إلى شهداء الشام

يحيى بشير حاج يحيى

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

سلام الله عليهم ورحمته ورضوانه :

في حواصل طيور خضر , يتنقل الشهداء في عرش الرحمن ولو سئل أحدهم عن حياته لأجاب : لقد كانت رحلةً قصيرةً لمسافر استظل بظل شجرة , ثم تركها ومضى .. ثم لو سئل عما إذا كان يَوَدُّ أن يعود إليها لأجاب : نعم وقد نَعجبُ قبل أن يكمل الجواب : أيتركُ الظلالَ والعيون ونعيمًا لا ينفد وسرورًا لا ينقضي إلى ظلٍ زائلٍ , نصيبُ المسافر منه قليل .

ولكن يزول العجب عندما يكتمل الجواب : أوَدُّ أن أعودَ لأُقتَلَ في سبيل الله مراتٍ ومرات , لِعِظَم ما وجدتُ من الثواب .

أيتها الأرواح الطاهرة التي تحمل عبقَ الشام وتتنقل في جنان الله .. أيَّةُ نسائم هذه التي تتنسمون , وأي تكريم هذا الذي به تكرمون ؟!

يا أحبابنا في حواصل الطيور الخضر : إن الدماء التي سالت في شامكم , ولونت ترابه بلون العندم وحمرةِ الأرجوان كانت تغسل الدروب أمام السالكين ! بل وتطهرها وتمهدها للقادمين ! هكذا هي في الدنيا .

ولكنها في عالم الرضا , في ظل ذي العرش المجيد , يتغير ريحُها ويبقى لونُها : اللون لون الدم , والريح ريحُ مسك , هنيئًا لكم , وهنيئًا لنا بكم .

أَخْبِروا مَن عندَكم أننا إليكم قادمون وبرضا ذي الجلال والإكرام راغبون , وأننا بُلِّغنا رسائلكم , وأنكم بمَنْ بقي بعدكم تستبشرون وتبعثون لهم : بأنكم لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون .

وأما نحن فخافوا علينا إذا انحرفنا عن الطريق الذي أوصَلكم إلى رضا الرحمن , واحزنوا علينا إذا فرَّطنا بالأمانة والعهد الذي جمع بيننا !

يا أحبابنا في حواصل الطيور الخضر : اطمَئِنوا فنحن لن نفرط , ولن ننحرفَ بإذن الله , وعلى طريقكم ماضون .

فالسلامُ عليكم يومَ وُلدتم , ويوم استُشهدتم , ويوم تُبعثون .

إخوانكم الذين ينتظرون