علي الوردي : (42) دعوة إلى تبسيط اللغة العربية واستخدام "اللغة الفصحى المُبسّطة"

إزدواج اللغة وازدواج الشخصية

# الدعوة إلى تبسيط قواعد اللغة العربية :

----------------------------------------

(( إن آراء الدكتور علي الوردي التي طرحها في كتابه ( أسطورة الأدب الرفيع ) جديرة بأن تُنشر في مصر ويستمع لها المحافظون والمجددون على السواء . إن جهد المؤلف بهذه الآراء مناسبة – محبوبة أو مكروهة – للبحث في هذا الجانب الاجتماعي الذي ينبغي أن يتهيأ الأدب للوفاء بها ))

                                                 ( أمين الخولي )

يمكننا القول إن الوردي كان من أصحاب الدور الريادي في العراق في الدعوة إلى تبسيط قواعد اللغة العربية ومراجعة الأركان التي تقوم عليها من نحو وقواعد وإملاء وطرق تدريس . وحين أقول إنه "من بين أصحاب الدور" فذلك لأن هناك من سبقه في العراق حيث دعا ساطع الحصري والدكتور أحمد عبد الستار الجواري وغيرهما إلى تبسيط قواعد اللغة قبله ، وعلى المستوى العربي سبقته دعوات من قبل دعوة إبراهيم مصطفى في كتابه ( إحياء النحو ) (ولدينا عليها ملاحظات) ولطفي الخولي في مقالات كثيرة .

ومن المهم هنا ملاحظة قصدية الوردي في مشروعه المنهجي هذا . تبدو هذه القصدية في جانبين : الأول هو أنها كانت سمة من سمات مشروعه التنويري منذ السنة الأولى التي وصل فيها إلى العراق عائدا من الولايات المتحدة ، والثاني يتمثل في المثابرة على الطرق على هذه الموضوعة عقودا طويلة .

# ازدواج اللغة من أسباب ازدواج الشخصية :

---------------------------------------------

في عام 1951 ، وفي محاضرته الشهيرة "شحصية الفرد العراقي" ، طرح الوردي مشكلة ازدواج اللغة كعامل مهم من عوامل ازدواجية شخصية المواطن العراقي وذلك من خلال الفرق الكبير بين اللغة العامّية واللغة الفصحى ، أي بين لغة الأعمال اليومية ، ولغة الكتابة والخطابة . فالمواطن يستخدم العامّية في البيت والشارع والمقهى والدائرة الرسمية وغيرها في حين أنه يستخدم الفصحى في دروس النحو وفي الخطابة والكتابة الصحفية والمكاتبات الرسمية . وبذلك ، كما يرى الوردي ، ينشأ الفرد العراقي ويترعرع على نمطين من التفكير من خلال القاعدة التي ترى أن التكلم والتفكير شيء واحد ، الأمر الذي يجعل له سلوكين وشخصيتين .

وقد طرح الوردي أيضا ، وبجرأة ، فرضيّة أن اللغة العربية هي نتاج بيئة البداوة وأن من وضع قواعدها ونحوها الذي هو كما يصفه أصعب نحو خلقه الله ، أناسٌ كانوا يريدون التقرّب من الأمراء والسلاطين والذين أسماهم "نُحاة السلاطين" على غرار "وعاظ السلاطين" و "شعراء السلاطين" و "نقّاد السلاطين" ، ولهذا فقد أصبحت لغة الأبراج العاجية التي تهتم برفع الفاعل ونصب المفعول به وجر المضاف إليه وكلها أمور لا صلة مباشرة وحيوية لها بشؤون الحياة اليومية للناس ، ولذلك نجد الناس يعزفون عن الفصحى في تعاملاتهم الحياتية .

إن الفصحى ، حسب الوردي هي لغة حماسة أولا ، ولغة بطر وقلة أشغال ثانيا. وينتقل الوردي من هذه الإشارة إلى استنتاج يرتبط بـ " العقلية الشعرية " المسيطرة على الثقافة العربية وإن لم يسمّها مباشرة إلا في مرحلة لاحقة حيث يرى أن انشطار حياة المواطن إلى عالمين منفصلين : عالم اللغة الفصحى التي تزخر بتمجيد المثل العليا والمباديء السامية ، وعالم اللغة العامية - السوقية حسب وصفه - التي كانت تزخر بمشاكل الحياة وبزفرات الأنين من ظلم الحياة والطغاة قد أوصلنا إلى مأزق خطير :

( فالمستمع العراقي بصورة خاصة ، والعربي بصورة عامة، قد يستهجن خطبة إذا كانت غير رنانة ، أي غير نحوية أو فصيحة ، رغم ما فيها من فوائد علمية عظيمة . إنه إذن داء عام توارثناه كما توارثنا غيره من أدوائنا الراهنة ، وهو سبب كبير من أسباب ازدواج الشخصية فينا ) (306 ) .

وقد أنهى محاضرته بنداء قال فيه :

( تحدّثوا كما تخطبون ، واخطبوا كما تتحدثون . أتركوا ما ابتدع سيبويه ونفطويه ، والحريري والهمذاني من لغو باطل وقيود لا فائدة منها ) .

وفي كتابه الأول : " خوارق اللاشعور – 1954 " يخطو خطوة أخرى مستعينا بنظرية العالم " فبلن " – كما بيّنا في الحلقة السابقة - يبين فيها أن الطبقة الفراغية المترفعة على الطبقات المسحوقة هي التي تعقّد قواعد اللغة ، والتي سمّاها بـ " اللغة الاستحواذية " - لتعزز ترفّعها وتزيد من المسافة الفاصلة بينها وبين الكادحين الذين لا وقت فراغ لهم يتلاعبون فيه باللغة وتعلّم قواعد الصرف والنحو وأفانين اللغة العسيرة . وهو يرى أن الجامعة من خلال بعض الأساتذة في  كليات بغداد قد صارت برجا عاجيا لهذه اللغة الاستحواذية الفراغية .

# الدعوة إلى استخدام "اللغة الفصحى المبسّطة" :

------------------------------------------------

لكنني أعتقد أن الجهد الذي يستحق وقفة خاصة في هذا المجال هو كتاب الوردي : " أسطورة الأدب الرفيع " – 1957 ، فهذا المؤلف مُسخّر بأكمله لهذه المعضلة المركزية في الثقافة العربية وهي معضلة تبسيط اللغة العربية . يدعو الوردي أولا إلى تبسيط لغة الكتابة وإلى تجريدها من الزخرفة والحذلقة اللتين اتصف بهما الأدب العربي القديم . فنحن- كما يقول - نكتب الآن للجمهور لا للطبقة الخاصة . كما أن الحياة الجديدة تقضي علينا أن نغير أسلوب لغتنا كما غيرنا من أسلوب مساكننا وملابسنا وغيرها . وليس من المعقول أن يحمل القاريء قاموسا معه لكي يفهم كل كلمة يطرحها الكاتب :

( فوقت القاريء اليوم أضيق من أن يبذره في ذلك . وإن نحن أصررنا على التعالي عليه بأسلوبنا اضطر إلى تركنا وإلى البصاق علينا ) (307) .

وينتقل الوردي إلى الردّ على تهمة - والتهم الموجهة إلى الوردي لا تنتهي وسنتناولها في حلقة مقبلة - تتعلق بدعوته إلى تبسيط اللغة ، وهي تهمة معاداة القومية العربية ، ومحاولة تمزيق شمل الأمة العربية ، من خلال استهداف الأداة التي توحّد أبناءها وهي اللغة العربية ، وذلك من خلال اعتقاد البعض ، ومنهم – ويا للغرابة - الدكتور عبد الرزاق محيي الدين الذي يضع قبل استنتاجه حرف " لعل " – أن الوردي إنما يدعو إلى استخدام اللغة العامية وإحلالها محل الفصحى . وهو أمر غريب لأن الوردي كان ضد العامية . بالعكس فهو يرى أن أي كاتب عربي ، ولكي يضمن رواج كتبه ، عليه أن يبتعد عن العامية لأن اللهجات العربية متعددة ومتنوعة وإذا استعمل الكاتب واحدة منها قلّ قراؤه من أصحاب اللهجات الأخرى وبار سوقه . إنه لا يدعو إلى استخدام اللغة العامية ولكن إلى إشاعة لغة جديدة سماها : " اللغة الفصحى المبسطة " :

( يجب أن لا ننسى أن هناك فرقا كبيرا بين اللغة المبسطة واللغة العامية من الناحية الاجتماعية . فاللغة العامية لا يفهمها جميع الناطقين بها . أما اللغة الفصيحة المبسطة فهي التي يفهمها جميع العرب في كل أقطارهم ( ... ) إن اللغة ركن من أركان القومية العربية الطالعة . فهي الرباط الذي يجعل العرب في شتى أقطارهم يشعرون بأنهم أمة واحدة . ومن الصعب أن يتحد العرب بعواطفهم وأفكارهم دون أن تنتشر بينهم لغة مبسطة يستطيعون التفاهم بها . والمظنون أن العرب سائرون في هذا السبيل حثيثا ، رغم أنف المتحذلقين ) (308 ) .

# لماذا يفقد الأدب العربي قيمته حينما يُترجم ؟

---------------------------------------------

إن هذا اللعب اللفظي الفصيح والاهتمام الشديد به هو الذي جعل الأدب العربي عسيرا على الترجمة من ناحية ، ولا يقدم للقاريء الأجنبي ثراء مضمونيا كبيرا من ناحية أخرى . فـ :

( عندما تترجم روائع الأدب الغربي إلى اللغات المختلفة لا تفقد من قيمتها إلا قليلا . ذلك أنه أدب حرّ يخاطب الإنسانية في كل مكان فهو لا يتقيد بقيود النفس أو المجتمع أو الحضارة ولا يتأثر بعنجهيتها الخاصة . ولهذا تراه حبيبا إلى كل قلب منتشرا في جميع الأمم . فنحن نتذوق أدب برناردشو مثلا في كل لغة ، ولكننا حين نترجم أدب البحتري إلى لغة أخرى لا نكاد نحصل من جرّاء ذلك إلا على سواد الوجه ) (309) .

# اللغة العربية لغة شعريّة :

--------------------------

وقد يكون الوردي من أوائل من وصفوا اللغة العربية بأنها لغة شعرية أو ذات مواصفات شعرية لأنها نشأت في مجتمع منهمك بالشعر انهماكا عجيبا . وحين يعدّد الوردي خصائص اللغة العربية ستجد أن هذا المفكر لم يطرح آراءه جزافا وبصورة متعجلة لغرض إثارة الضجيج والمشاكسات الفكرية كما اتهمه الكتّاب المحيطين به آنذاك ، ولكنه توافر على إلمام واسع بشؤون هذه اللغة وأسسها . يقول الوردي :

" امتازت اللغة العربية بخصائص منها :

1-     كثرة المترادفات في المعنى الواحد . فللبعير مثلا ألف اسم ، وللأسد خمسمائة ، ولللعسل ثمانون .. وأظن أن علماء الحيوان في عصرنا لم يصلوا في الإحصاء إلى هذا العدد الكبير من أنواع البعران والأسود ..

2- وفي اللغة العربية ألفاظ لها معان متعددة ؛ فللخال ثلاثون معنى ، وللعين أربعون ، وقد تعطي اللفظة معنيين متباينين مثل " أنّى " التي سبّب معنياها مشكلة في تفسير الآية الكريمة : (نساؤكم حرثكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).

 3-قد تعطي اللفظة معنيين متباينين فالند يعني المثل والضد في آن واحد ..

 4-للإسم المفرد جموع متعددة . فالعبد يجمع على عبيد وعباد وعبدون وأعباد وعبدان ... إلخ

ولدى الوردي اعتراضات أخرى سجلها في كتاب " حديث الثمانين " للأستاذ سلام الشمّاع ، منها :

لماذا نميّز بين لفظة ( هل ) و ( الهمزة ) ، ولماذا لا نستخدم ( هل ) فقط ؟ ما هو الفرق بين ( نعم ) و ( بلى ) في الجواب عن الاستفهام ، خصوصا وأن الناس نسيت (بلى) التي ذهب زمانها ؟ ما هو معنى التمييز بين ( أو ) و ( أم ) ؟ لماذا يصر المصححون اللغويون على استعمال لفظة ( تقويم ) التي تعني التعديل وإزالة العوج بدلا من لفظة ( تقييم ) التي تعني تبيان القيمة ؟ .... وغيرها الكثير .  

والأهم أن الوردي نظر إلى كل هذه الخصائص كسمات شعرية سلبية لأنها تعبّر عن " ميوعة " اللغة وعدم دقتها ، في حين نظر إليها الآخرون كنقاط قوة . وقد بلغ من تقديرهم لقوة هذه الخصائص أنهم نظروا إلى اللغة العربية وكأنها نازلة من السماء ومقصودة لذاتها في حين أن اللغة ما هي ، حسب رأي الوردي ، إلا مطيّة للمجتمع ووليدة لحاجاته ، وهي تنمو حسب هذه الحاجات . كما أنهم اعتبروها (لغة أهل الجنة) من جميع الأعراق ، وأن على أهل النار أن يتعلّموا اللغة الانكليزية أو غيرها من لغات الكفّار . والخلاصة هو أن خصومه ينظرون إلى اللغة كغاية في حين ينظر هو إليها كوسيلة .

# العامية أقدم من الفصحى :

--------------------------

ويهمني هنا القول إن شعراء الفصحى يستخدمون العامية في بيوتهم وأنشطة حياتهم اليومية كافة باستثناء قصائدهم ومكاتباتهم الرسمية ، وشعراء العامية يستخدمون الفصحى للدعوة إلى مهرجاناتهم ويكتبون حروف قصائدهم بها . أي أن أنصار العامية يكتبون بالفصحى وخصومها يتكلمون بها . وأطفالنا يتشكل وجدانهم وطريقة تفكيرهم بالعامية بشكل كامل خلال السنوات الست الأولى التي تُعتبر في علم النفس أخطر مراحل تكوين الشخصية الإنسانية بجوانبها العقلية والانفعالية ، وحيث تترسخ أسس عادات الشخص الانفعالية والحركية وطرق تفكيره . ولعل هذا من بين أهم الأسباب التي تجعل الجميع – وبضمنهم شعراء الفصحى – يطرب للمفردة الشعبية المغناة . ولعله أيضا السبب الذي يجعل الملحنين يميلون إلى تلحين المفردة الشعبية المرتبطة بها . وهو العامل نفسه الذي جعل مايلز كوبلاند مؤلّف كتاب "لعبة الأمم" يقول : يتحدث العرب كثيرا عن الوحدة ، ولكنني لم أجدهم يلتقون بصفاء إلا على صوت ( أم كلثوم ) .

"إن العامّية – والرأي لمحمود تيمور فيما أظن - أقدم من الفصحى وأعمق منها نسبا في العروبة . فقد عاشت تلك العامية في العصور العربية الأولى . إذ كانت لهجات لمختلف القبائل والعشائر وقد تجمعت اللهجات في فصحى نزل بها القرآن الكريم ، ولكن اللهجات سارت مع الأقوام وبقيت في التعامل اليومي . ففي ظل الإسلام كان البعض يسكّن آخر الفعل المضارع في الوصل : أخي سيسافرْ معي . ويقف بالسكون على الأسماء في حالة النصب : أكلت كبابْ ، وشربت شرابْ . ويحذف التنوين : سلام عليكم ، ويشبع الكسرة في ياء المخاطبة حتى تنشأ باء فيقول للمرأة : أنت أكلتيه وشربتيه . ويبقي الإسم على صورة واحدة من الصور الإعرابية في مختلف حالات الكلام : جاء أبو علي ، لقيت أبو علي ، . ويخفف الهمزة ويحولها إلى ياء : رأس – راس ، بئر – بير ، نأكل – ناكل ، توضأ – توضيت ، . ويقلب الألف المتطرفة همزة : لا – لأ . ويبدل الحرف المضعف ياء : عددت – عديت الورق ، شممت – شميت الورد . ويترك المد في إسم الجلالة : عبد الله ، حمد الله على السلامة . ويقول البعض : أكلنا بيدينا ومشينا برجلينا" .  

وفي أثناء مناقشة الوردي لموضوعة تبسيط اللغة وحين يتناول معجزة القرآن التي يعتبرها البعض دليلا على عظمة اللغة العربية وقوة إعجازها ، يعرج على مسائل كثيرة خطيرة وشديدة الحساسية منها – على سبيل المثال لا الحصر – الرأي الذي يرى أن القرآن الكريم قد نزل ليعلم الناس علوم الفلك والفيزياء والكيمياء وطبقات الأرض . والمشكلة أن هذا الرأي الذي استسخفه الوردي في منتصف الخمسينات واعتبره متخلفا وسيزول بمرور الوقت – وفق تفاؤليته التي أجهضتها الوقائع – يعود في بداية الألفية الثالثة بدرجة أكثر قوة وعبر عدد هائل من الكتب والمقالات والبرامج التلفازية التي تبثها قنوات فضائية متخصصة ليتم الترويج له ليل نهار. يقول الوردي :

( إن تلك الأفكار السخيفة التي طغت على عقول المسلمين ، أدت إلى ظهور رد فعل تجاهها لدى بعض الأغرار من الجيل الجديد . فهؤلاء يقرأون القرآن فلا يجدون فيه شيئا يستحق العناية وأنهم يقارنون القرآن بالكتب العلمية والأدبية الحديثة ... فيرونه دونها طرافة . يجدر بهؤلاء أن يدرسوا القرآن في ضوء الزمان الذي نزل فيه ، وبهذا يستطيعون أن يكشفوا فيه الإعجاز . أما إذا درسوه في ضوء ما يقول به المغفلون من المسلمين من حيث احتوائه على أسرار العلوم  والفنون ، فليس من عجب أن لا يجدوا فيه ما يبتغون ) (310) .

وارتباطا بتحليله السابق يواصل استنتاجاته الجريئة في فقرة تحت عنوان " غلطة طه حسين " يقول فيها :

" أشرنا إلى غلطة الدكتور طه حسين الذي يسمونه عميد الأدب العربي . فهو قد قارن القرآن بالشعر الجاهلي فوجد بينهما بونا شاسعا من حيث الأفكار والمفاهيم ، ودفعه ذلك إلى القول بأن الشعر الجاهلي منحول ، وهو لو تأمل قليلا لوجد أن هذا الشعر غير منحول ، إنما هو يدعو إلى مفاهيم في الحياة تناقض مفاهيم القرآن . وهنا تكمن عظمة القرآن . أراد القرآن أن ينسف قيم الجاهلية وتقاليدها الرعناء ، بينما كان الشعر يفتخر بتلك القيم ويكاد لا يفهم من الدنيا سواها . وقد اتهمت قريش محمدا بأنه كان شاعرا ، بينما كان في حقيقة أمره ثائرا جبّارا . ولو كان شاعرا كما زعموا ، لما أحدث في التاريخ ذلك الدوي الهائل والانقلاب العظيم " (311) .

وسوم: العدد 646