جامعة محمد الأول، وجدة، المغرب

clip_image002.jpg

إستقبلنا الأستاذ إبراهيم يوسفي [email protected]، المكلف بتدبير مصلحة الموارد البشرية بجامعة محمد الأول بوجدة بالمملكة المغربية،  كعادة المغاربة بحفاوة عربية، واستقبال يليق بالجار والأخ الزائر.

إستقبلني في اليوم الثاني من زيارتي له بمكتبه، باعتبار اليوم الأول كان مفاجئا له، وشغله إجتماع طارئ مع رئيس الجامعة.  

إتصل بي هاتفيا في اليوم الثاني يطلب مني لقاءه على الساعة الثانية زوالا بمكتبه، وقد وفى بوعده وكنا عند وعدنا.

رزق الأستاذ الطول والعرض، لم تفارقه البسمة طيلة الثلاث الساعات التي قضيناها في مكتبه. فتح لنا صدره ، وسمح لنا أن نسأل عن أمور عديدة رأيناها وسمعنا بها، وكانت إجاباته صادقة مخلصة، لاتعرف قيودا ولا منعا.

وفي كل مرة يكون السؤال من الطرفين، فتزيل المناقشة سوء الفهم، وتثبت الفهم الجيد.

وكنا من حين لآخر نتدخل بالتوضيح عبر التطرق للجامعة في الجزائر، فتكون المقارنة خير سبيل للتوضيح.

وبعد أن أنهيت زيارتي لجامعة محمد الأول، رافقني الأستاذ إلى الحدود الجزائرية المغربية بوجدة، تناولنا عبرها عصير بارد وفنجان قهوة، وكانت فرصة للخروج من ضيق الرسميات وضغط المكتب إلى رحابة الواقع المر، حيث سراب يقسّم مجتمعين ملتصقين عريقين.

وأعترف أن الصورة الجميلة التي قدمها الأستاذ إبراهيم يوسفي Brahim Yousfi،  عن الجامعة المغربية، كانت ذات فائدة بالغة في تغيير وإعادة النظر في صور سابقة، إحتفظ بها الزائر ونقلها بصدق وإخلاص لأهله في الجزائر، ومن جملة ماجاء في توضيحات الأستاذ المكلف بالتأطير، عبر الأسطر المدونة أدناه ..

الأستاذ والعامل الموظف يستفيد كل منهم من السكن عبر القروض التي تمنحها له المصارف، وتتحمل مؤسسة الملك السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، تحمل عنه نسبة معينة من القرض المصرفي شهريا.

الأستاذ يتقاضى راتبا جيدا، يحفظ له الكرامة ويساعده في البحث العلمي.

إبتداء من دستور سنة 2011، أصبح  رئيس الحكومة هو الذي يعين رئيس الجامعة. ومن الميزات العالية التي تمتاز بها الجامعة المغربية أن..

منصب رئيس الجامعة وكذا منصب عميد الكلية، تتم عبر الترشح والانتخابات وتكوين لجنة لاختيار ماتراه الأفضل، بعد أن يقدم المترشح ملفا إداريا وعلميا وكذا المشروع الذي يحمله عن تطوير الجامعة، ويعطى المنصب لمدة 4 سنوات وخلال مدتين غير قابلتين للتمدد ولا يحق له الترشح للمرة الثانية، مهما كان مميزا ونادرا وفريدا. فيكفي أنه لو طلب منه أن يبقى في المنصب بعد إنتهاء المدة الثانية لحاجة قاهرة ملحة، فإنه لن يتقاضى أجر المنصب الخاص بالمدة الإضافية، وهذا من أحسن ماأنجبته الجامعة المغربية.

ورغم كل هذه الميزات التي ذكرها المكلف وأعجب بها الزائر السّامع، إلا أنه لم تعجب المغاربة، ويريدون أن يكون رئيس الجامعة وعميد الكلية منتخب من طرف الأساتذة الجامعيين، حتى تكون له القدرة الاستقلالية ، ولا يكون تحت رحمة السياسي، وتساعد استقلالية رجل العلم عن رجل السياسية في البحث والتطوير وصيانة العلم والعلماء من عبث الساسة واستغلالهم للعلماء لأغراضهم السياسية.

من الملاحظات التي وقفنا عليها ونحن نزور جامعة محمد الأول، النظافة الواضحة البينة، والهدوء الملفت للنظر، وانتشار الأشجار والأزهار التي تزين أرجاء الجامعة، والعدد القليل من الموظفين، والاستقبال العربي الأصيل، وإحترام المسؤول الناجم عن إحترام المسؤول الأعلى، ماعزّز الانضباط والهيبة والاحترام.

للأستاذ والموظف الإداري 20 ساعة إضافية خلال الشهر كحد أقصى، وتمضى كل الرخص من طرف رئيس الجامعة.

وبالنسبة للموظف الإداري، تمنح له الساعات الإضافية يوم السبت، وهو يوم عطلة بالنسبة للإدارة، لكي يتفرغ للعمل الإداري.

وحجم الساعات الإضافية التي تمنح للأستاذ (20 ساعة شهريا)، تكون أقل من حجم الساعات القانونية (8-12-14)، حسب إطار والدرجة، ولكي يتفرغ أكثر للبحث العلمي.  

الوزارة هي الوحيدة التي تدفع راتب الأسرة الجامعية، ولا يمكن بحال أن يدفع الراتب من طرف الجامعة أو الكلية.

كل ماله علاقة بالأثر المالي، يمضى من طرف  

يدفع الراتب في آخر شهر، ولا يمكن بحال دفعه قبل هذا التاريخ.

في الأخير، نتقدم بالشكر البالغ للأستاذ إبراهيم يوسفي على حسن الاستقبال، والمعلومات الثرية المفيدة عن الجامعة المغربية بشكل عام، وعن الصدق والإخلاص الذي لمسناه وشعرنا به طيلة تواجدنا.

وسوم: العدد 626