضع عباس عدد من المؤلفات منها:

ديوان شعري بعنوان "حكاية وخيمة وبيت" ببغداد نشر عام 1985 عن دار سلمى للطباعة.

قصيدة بعنوان "قيامة الوعي" نشرت عام 1989 عن دار الشؤون الثقافية.

قصيدة بعنوان "زمن سياف" نشرت عام 1993 عن دار الشؤون الثقافية.

وفاته:

تُوفي عباس الجنابي في لندن بتاريخ 14 شباط (فبراير) 2021 م / الموافق 2 رجب 1442 ه‍، عن عمرٍ ناهز 71 عامًا، حيث كانت وفاته بسبب مرضٍ عُضال لم يُمهله طويلًا.

الإتجاه الإسلامي في شعر د. عباس الجنابي:

   كتب الشاعر العراقي عدة قصائد اسلامية في المديح النبوي وفي الثناء على الصحابة الكرام ولاسيما الصديق والفاروق .

   وهذه قصيدة (إمام الهدى) للشاعر العراقي الدكتور عباس الجنابي تحدث فيها عن مكارم وشمائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآثاراً من دعوته وجهاده يقول فيها:

تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها

(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُرات في بواديها

فكيفَ يجْدبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ   وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها

تفتحتْ زهرةُ الألفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيها

وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها  وفجرّ الغار نبعا في فيافيها

فهو يشكو في مطلع قصيدته من استعصاء الشعر عليه حتى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فانهالت عليه المعاني، ثم يمضي الشاعر فيذكر أنه لولا البعثة النبوية الشريفة لبقيت أمم الأرض غارقة في ظلمات الشرك:

تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها

أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها إلى ذُرى النور فانجابت دياجيها

أشرقتَ فيها إماما للهُدى، علَماً ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريها

لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم شمل العرب المتفرق:

وحّدْت بالدين والإيمان موقفها ومنْ سواك على حُب يؤاخيها

كُنت الإمامَ لها في كلّ معْتَرَكٍ وكنت أسوة قاصيها ودانيها

وفي معركة بدر انتصر الحق على الباطل:

في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا  طودا وقفْتَ وأعلى من عواليها

رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنها فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيها

وما رميتَ ولكنّ القدير رمى   ولمْ تخِب رمية ٌ الله راميها

هو الذي أنشأ الأكوانَ قُدرتُهُ   طيّ السجل إذا ما شاء يطويها

ويؤكد الشاعر أنه ما خلقت الأكوان إلا لأجله، فهو الذي علم الناس التوحيد :

ياخاتمَ الأنبياءِ الفذ ّ ما خُلقتْ  أرضٌ ولا ثُبّتتْ فيها رواسيها

إلاّ لأنك آتيها رسولَ هُدىً     طوبى لها وحبيب الله آتيها

حقائقُ الكون لم تُدركْ طلاسمُها  لولا الحديثُ ولم تُكشفْ خوافيها

حُبيتَ منْزلة ًلاشيئَ يعْدلُها  لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيها

ورفْعة ً منْ جبين الشمْس مطلعُها لا شيئ في كوننا الفاني يُضاهيها

ياواقفاً بجوار العرْش هيبتُهُ  منْ هيبة الله لا تُرقى مراقيها

مكانة لم ينلها في الورى بشرٌ سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيها

لقد أوتي الهيبة والوقار وبلغ منزلة لم يصل إليها بشر من قبل:

بنيت للدين مجدا أنت هالتُهُ  ونهضة لم تزل لليوم راعيها

سيوفُك العدلُ والفاروقُ هامتُهُ  والهاشميّ الذي للباب داحيها

وأشاد بالصديق رضي الله عنه صاحب النبي الكريم في الغار وخليفته من بعده:

وصاحبُ الغار لا تُحصى مناقبُهُ  مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيها

وأشاد بجهود عثمان رضي الله عنه في تجهيز جيش العسرة:

وجامعُ الذكر عُثمانٌ أخو كرمٍ  كم غزوة بثياب الحرْب كاسيها

ويشكو الشاعر عباس الجنابي من كثرة الذنوب فيقول:

ياسيدي يارسول الله كمْ عصفت بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيها

وكمْ تحملتُ أوزارا ينوءُ بها عقلي وجسمي وصادتني ضواريها

لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنا من غيره موجة ٌ ضاعت شواطيها

ياسيدي يا رسول الله يشفعُ لي أني اشتريتُك بالدُنيا وما فيها

أبو بكر الصديق:

  وكتب د. عباس الجنابي قصيدة عن الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه جاء فيها:

الثاني اثنين تبجيلا لهُ نَقفُ تعْظيمُهُ شَرَفٌ ما بعْدَهُ شَـَرفُ

هُوَ الذي نَصـَرَ المُختـارَ أيّدَهُ مُصَِدقا حَيْثُ ظـنّوا فيه واختلفوا

يُزلزلُ الأرضَ إنْ خَطْبٌ ألمّ به ويبذلُ الروحَ إنْ ديستْ لهُ طرفُ

وَيشْهَدُ الغارُ والخيْط ُالذي نَسَجَتْ منْـه العناكِبُ سِتْراً ليس يَنْكَشِفُ

بأنّهُ الصاحبُ المأمونُ جانِبُــهُ مهْما وَصَفْتُ سَيَبْدو فوقَ ما أصِفُ

فالصديق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الغار وله مواقف بطولية في بدر حيث راح يحرس النبي صلى الله عليه وسلم:

سلِ الصحابة َعنْ بّدْرٍ وإخوتها سلِ الذين على أضْلاعِهِمْ زَحَفوا

مَنْ شاهرٌ سيفَهُ فوْقَ العريشِ وَمَنْ يَحُفـّه النصرُ بلْ بالنصر يَلتحِفُ

هُوَ الذي خَصَّهُ الرحمنُ مَنْـزلَة ًهيَ المَعية ُإذْ نصَّت بها الصُحُفُ

هذا العتيقُ الذي لا النـارُ تلْمَسُهُ ولا تلبَّـسَ يوما قلبَــه الوَجَفُ

كُلُّ الصحـابةِ آخـوهُ وأوَّلـُهُمْ هذا الذي شُرِّفَتْ في قبره النَّجَفُ

أمْسُ استضافت عيوني طيفَهُ وأنا مِنْ هيبةِ الوجهِ حتى الآن أرْتَجِفُ

ومرَّ بيْ قائلا :لا تَبْتَئِــسْ أبدا بما يُخَرِّفُ مَعْـتوهٌ وَمُنَحـرِفُ

المَنَاقبُ العُمَرية​:

  وهذه قصيدة للشاعر العراقي الدكتور عباس الجنابي​ في مديح الفاروق رضي الله عنه يقول فيها:

ما منْ حديث ٍ به المُخـْتار يفـْتخرُ​ الاّ وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمـرُ​

والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضوا​ عَهْدا، ولا خالفوا أمْراً به أ ُمروا​

كواكبٌ في سماء المجدِ لامِعَــة ٌ​جباهِهُمْ تنحَني لله والغـُـررُ​

يا راشداً هَـزَّتْ الأجيال سيرَتُـهُ​ وبالميامين حصرا ً تشْمَخُ السِيَرُ​

في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ​كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ​

ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفـّهْتَ في علن ٍ​ أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطرُ​

أقبلْت أذ أدبروا،أقدمت إذ ذُعروا​ وفـّيْتَ إذ غدروا،آمنْت إذ كفـَروا​

لك السوابقُ لا يحظى بها أحدٌ​ ولمْ يَحُز ْ مثلـَها جنُّ ولا بشرُ​

فحينَ جفـّتْ ضروعُ الغيم قـُلتَ لهُمْ:​ صلـّوا سيَنـْزلُ منْ عليائه المَطَـرُ​

سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامــرة ً​ ففي الصلاة ِ ضلال ِ الشـّر ِ ينْحسرُ​

عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ​ تُسـْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا​

وَقـَفـْتَ تدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفعـاً​ فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتكرُ​

تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به​ ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ​

لك الكراماتُ بحـْـرٌ لا قرار لهُ​ وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ​

كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ​ ووافقتـْكَ به الآياتُ والســُوَرُ​

وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَختَ بها​ ما زال ينضجُ في أشجارها الثمَرُ​

يفِرّ ُ عن درْبك الشيطانُ مُتـّخذا ً​ درباً سواهُ فيمضي ما لهُ أثـَرُ​

وتستغيثُ بك الأخلاقُ مُؤْمنة ً ​ بأنّ وجهكَ في أفلاكها قمَرُ​

عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها​ وكُنْت تسهرُ حتّى يطلِعَ الّسحرُ​

القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَا​ تجَسـّدَ الحقّ ُ واهتزّتْ لهُ العُصُرُ

لقد كان عمر الفاروق عاقلا حصيفا وعادلا كريما، يقول الحق ولو كان مرا فهو بحق باني دولة الإسلام، ورمزا  من رموز الزهد والعدل ...

مصادر الترجمة:

١- الموسوعة التاريخية الحرة.

٢-موقع قناة المستقلة .

٣- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 970