برقيات وتغطيات

برقيات وتغطيات

1- من وحي الحياة، د. محمد رفعت زنجير، دار اقرأ، دمشق.

2- مباحث في البلاغة وإعجاز القرآن الكريم، محمد رفعت زنجير، جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي، الطبعة الأولى.

3- دراسات في البيان النبوي، يشمل مناقشة موضوعات علم البيان في الحديث النبوي الشريف من خلال شرح الإمام الحسين لطيبي على مشكاة المصابيح والمسمى بكتاب الكاشف عن حقائق السنن (رسالة الماجستير)د. محمد رفعت زنجير، دار اقرأ، دمشق، الطبعة الأولى.

              

بالاشتراك بين الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورابطة الأدب الإسلامي العالمية

القاهرة تحتضن مؤتمرًا

عن علي أحمد باكثير ومكانته الأدبية

يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مؤتمره السنوي، بالاشتراك مع رابطة الأدب الإسلامي العالمية، بعنوان: "علي أحمد باكثير ومكانته الأدبية" وذلك بمقر الاتحاد في قلعة صلاح الدين في القاهرة. وتم توجيه الدعوة إلى وزراء الثقافة في كل من: مصر والسعودية والإمارات واليمن، لحضور حفل الافتتاح الذي سيقام في الساعة السابعة مساء الثلاثاء الموافق الأول من يونيو القادم.

يذكر أن المؤتمر الذي يستمر لمدة أربعة أيام: من 1 إلى 4/ 6/ 2010، يقام بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للقاص والروائي والمسرحي والشاعر العربي الراحل.. وسوف يشارك في هذا المؤتمر أكثر من أربعين باحثًا وشاعرًا وأديبًا من مصر والعالمين العربي والإسلامي، يدرسون الأثر الأدبي الذي خلفه باكثير في كل الأنواع الأدبية التي أسهم وتميز فيها، باعتباره روائيًّا كبيرًا، ومسرحيًّا متميزًا، ورائدًا للشعر الحر.

              

برقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 تقديم الطالبة :نجاح عبد الرحمن المرازقة

 لمناقشة رسالة ماجستير

 يوم الأحد الموافق 23/5/2010م.

 كلية الآداب  جامعة مؤتة

 ****

 الحمدُ للهِ القديم ، فلا أوَّلَ لوجودهِ ، وهو الدائمِ المستديم، فلا آخرَ لبقائه ،ولا نهايةَ لعطائه ،مصرِّفِ أمور الخلائق بين رفعهِ لشأن العلماء، وخفضٍه لشئون السُّفهاء ،وبين بسطه للأمر فسهله بفضله عليَّ، فلله الحمدُ والمنَّةُ ؛يؤتي العلمَ اللدنيَّ من أحبَّ ممن يشاءُ من عباده،وينزعُه عمن يشاء، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

 أحمَدُهُ على ما أولاني به خيرا؛ بأن أكتبَ في قطرة من بحور علومه الزواخر التي لا حدود لها ، بل لا يعلم أسرارها إلا هو  جلت قدرته وعظًمت  مما في كتابه العزيز شيئا، وسمتُها ب"اللون ودلالاته في القرآن الكريم "شذرة من كتابه العزيز ، ادَّخرها لنفسي،وولدي وزوجي ، ولأصحاب الفضل عليَّ فيها ، وقد أكرمني  سبحانه  فسخَّرني عبدة له ، اسطر من آياته البينَّات، في لون جلي كالأبيض، وخفي في مختلف الألوان ؛ وقد توازعت بحكمته تعالى على خلقه من إنسان وحيوان ونبات وجماد وأشكال أخرى من ملكوت خلقه ، فسبحانه بديعَ السموات والأرض! ،فأجزل لي أُعطبته، وان كنت أطمعُ إليه كما كنت طامعة فيه مزيد إعطاء وعطايا ، وانتفعت من لدنه اللدني قراءة في جنبه تتعالى ؛ ففي كتابه العزيز، علومُ الدنيا وان صغرت ، وعلومُ الآخرة المرتجاة وان كبرت ، وهو كتاب الله العلي، الذي لا يَخلُق بكثرةِ الرَّدِّ، ولا تنتهي أعاجيبُه ، ولا يشبعُ منه العلماءُ ،فلله الحمد أولا وآخرا ، وله المنةُ الكبرى عليّ ، لا اله إلا هو العلي العظيم، سبحانه وتعالى علوا كبيرا ،الهي إن لم ابتدرك بالحمد، فمن ابتدره سواك .

 واصلِّي واسلِّمُ على رسولكِ النبيِّ العربيِّ المبين، خيرِ من نطقَ الضاد وأنطقه ؛للعرب والعجم ،المبتعثِ إلى جميع أهالي الثقلين من الأمم ، وعلى آله الأخيار، وصحبه الأطهار ، ما تعاقب من ثواني بل من ثوالث الثواني من ليل ونهار،إلى أن يرضى ب"صلاتنا "عليه العزيزُ الغفار .

 وبعد ؛

أستاذي المشرفُ الدكتور حسن الربابعة ، الأساتذة الدكاترة الأجلاء الكرام أساتذتي أعضاء لجنة المناقشة ، وهم الأستاذ الدكتور محمد أحمد المجالي، والأستاذ الدكتور زهير أحمد المنصور، والأستاذ الدكتور شفيق الرقب الكرام ، أيتها الزميلات والزملاء،الأهل والأحبة و الحضورُ الطيب ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه ،أهلا بكم في هذا اليوم الأغرِّ، إذ أقدِّم ُ بياني للجنة المناقشة بيانا موجزا في ما يسمح لي الوقت من رسالتي الموسومة ب"اللون ودلالاته في القرآن الكريم

 فقد نهضت رسالتي الموسومة بما ذكرت على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ، أمَّا المقدمة فبيَّنتْ أهميةَ الدراسة، ودوافعَ اختياري لها ، وفيها عرضتُ لأبرزِ المصادر الرئيسة التي اعتمدت عليها ،بعد نقدِها والإفادة من معطياتها ، كما بينَّتُ المنهج التكاملي الذي اتكأت عليه .

 أمَّا الفصل الأول فوسمته ب"مفهوم اللون ومدلولاته وصفاته " ، وتناولت فيه مفهوم اللون لغة واصطلاحا ،عند اللغويين وبلاغيي العرب، وفلاسفة المسلمين وفقهائهم ، وتوقَّفت عند جماليات اللون وقداسته في العرف الاجتماعي، وتأثير الألوان على النفس الإنسانية .وقد احتلَّ الفصلُ الأول" ثلث َمساحة الرسالة .

 أمَّا الفصلُ الثاني فوسمته ب"الألوان ودلالاتها في القرآن الكريم "فاحتل الثلث الثاني منها مساحة، درستُ فيه دلالات الألوان مفردا وجمعا وبدلالات الألوان تنازليا ، بدءا بالأبيض ثمَّ الأخضر ثم َّمختلفا ألوانه يليه الأسود ثم الأصفر،والأزرق والأحمر ، وكيف توزعت على الإنسان والحيوان والنبات والكائنات الأخرى في دلالات متعددة

 أمَّا الفصل ُالثالث الأخيرُ الذي احتلَّ الثلثَ الثالث من مساحة الرسالة، فوسمته ب"وسائل نقل اللون في القرآن الكريم "إذ عرضتُ فيه الفنونَ البلاغيةََ والمستوى اللغوي، والتراثَ، والطبيعةَ ، والعصرَ ، والايدولوجيا ، والعاملَ النفسي ، والمكان والزمان والإنسانَ والرمزَ  الشيفرة، والصور المركبة والمفردة وغيرَها .

 أمَا الخاتمةُ ، فأبرزتُ فيها أهميةَ اللون كأحد القيم الخالدة الثلاثة،معها الحقُّ والعدلُ ،وتداعي المعاني لساقي الملك برؤياهُ البقرات الأربع عشرة مناصفة سمانا وعجافا ، والسنابل الأربعَ عشرة الخضرَ والصفرَ مناصفة ، وأبرزتُ علم الشيفرة في تفسير يعقوب النبي لولده يوسف عليهما السلام ، وفيها رموزٌ اقتصادية وتدبير أمرها، بانْ يذرَ القمح الحصيد في سنبله لئلا يتلفَ أو يتعفنَ ، وبرز الارتجاع الخلفي"هذا تأويل رؤياي من قيل "لما رفع أبويه على العرش، وخرُّوا له ساجدَين احتراما لا عبادة؛ إذ السجود لله وحده . وأبرزت الدراسة أنَّ نظرية اللون في القرآن الكريم سابقة لكل نظريات اللون ،حتى وان تعدّدتِ الألوان ومكتشفاتُها ، فإذا كنا نرى عشرات الألوان بل المئات منها في "الحواسيب" اليوم، فإنَّها ستظلُّ مشمولة بدائرة قوله تعالى "مختلفٌ ألوانها "فسبحانه من خالقٍ كونَهُ، مدبِّرا أمرَهُ، لا تدركُه الأبصار، وهو يدركُها، أنزل معجزَهُ الأول بيانا على نبيه "أفصحِ العرب وان من قريش "على عرب بلغوا في الفصاحة والبلاغة شأوا بعيدا، فانذهلوا لما سمعوا بيانَهُ لقوله البليغ ، الذي لم يسمعوا بمثله من قبل؛هذا هو القرآن الكريم ليس معجزة بلاغية فحسب، وان كان من أهمِّها ، ولكنَّ فيه معجزاتٍ علميةً يبتدرها أهلُها في الدراسات، كما يتلقاها ذوو الألباب من العلماء ، فسبحانه القائل "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "

 وختاما أدعو الله العزيزَ القديرَ،أن يجعلَني ومشايخي أعضاءَ لجنة المناقشة والحضورَ الكرام ، من أهل القرآن الذين همْ خاصَّة أهل الله ، وعبادُهُ المقربون،نقرأ حرفا، فنرتفعُ درجة على مضمون قوله صلى الله عليه وسلَّم يوم يقال لنا "اقرأ وارق"فقدَرُُ"نا  ساعتئذ  على آخر ما قرأنا ، داعيةًً ًاللهَ أن يكونَ لأشياخي أعضاء لجنة الناقشة ؛مناقشي هذه الرسالة، وان كنتُ أجهدتُهم بقراءتها على مشاغلهم  أن يكون أجرُهم فيها كأجري من غير أن يُنقَصَ من أجري شيئا ، نهتدي يهديهم، وأفَيدَ من توجيهاتهم،التي يبدونها لي ، لتصويبِ ما شطَّ منها، أو إضافةِ ما يستحقُّ من ملحوظات فيها لإصلاح أود الرسالة إن وجد  فالعلم الكامل لله وحده ،هو العالم بكل شيء علامُ الغيوب، وإنَّ كلَّ ما وقع فيها من هنات هو مني أتحمَّلُه وحدي ،فاسعي جاهدة لتصويبه  بإذن الله  وهو حسبنا ونعم الوكيل .ربَّنا إنَّنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ،ربَّنا انَّك فارحمنا وتب علينا واستجب دعاءنا ،انك إلهنا سميعُ الدعاء، والحمدُ لله، أهلِ الحمدِ كلِّهِ ربِّ العالمين.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

              

برقية

غزة ...نهار للورد ...

فيلم صامت يختتم ندوات صالون نون الثقافي

حول السينما الفلسطينية

بحضور لافت من كتاب و إعلاميين و صحفيين و مثقفين و مهتمين ،اختتم صالون نون الثقافي اليوم للدكتورة مي نايف و الأستاذة فتحية صرصور في قاعة المركز القومي للأبحاث و الدراسات سلسة ندوات حول السينما الفلسطينية بين الحاضر والمستقبل بعرض عدد من الأفلام لمؤسسة شاشات و بعد ذلك قدم العرض الأول لفيلم (غزة ...نهار للورد) للمخرج زاهر الكاشف من إنتاج ملتقى الفيلم الفلسطيني .

المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني أشار إلى أن فيلم (غزة ...نهار للورد ) هو ضمن سلسلة الافلام التي يعمل الملتقى الان على إنتاجها بمجهودات شخصية من قبل أعضاء الملتقى وبتمويل ذاتي.

الكاتب والإعلامي الفلسطيني الأستاذ توفيق أبو شومر قال إن فيلم (غزة ...نهار للورد ) أعاد للذاكرة مشاهد غزة الجميلة حيث قدم رؤيا جديدة للأمل والحلم بنهوض غزة من تحت الدمار حيث استطاع المخرج ان يقدم الواقع في قالب جميل وجديد.

 عميد كلية الإعلام في جامعة فلسطين د.حسين أبوشنب أشار إلى أن هذا الفيلم هو من ضمن الأفلام التي تم إنتاجها مؤخرا ويعتبر بصمة جديدة من خلال التكنيك الحديث في استخدام الصوروالموسيقى و أنه إثبات حقيقي أن قدرات ومبدعي غزة المحاصرة قادرون على إيصال الفكرة الحقيقية للواقع الفلسطيني دون ابتزاز مشاعر المشاهدين .

الكاتب والناقد الفلسطيني الأستاذ محمود روقة قال خلال اللقاء إن المهتمين بمجال السينما عليهم التحاور بصوت عال حول مستقبل السينما الفلسطينية في ظل ما يقوم به الآخر الإسرائيلي باستخدام السينما للدعاية الإسرائيلية ولأن السينما الفلسطينية مطالبة أن تكون جزءا من أدوات النضال الفلسطيني لمواجهة الآخر و شكر المخرج زاهر الكاشف على الفلم الممتاز مشيرا إلى أنه كان يفضل استخدام الوسيقى العربية بدلا من الموسيقى الكلاسيكية.

مضيفتا اللقاء الأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف من صالون نون الثقافي من جهتمها أكدتا على جمالية الطرح وسهولة إيصال الأفكار للمشاهد.

المخرج زاهر الكاشف أكد في معرض رده على تساؤلات الحضور أن فيلم (غزة..نهار للورد) هو رصد للواقع الفلسطيني وأنه أشارة للأمل الموجود داخل ورود غزة في البقاء رغم الألم والمعاناة ,وأن ورود غزة تستخدم على أضرحة الشهداء وتصلح أيضا في حالة الانتصار الفلسطيني على الواقع المرير.

              

لقنته درساً لن ينساه من داخل القاعة وخارجها

هتافات " الله أكبر" ومحمد ... محمد" تزامنت مع طرحه أرضاً وهجوم طائر بالرأس

أبسالا السويدية تطرد الرسام المسيء

وترده على أعقابه هارباً

لقن العشرات من مسلمي مدينة أبسالا السويدية رسام الكاريكاتير السويدي المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم درساً قاسياً لن ينساه بسهولة, ففي الساعة 16.00 من يوم الثلاثاء وقبل بدء المحاضرة التي كان من المقرر أن يلقيها الرسام السويدي المسيء لارش فيلكس في جامعة أبسالا في الساعة 16.15 تجمع العشرات خارج مبني قاعة " ايرهاسالان" في جامعة أبسالا مرردين شعارات تطالب الرسام المسيء بمغادرة أبسالا فوراً, وقد ردد المحتجون صيحات التكبير وهتافات بإسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودعوات للسويد لمنع الكراهية والتمييز والإهانة ضد المقدسات الإسلامية. كما ردد العشرات في داخل القاعة الهتافات ذاتها مطالبين لارش فيلكس بالمغاردة الأمر الذي إضطر الرسام لتأخير محاضرته لمدة 45 دقيقة بعد أن خضع المشاركون لعملية تفتيش أمنية دقيقة.كما إنتشر العشرات من عناصر الشرطة السويدية والإستخبارات السويدية الخاصة في داخل القاعة ومحيطها. وكان الرسام السويدي المسيء حاول الإلتزام بموعد محاضرته وتصوير بعض المسلمين الموجودين في القاعة بجواله الأمر الذي أثار صيحات الإستهجان والغضب وإضطرت الأمن لطلب الإنتظار من الرسام ريثما يتم ضبط الأمور.

وفي تمام الساعة 17.00 أغلقت القاعة وطلب الأمن السويدي من الجميع الصمت والإستماع ودخل الرسام المسيء لارش فيلكس ثانية ليبدأ عرض فيلمه الذي يعرض فيه صوراً جنسية فاضخة عارية وشاذة لمسلمين إشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن إبتدأ الفيلم بصوت الأذان من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد خمس دقائق من بدء العرض تعالت الأصوات مطالبة لارش بإيقاف عرض الفيلم حين قفز شاب يافع من مقعده في الصف الأول وألقى بنفسه على الرسام المسيء ملقياً به على الأرض و مسدداً ضربة بالرأس إلى وجهه وضربات إلى صدره وجسده ليتدافع الأمن لتغطية هروب الرسام المسيء زحفاً من مخرج خلفي منخفض فيما عمت القاعة فوضى وتعالت صيحات التكبير والهتاف بإسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما تعرض بعض الحاضرين لضربات من الأمن السويدي وإستخدام " رذاذ خاص" للعيون. كما تعرضت فتاة مسلمة للضرب من أحد العنصريين المودجودين في القاعة دون تدخل من الأمن السويدي في القاعة. وقد أعلن مشرف الأمن في القاعة إنهاء المحاضرة وإلغاءها لأسباب أمنية.

في خارج القاعة وعبر الجوالات المفتوحة المتصلة مع الداخل ساد الغليان مع أصوات الفوضى والتكبير في الداخل وبدأ المحتشدون في الخارج في التكبير والهتاف مع أنباء هروب الرسام ليندفع عناصر الأمن السويدي غاضبين وبعنف نحو الخارج متسلحين بالهروات وكلب بوليسي تحرش بالبعض. ومع خروج شاب مسلم أنهكه البوليس السويدي ضرباً تعالت الهتافات ليعتقل الأمن فتاة مسلمة وينزع حجابها وسط غضب عارم من خارج القاعة دفعت بالأمن السويدي الى ابعاد المحتجين بالقوة. دقائق معدودة وتدافع الحاضرون من داخل القاعة ليلتقوا بمن خارجها وليشهد المكان عرساً حقيقاً بطرد الرسام وإلقاء محاضرته المسيئة. وقد نقلت جميع الصحف ومحطات التلفزة السويدية الخبر مصوراً فيما تصدر الخبر عناوين الصفحة الأولى من الصحافة والمواقع الإلكترونية السويدية . وفي إتصال هاتفي من مشفى أبسالا الأكاديمي عبر الرسام السويدي المسيء عن صدمته وحزنه قائلاً إنه لم يصب وأنه شخصاُ طرحه أرضاً بضربة من الرأس هشمت نظارته . وقال الرسام المسيء : تم منعي من أن أحاضر في بعض الأماكن والأن يحدث هجوم ضدي في أبسالا. وفي حديث أولي للصحافة أكد الرسام السويدي أن مهاجميه من المسلمين" كانوا يهتفون بإسم محمد ويرددون بصوت عالِ " الله أكبر". وفي أولى ردود الأفعال طالب حزب السويد الديمقراطية العنصري الحكومة السويدية بالتحرك ضد المسلمين معتبراً أن المسلمين نجحوا في وقف "حرية التعبير " في مدينة أبسالا ونقل عن بعض المحتجين" كانوا يهتفون " لقد نجحنا ..لقد أوقفناه". من جهة أخرى عبر المسلمون عن صدمتهم للطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن السويدية معهم في داخل القاعة وخارجها, وحملّ إمام وخطيب جامع أبسالا الكبير الشيخ أحمد الصائغ الرسام السويدي وإدارة قسم الفلسفة في جامعة أبسالا مسؤولية ماحدث وطالب بإطلاق سراح المعتقلين وإعتقال الرسام المسيء لتسببه في حدوث الفوضى ونشر الكراهية , كما طالب البرلمان السويدي والحكومة السويدية بالتدخل لحماية المعتقدات والمقدسات الإسلامية من الإهانة والإساءة والإضطهادمشددا ان الإسلام هو الدين الذي يعلم الحرية .وقد أفلح تدخل خطيب جامع أبسالا ومن معه في أطلاق سراح المعتقلين فوراً. يذكر أن الدكتور ريكارد ايكهولم المحاضر بقسم الفلسفة في جامعة أبسالا السويدية هو من قام بدعوة الرسام السويدي المسيء لارش فلكس الى زيارة جامعة ابسالا وإلقاء المحاضرة فيها . وتؤكد مصادرنا المطلعة لدينا أن حملة إرسال الإحتجاجات إلى البريد الإلكتروني للدكتور إيكهولم داعي الرسام السويدي إلى مدينة أبسالا أحدثت ضجة غير مسبوقة بسبب حجمها وكثافة المشاركة فيها . وفي تعقيبه على هذه الحملة قال الدكتور محمد شادي كسكين رئيس الجمعية الدولية للعلوم والثقافة في السويد ومؤسس إتحاد المدونين العرب ورئيسه السابق: إن أحداً لم يتنبه للزيارة قبل ظهور نبأ زيارة الرسام السويدي المسيء على صفحات جريدة " أبسالا" يوم الجمعة الماضي. وأن جهود الضغط الإعلامي على الداعين للرسام المسيء إستغرقت 72 ساعة فقط قبل موعد الزيارة المشؤومة. وأن مصادره تؤكد أن ضيق الوقت وتأخر الإعلان المتعمد أو غير المتعمد عن الزيارة خفض عدد المشاركين في الإحتجاج لكنه لم يحل دون إنجاز نجاح كبير في حملة الضغط الإعلامية على البريد الإلكتروني لداعي الرسام المسيء . وقد توجه الدكتور كسكين في ختام تصريحه بالشكر الجزيل لكل من شارك حاضراً وغائباً في هذه الحملة وشدد على شكره لإتحاد المدونين العرب الذي ساند الحملة ولجميع الصحف والمواقع العربية الني تفاعلت مع الدعوة منهياً تصريحه بالقول" لا أعتقد أننا سنراه مجدداً في مدينة أبسالا السويدية!.

              

الثقافة المصرية تكرم

الشاعر والناقد الكبير رفعت المرصفى

إبراهيم خليل إبراهيم

فى الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق للرابع والعشرين من شهر مايو 2010 وتحت رعاية كل من : المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية وأ. د . احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والأستاذ أحمد زحام رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى والأديب محمد عبد الحافظ ناصف مدير عام ثقافة القليوبية والشاعر والناقد الكبير عبد المنعم عواد يوسف (رئيس المؤتمر) والأديب الصحفى سامى سرحان (أمين المؤتمر) تبدأ فعاليات مؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة القليوبية المنبثق من إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى والمخصص هذا العام لتكريم الشاعر والناقد الكبير رفعت عبد الوهاب المرصفى تقديرا لعطاءاته ودروه الفاعل فى الحياة الأدبية والثقافية على المستويين المصرى والعربى .

هذا وسوف يصدر عن المؤتمر كتابا بعنوان ( رفعت المرصفى .. تجربة شعرية متجددة ) يضم مجموعة من الأبحاث والدراسات والشهادات لنخبة من الباحثين والنقاد وهم :

الشاعر والناقد د. حسن فتح الباب

الشاعر والناقد : عبد المنعم عواد يوسف

الشاعر : محمد الشرنوبى شاهين

د. محمد سيد إسماعيل

د. أمجد ريان

د. محمود خليفة غانم

د . يحيى خاطر

د. احمد علواني

الشاعر ياسين الفيل

الأديب والصحفي : سامي سرحان

الشاعر : محمد الصادق جودة

الشاعر : محمود بطوش

الأديب والصحفي : إبراهيم خليل إبراهيم

الشاعر والصحفي : يعقوب شيحا

الأديب : محمود أبو عيشة

الشاعر : طارق عمران

الشاعر : عبد الناصر الجوهري

الشاعر والناقد : وليد دُويكات

الشاعر : عبد المجيد عسكر

ويقع هذا الكتاب فى 200 صفحة من القطع الكبير.

الجدير بالذكر أنه سوف تقدم ضمن فعاليات المؤتمر صورة شعرية غنائية بعنوان ( يازمان الطيبين ) عن ديوان " الله عليك يازمان الطيبين" للشاعر المُحتفى به رفعت المرصفى وهذه الصورة الغنائية من ألحان وغناء الشاعر والموسيقار أحمد عبده قورة .

وسوف تعقد عدة جلسات بحثية للسادة الباحثين والنقاد لتقديم أبحاثهم بإيجاز وكذلك سوف يُختتم المؤتمر بجلسة أخيرة للشهادات الشعرية والنثرية للسادة الأدباء والمشاركين .

وهذه هو النص :

شعر :

 رفعت عبد الوهاب المرصفى

__________

ألحان وأداء :

أحمد عبده قورة

__________

يا زمان الطيبين ( 1)

صورة شعرية غنائية

غناء 1 : مفتتح غنائى :

___________

الله عليك يا زمان الطيبين ياللى انتهيت

ولا باقى منّك إلا ريحة الذكريا ت

ولا باقى منّك إلا حرف بنرسمه / يمكن يعيش - يمكن يموت

يمكن ف يوم ينطلق برّه التابو ت / ويقول حاجا ت

الله -- الله -- الله / الله -- الله -- الله

أداء شعرى 1 :

_______

:تعالوا نبدأ بالغلاف / مرسوم عليه صورة ولد

نايم ف حضنك من زمان / وجدوره لابده فى الغيطان / لكن فروعه ع البنادر ضللّت

والعقد لمّا بينفرط / حباّته لازم تتلضم / لو حتى تاهت للأبد / وهو حبّه منّك يابلد

من كام سنة واحنا لسّه صُغيرين /شايلين مصاحف ربنا / ودواية حبر سودا صغيّره

وعقلة غاب / بنمل بيها للكتابة على لوح صفيح أو لو ح خشب / مربوطة فيه الممسحة

ولو مفيش / نمسح بديل الجلاّبية المضحكة/ كتاب صحيح / لكنه فاق المدرسة

وف يوم ميلاد سيدنا النبى .... إنسحاب

عناء 2 : الزفة :

_________

صلى الله على محمد - صلى الله عليه وسلم

صلى الله على محمد - صلى الله عليه وسلم

صلى الله على محمد - صلى الله عليه وسلم .... إ نسحاب الزفة

أداء شعرى 2 :

________

وف يوم ميلاد سيدنا النى

نخرج صفوف من كل كتاب ف البلد

ونلف من شارع لشارع / والفرح فارع

والفرح فارد ضلته فوق الشوارع

الكل فرحان بالغنا لا جل النى

لسه الغُنا ساكن ودانى

زى م يكون من يومين

حليمة ياحليمة / يامرضعة نبينا ... انسحاب

غناء 3 :

_________

حليمة ياحليمة / يامرضعة نبينا

قومى رضعى محمد / /رضّعته أمينة ... انسحاب

أداء شعرى 3:

_________

واذكر كمان طبق الدقيق / سيدنا يا خده من إ يدينا / ويبدّله بقرآن كريم /

مكتوب على وش الطبق / ناخد الطبق / ونرّوح الدار فرحانين/

وندوّب المكتوب / بميه م الزلع / والكل يشرب بالشفا / لو فيه عطش أو فيه مغص أو فيه جروح /لازم تروح معرفش ليه !؟ كتاب صحيح

لكنه فاق المدرسة / قدّم كتير / أجيال عظيمة اتعلمت / واتأدبت /

واتأزهرت بين العلوم والهندسة/والعمة تاج فوق رؤوس الطيبين صبح ومسا

فاتت سنين / وكبرنا حبة / وبقينا إيه متعلمين / متنورين

نفهم كتير فى الدندنة/ نحفظ أغانى العندليب وأغانى سومة المدهشة

ولد الهدى وحب إيه / فات الميعاد / هو صحيح

كنا طيور متنتورة فوق الشجر / وسط الغيطان والوشوشة

زى الطيور نجمع ف شهد الطيبين / يحضنا جسر المدوشة

ورغم طول الدردشة والفرفشة / ولا وقت فاتنا ف الصلا

كانت ودانّا بالأدان متعلقة/ كنا طيور / ديما بيحلى لها اللُقا

كنا طيور ديما بيحلى لها اللقا --- انسحاب

غناء 4 :

_______

كُنا طيور / ديما بيحلى لها اللقا / متوشحين بالحلم الاخضر /

ين الغنا والزقزقة / وعشان حدود العمر أكبر ماللى فات /

وعشان ليالى الحلم ضفرها السكات /وعشان آهات من غير آهات

القطر صفّر بالساعات / كنا طيور .... انسحاب

أداء شعرى 4:

_______

وعشان أهات من غير أهات / القطر صفّر بالساعات

وتروح دموع / وتعود دموع / ويمر ليل الغُربة فوق جسر الضلوع

فوق العيون المشتاقين لحظة رجوع /فوق العروق المليانين صبر وجلد

وف نشوة العشق الأ شد / أحلف بأحرف م القيامة والبلد

أحلف بجميزة وصفصافة ووتد / أحلف بنورج موجود حدانا للنهاردة

شاهد على عطر الزمان / ياما كُنا بنركبه / ويلف بينا ع السنابل والعيدان

أحلف بساقية / لسه باقيه / عمرها من عمر ابويا / لو تدور ----

تحكى التاريخ من أوّله / وتسنبله / بين المراوى والغيطان

أحلف بإيه واللا أيه / أحلف بباب المندره / وخيوط عبايا معطّرة

متعلقة فوق الحيطان / أحلف بحبات الثرى /اللى فيها ريحة من طعم الزمان

/أحلف بسيدى واللآ ستى - والحاج أنور - أطيب مافى كل الجيران

أحلف بأنغام الأدان / اللى كان وكأنه جوّه دارنا فى الوسية /

أصل دارنا كان فاصلها عن جامعنا خطوتين أو تلاتة بالتمام

/ وهوّ جامع سيدّى عبد العزيز / لسّاه عزيز

لسّاه قُريّب من قلوب الموجودين / لسّانى شايف صورة أبويا ويّا سيدى

بين جموع الساجدين / لسانى باحرص ع الصلا ف نفس المكان

لمّا بتحضنى البلد من حين لحين / لسّانى بادعى لاجل إبنى

يورث مكانى بين صفوف الراكعين / أحلف بإيه واللا إيه

أحلف بطبليه عفيه بتلمنا ساعة العشا / ولا حد يقدر يبتدى / ويمد إيده

ويلمس رغيف / لو حتى ضيف / إلا اما سيدى يبتدى بالبسملة /

ونقول وراه / ونقوم معاه / ونصب له يغسل إيديه /

أحلف بدكانة بقاله / كان صاحبها يبقى خالى /

إ سمه نادى وهوّ نادى / والحنان لايق عليه ... انسحاب

غناء 5 :

_______

خالى نادى / إسمه نادى وهوّنادى / والحنان لايق عليه

لو ه ه اعدى ألف مرة من عليه / لازم اطلع سلّمايه

لاجل م يشوفنى بعنيه

وينادينى / ويراضينى / يأى حاجة من إ يديه /

خالى نادى / إسمه نادى وهوّ نادى / والحنان لايق عليه / ... انسحاب ..

أداء شعرى 5 :

________

كان هناك درب غايش / إللى لسه زى ماهو / لسه عايش /

أصلى متربى هناك / ومعايا كان الحاج عادل / ومحمد الباشا

ورضا النادى / بس الأ خير مبروك مصيلحى

ألف رحمة ونور عليه /كات حارتنا هى دارنا

كات قدرنا / فيها نلعب كل حاجة / حتى بردوا لو سهرنا

غناء 6 :

_________

كات حارتنا / هى دارنا / كات قدرنا / فيها نلعب كل حاجة /

حتى بردوا لو سهرنا

فيها نلعب كورة جايز / فيها نلعب بلى جايز /

فيها نلعب بالظلط أو بالأزايز /

واليوم طويل زى السنة / لو كنت عايز ..انسحاب

أداء شعرى 6 :

________

كات حارتنا هى دارنا / كات قدرنا/ فيها نلعب

كل حاجة / حتى بردوا لو سهرنا

فيها نلعب كورة - جايز / فيها نلعب بلى - جايز /

فيها نلعب بالظلط أو بالأ زايز /

واليوم طويل زى عمك بربرى -- زى السنة لو كنت عايز

لا راديو فيه / ولاسيما فيه / ولافيديو فيه / ولا دش يه ولا نت فيه

ولا حاجة خالص / خلّى بالكم / إحنا لسه ف درب غايش

اللى لسه زى ماهو / لسه عايش /كان هناك خالى يوسف

أو نقول عمى يوسف / القرابة بيناّ كانت تتسع للكلمتين

خالى يو سف / كان يصلّى الفجر حاضر كل يوم / ... انسحاب

غناء 7 :

________

خالى يوسف / كان يصلى الفجر حاضر كل يوم /

الدنيا عوصة الدنيا ضلمة الدنيا برد / لو بتنطر حتى تلج /

كان يصلى الفجر حاضر كل يوم / كنت ديما بابقى نايم / بس ودنى اتعودت

تسمع أدان الفجر من صوت خطوته فوق السلالم/كنت ديما بابقى نايم

بس ودنى اتعودت تسمع أدان الفجر/ من سُقاطة الباب الكبير/لما تنعس من جديد كنت ديما بابقى نايم / بس سامع كحته اللى بتهز السباط/ هو مات ؟

ما اعتقدتش لحظة والله العظيم إنه مات/ خالى يوسف - خالى يوسف ... انسحاب

أداء شعرى 7 :

______

ما اعتقدتش لحظة والله العظيم إنه مات / لسه سامع خطوته بين السكات /

لسه سامع كحته اللى بتهز السباط /لسه شايفه ف قعدته / بعد الصلا / منقده لسّاه موّلع والشاى عليه / والمشنة جنبه / كانت فيها إيه ؟ عيش مقمّر / عيش محمّص / والغموس

جبنه بيضا وفول مدمس/ والحلو كان حبة لبن ملو العيار / هو دا كان الفطار

كانت قلوب الناس عمار/ ه نعد مين واللا مين / يازمان الطيبين / كات هناك ستك هدية

ستك هدية / كانت بتشفى أحسنها من أجعص حكيم / لمّا ترقينا / الصغير والكبير

كانت بتاخد الشمس من كل العيال العينين / لما كات الشمس تضرب ف الدماغ

والسخونة العالية تسرى ف البدن / كانت امى تقوللى روح عند ستك بالعجل

ستك هدية / لاجل تاخد الشمس منك قبل ماتصبح أذية / كات بتعمل إيه

لاجل تاخد الشمس منى لاجل اخف ؟ كات بتربط عالدماغ وتعصبه / بمنديلها القماش

وتحط مفتاحها الحديد بين الرباط / وتلف فيه بالقوى / وترش ميه ع المحيا /

وتمشى إيدها ع الجبين /وتقول كلام الطيبين / وتقول أمين / قوم ياللا روّح بالشفا /

والغريب ف الوقت دا إنى ب اخف / معرفشى ليه ؟!

واما كان رمضان يهل كنا نسهر للسحور – كنا نسهر للسحور ... انسحاب

غناء 8 :

________

واما كان رمضان يهل / كنا نسهر للسحور

عمرنا ما نقوم نروّح / قبل م الطبلة تدور

كنا نشرب شاى وحلبة / كنا نشرب حبة حبة /لا جل م تعدى الليالى

فى الحكاوى والمحبة /واما نسحّر ونحمد ربنا وننوى الصيام /

سجد الحجاجى كان بيلمنا --- انسحاب

أداء شعرى 8:

________

مسجد الحجاجى / كات الصلا ديما هناك / كنا بنشد الخطا ديما إليه/ واللى عنده " كلوب " جايبه ومنوره مابين إيديه / واللى عنده فانوس / وطارح نور عليه / واللى شايل كوز وحاطط شمعه فيه

واللى بينادى الصلاة يامؤمنين الصلاة / عمك صليح والصلاح باين عليه

وف آخر الشهر المعظم / لازم الطبلة توحّش /" ما أوحشك ياشهر الصيام "

وعيال كتير ماشيين وراها / ودموع تسيل وتقول معاها /" ماأوحشك ياشهر الصيام "

وبعد آخر يوم صيام / كان يهل العيد علينا زى أفراح الحمام / كان يهل العيد علينا /

زى جايزة أو وسام / كان يساوى العيد حدانا جلابية وقرش صاغ / والحلاقة - قبلها بيوم أو يومين حتى لو كنت حالق / والحُما فى العيد أكيد / لاجل مانلبس جديد / كان يساوى العيد حدانا جلابية وقرش صاغ / نركب المراجيح بميلم / نركب الصناديق بميلم

/ حتى دور الوزة من عمك مراكبى كان بميلم / والبلوظة كات بميلم / واما نلعب خمسة كارت

كان بيبقى الدور بميلم / كل حاجة فى الزمان ده / كان بطلها هوّ ميلم / طظ فى أجعص دولار

النهاردة كل حاجة يفلسفوها / يربطوها يربطونا بالدولار / واللى يكفر واللا يستهزئ بمولانا الدولار

المحاكم تتنصب له / والجيوش تتجه له / والقيامة تقوم عليه

واسألوا نهر الفرات / واللا مهزلة السكات .... انسحاب

غناء 9 :

واسألوا نهر الفرات / واللا مهزلة السكات

واسألوا كل الحروب /واللا لبنان الجنوب/

واللا كابول والجولان / واللا دارفور السودان

واللا حدوتة إيران / واللا كل المستهان

الله هوّ المستعان / هما دول الأمريكان / هما دول المر كان

هما دول الأمر كان ... انسحاب

أداء شعرى 9:

_______

هما دول الأمريكان / هما دول المر كان / هما دول الأمر كان / ....المهم - مرجوعنا تانى للزمان والطيبين/ لاجل ما نخرج من العوصة والأمور الطين فى طين /كان يساوى العيد حدانا جلابية وقرش صاغ / نركب المراجيح بميلم / نركب الصناديق بميلم / حتى دور الوزة من عمك مراكبى كان بميلم / والبلوظة كات بميلم / واما نلعب خمسة كارت / كان بيبقى الدور بميلم /

كل حاجة فى الزمان ده كان بطلها هو ميلم .....

تعالوا نخرج م الحوارى والزقاق / ياللا بينا ع المجمع/ اللى فيه المدرسة والمفرخة واللسبتاليا

كل حاجة فى المجمع من مكاسب شهر يوليه / من مكاسب ثورة بيضا وذكرى غالية /

كل حاجة فى المجمع / كات بترمز للزعيم اللى اسمه ناصر / اللى خط خطوط عريضة فى تاريخ مصر المعاصر / كنا بنقوله ف طابور المدرسة/ ناصر كلنا بنحبك ناصر وهنفضل جنبك / ناصر ونعيش ونقولك / ناصر ياحبيب الكل ياناصر /كل حاجة فى المجمع من مكاسب ثورة عايشة فى عروق المطحونين / ثورة بتجدد شبابها فى عيون المولودين / ثورة عايشة / مهما حاولوا يفرغوها من مضامين الخلود / ثورة غطت ف البنا كل الحدود / .... هو دا كان المجمع / اللى فيه المدرسة والمفرخة واللسبتاليا / كان كابوس البلهارسيا / بيطاردنا فى كل ثانية / كلنا فى الوقت ده /كان حدانا البلهارسيا /واللى ياما دمرتنا فى الطفولة / واللى لسة للنهاردة /فيه كتير بيعانوا منها ومن أثارها /واما نسترجع وجوه الموجودين / عمى حجاجى فى البداية بيقابلنا /عمى حجاجى كان هناك فى اللسبتاليا .... انسحاب

غناء 10 :

عمى حجاجى -- كان هناك فى اللسبتاليا -

فى البداية بيقابلنا / كان يعالج كان يطاهر

كان بيفهم فى العلاج / البواطن والظواهر

كان بيخدم كل واحد / اللى غايب / واللى حاضر

/ عمى حجاجى - دفتر المواليد حداه –

دفتر الوفيات حداه / دفتر التواريخ حداه/

عمى حجاجى كان لوحده/ سجل مدنى بكل معنى للحياة /

عمى حجاجى - عمى حجاجى ..... انسحاب

أداء شعرى 10 :

_______

عمى حجاجى / لسه قلبه ويا بيته / مفتوحين للجميع / واما اعدى يوم عليه / لا جل ما اطمن عليه / وانكشه بطرف اللسان / لا جل ما يبدأ كلام / وافضل اشرب من حديته حرف حرف وكلمة كلمة /فى المواضيع القديمة والجديدة والمهمة / كنت باسمع منه ديما /لاجل اخزن فى القصايد والكتب / عمى حجاجى لسه قلبه من دهب

لسه باقى من زمان الطيبين اللى انسلب .........والله عليك يازمان الطيبين / ياللى انتهيت / وما عادشى منك إلا ريحة لالذكريات / وما عادشى منك إلا حرف بنرسمه زى السكات /يمكن يعيش / يمكن يموت / يمكن فى يوم ينطلق بره التابوت

ويقول حاجات / .... انسحاب أخير

غناء 11: مختتم غنائى أخير :

الله عليك يازما الطيبين / ياللى انتهيت /ولاباقى منك ألا ريحة الذكريات

ولا باقى منك إلا حرف بنرسمه .... يمكن يعيش / يمكن يموت /

يمكن فى يوم ينطلق ويقول حاجات / الله -- الله -- الله .... الله --الله -

- الله .... الله -- الله -- الله ..... انسحاب أخير.

              

الرّوائيّ ربعي المدهون عريسُ حيفا

في شهرِ الثّقافة والكتاب العربيّ

آمال عوّاد رضوان

في شهرِ الثّقافةِ والكتاب العربيّ أقيمتْ أمسيةٌ أدبيّةٌ راقية في قاعة مسرح الكرمة/ حيفا، ووجهًا لوجهٍ مع الرّوائيّ الفلسطينيّ (ربعي المدهون)، وكتابهِ (السّيّدةُ مِن تلّ أبيب - تلّ الرّبيع)، وذلك يوم الأحد الموافق 16-5-2010،وهي الفائزة على اللاّئحةِ الطّويلة لجائزةِ بوكر للرّواية العربيّة لعام 2010، بالتّعاون بين المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر في بيروت، ومكتبة كلّ شيء العربيّة في حيفا. وكانتِ الرّوايةُ قد استُقبِلتْ بحفاوةٍ بعدَ صدورها أيّار الماضي، وأثارتْ جدلاً كبيرًا بينَ النّقّاد العرب، لطبيعةِ موضوعِها وأسلوبِ تناولِهِ، واختلافِ مقاربتها للصّراع العربيَ الإسرائيليّ!

بطَلّةٍ شبابيّةٍ بهيّةٍ تهادى يتأبّطُ عودَهُ، لتتماوج بشجى عذبٍ أناملُهُ الرّقيقة تداعبُ أوتارَ عودِهِ، فتغارُ أوتارُ حنجرتهِ وتفوحُ عطرًا يعبق بأغنية سيّد درويش "أهو دا اللّي صار واللّي كان"، وأغنية تراثيّة "يُمّا مويلي الهوا"، مستقبِلاً حضورَ الأمسية.

على إيقاع هادئٍ هدَلَ صوتُ الشاعر رشدي الماضي عريف الأمسية، يشكرُ الفنّانَ إلياس عطالله في فقرته الغنائية، ليتابع:

صَبا حيفا مفعَمًا بلهفةِ ولَهِ المشتاقِ، ظلَّ ينتظرُك، كيفَ لا وحيفا هي العروسُ العروسُ، وقد نشرَتِ الصّباحَ على زيق شاطئِها قنديلاً وضّاحَ المُحيّا، وهمستْ لكرمِلِها أن يتشاهقَ فنارًا يسهرُ في حلكةِ اللّيلِ البهيم، ويظلُّ الهدهدُ الدّليلُ لعريسِها الغائبِ، عريسِها الّذي أبرقَ مِن بياضِ ضبابِ غربةِ الغياب، أنّهُ في سفينةِ عوليس عائدٌ إلى نافذةٍ لم يبْقَ مِن "صوف" اتظارِها إلاّ البقيّة.

حيفا يا قصيدةَ العائدِ في زمن الشّتات، مُدّي لقادمٍ أتاكِ اليومَ عاشقًا، مُدّي عاجَ كاسرِكِ، واتركي ثوبَ الفرح ينضو عن جسدِ الخليج، وشُقّي لهُ طرحةً تخبّئُ وجهًا نديّا، عريسُكِ اللّيلةَ يا حيفا ذراعانِ حولَ خاصرةِ بنفسجِكِ، وسيظلُّ وِصالاً لا يُدانيهِ النّضوبُ، ولا يعرفُ مِنَ الكِبرِ الكِبرَ العتيّا. هيّا أنا وإيّاك يا حيفا نقول لعائدِنا: أهلاً وسهلاً بعريس حيفانا القادمِ مِنَ البرْدِ والضّباب، أهلاً بالرّوائيّ الفلسطينيّ البارز، وابن هذا الوطن الّذي لمّا يزلْ هاربًا، أهلاً بربعي المدهون وزوجتِهِ، فحيفا يا ضيفَنا الكبير تزغردُ فرحًا بقدومِكَ.

 شكرًا قلبيًّا لصاحبِ أكبر وأضخم دار للكتاب العربيّ، لأب الكتاب صالح عبّاسي، الّذي قامَ باستضافةِ عزيزنا ربعي وعقيلتِهِ، كي يتيحَ لأسرةِ حيفا بقضِّها وقضيضِها فرصةَ الالتقاءِ بهما وجهًا لوجه. شكرًا لبيتِ الكرمةِ ممثّلاً برئيسِ إدارتِهِ الأستاذ حمودي عيسى، الّذي فتحَ بابَ مسرح بيت الكرمة لعقد هذا اللّقاءِ المميّز، شكرًا لكلّ زميلٍ وزميلة من الحضور الكريم الّذي لبّى دعوتَنا، والمشاركةَ في هذا الحدَثِ الثّقافيِّ الهامّ.

جاءَ على غلافِ الرّواية بقلم موسى حوامدة: هذهِ الرّوايةُ خيطٌ مِنَ حكاياتٍ شيّقةٍ وجميلةٍ، سردٌ ممتعٌ ولغةٌ ساحرةٌ وشفّافةٌ قريبةٌ مِن القلب، مُغوِيةٌ ومُغريةٌ في آنٍ واحد، وقد تكونُ هذهِ الرّوايةُ هي الأولى الّتي تتخلّى عن النّظرةِ التّقليلديّةِ، للوطن ولمسقطِ الرّأس وللأهل وحتّى للعدوّ.. روايةٌ عصريّةٌ تخطّتِ النّظرةَ التّقليديّةَ للرّوايةِ الفلسطينيّة.

مداخلة النّاقد أنطوان شلحت:/

"السّيدةُ مِن تل أبيب" روايةٌ جديدةٌ، تؤسّسُ حالةً مِنَ الانسجامِ في تدوين رؤيةٍ عميقةٍ للواقع!

(*) "السّيّدةُ من تل أبيب" هي أوّلُ روايةٍ للكاتب الفلسطينيّ ربعي المدهون، الّذي سبقَ لنا أن طالعناهُ كاتبًا للقصّةِ القصيرة، وباحثًا في الشّؤون السّياسيّة. ويبدو لي أنّ ظاهرةَ كتابةِ الرّوايةِ في سنٍّ متقدِّمةٍ قليلاً، ليستْ ظاهرةً طارئةً في الثّقافةِ الفلسطينيّة، فالكاتبُ إميل حبيبي مثلاً، الّذي قدّم للأدب الفلسطينيِّ إحدى أهمِّ الرّوايات، كتب "المتشائل"، وهي أولى رواياتِهِ، في أوائل السّبعينيات مِن القرن العشرين، وكان قد تجاوز الخمسين عامًا.

لعلّ أوّلَ سؤال يتبادرُ إلى الذّهن، في إثر قراءةِ روايةِ المدهون، يتعلّقُ بموضوع التّقاطع أو الاشتباكِ بينَ أحداثِ الرّوايةِ وشخوصِها، وبينَ وقائع السّيرةِ الذّاتيّةِ للكاتب وشخوصِهِ الحقيقيّةِ أو الواقعيّة. واختزالاً للمواصفاتِ أبادرُ فأقول: إنّ هذهِ الرّوايةَ ليستْ متنائيةً عن صنفِ أو جنس السّيرةِ الذّاتيّة المموّهة، (وثمّةَ مَن يعتقدُ أنّ الرّوايةَ أصلاً هي عبارةٌ عن سيرةٍ ذاتيّةٍ مموّهة)، ولعلّها في الوقتِ نفسِهِ سيرةٌ ذاتيّةٌ مفنّنة. ويبدو أنّ هذا الجنسَ ألحَّ على الكاتب في ضوءِ العلاقةِ شديدةِ الخصوصيّة، بينَ الكاتب الفلسطينيِّ وبينَ الزّمانِ والمكانِ على حدٍّ سواء. وإنّ فحوى هذهِ العلاقةِ ينطلق مِنَ السّيروراتِ التّالية:

· المكان- في أيّ بقعةٍ مِن العالم، في معظمِهِ، يعيش الإنسانُ في المكان، أمّا الإنسان الفلسطينيُّ فإنّ المكانَ يعيشُ فيه؛

· الزّمان- علاقةُ الفلسطينيِّ بالزّمان الماضي تتميّزُ برؤية ذلك الماضي مقطوعًا عن الحاضر، وبرؤيةِ الحاضر "زمانًا بالوكالة" أو حتى إشعارٍ آخر، فضلاً عن انطواءِ الماضي على سماتٍ لا يجوزُ التّغاضي عنها لدى صوْغ المستقبل.

في موازاةِ ذلك، فإنّ روايةَ المدهون تندرجُ في إطارِ ظاهرةٍ أدبيّةٍ وروائيّةٍ لم تكتملْ ملامحُها الكاملةُ بعْدُ، وأعني؛ ظاهرةَ الكتابةِ عن العودةِ إلى فلسطين مِنَ المنافي أو الشّتات، والّتي أنتجتْ حتّى الآنَ أعمالاً أدبيّةً رائعة، أذكرُ منها مثالاً لا حصرًا: "رأيت رام الله" لمريد البرغوثي، و"منازل القلب" لفاروق وادي، و"الحنين- حكاية عودة" لفيصل حوراني.

تدورُ فكرةُ "السّيّدةُ مِن تل أبيب" حوْلَ فلسطينيٍّ يعودُ بجنسيّةٍ أجنبيّةٍ إلى قطاع غزّة عن طريق إسرائيل، بعدَ غيابٍ طويل (نحو أربعة عقود)، وحوْلَ مفارقاتِ عودتِهِ. في البدايةِ اختارَ الكاتبُ فلسطينيًّا آخرَ لهذهِ العودةِ كي يكتبَ عنها، لكنّهُ في مرحلةٍ لاحقةٍ قرّرَ الكاتبُ نفسُهُ، وتجاوبًا مع اقتراح زوجتِهِ، أن يقومَ بنفسِهِ بزيارة غزّة، متطلِّعًا إلى تحقيق هدفيْن: أوّلاً، زيارةَ أمِّهِ وأهلِهِ؛ ثانيًا، تتبُّع مسار روايتِهِ الأصليّة، والوقوفُ عن كثبٍ على التّفصيلاتِ الّتي يمرُّ بها البطل الأوّل في رحلتِهِ واختبارِها. وهكذا فإنّهُ تحوّلَ إلى مؤلِّفٍ وبطلٍ وراوية، يبحثُ عن التّفصيلاتِ في الواقع والرّوايةِ، في الحقيقةِ والظّلّ.

بطبيعةِ الحال، فإنَّ رحلةَ الكاتبِ تُرافقُها أحداثٌ وشخصيّاتٌ ومصائرُ، يَسردُها بأناةٍ وعينٍ فاحصة. وثمّةَ في الكتاب أكثر مِن روايةٍ تحكي ذلكَ كلّهُ: هناكَ أوّلاً حكايةُ الرّواية، وثانيًا حكاية "السّيّدة من تل أبيب"، الّتي تقدّمُ قصّةَ اللّقاءِ مع شخصيّةٍ إسرائيليّةٍ في الطّائرةِ المُتّجهةِ إلى مطار تل أبيب، وثالثًا حكايةُ "ظلاّنِ لبيتٍ واحد"، عن قصّةِ العودةِ إلى غزّة وما انتهتْ إليه.

في الحواراتِ الّتي أدلى بها الكاتبُ إلى بضْع صحفٍ عربيّة، أكّد أنّ "السّيّدة من تل أبيب" تنتمي إلى "الرّواية الجديدة". ومِنَ المعروفِ أنّهُ في فترةٍ ما بعد الحرب العالميّة الثّانية، في الخمسينيات مِنَ القرن العشرين الفائت، ظهرَ شكلٌ تجريبيٌّ في فرنسا للرّوايةِ، عُرِفَ باسْمِ الرّواية الجديدة، وقد رفضَ أصحابُ هذا الاتّجاهِ السّماتِ التّقليديّةَ للرّواية، مثل الحبكة المنظّمة والشّخصياتِ واضحةِ المعالم، وركّزوا على وصْفٍ دقيق للأشياء والأحداث كما هي. ومثّلت هذا الاتّجاه، أكثر شيءٍ، روايةُ آلان روب جرييه "الغيرة" (1957). وقد تبنّتْ بيانات كتّاب الرّواية الجديدة مجموعةُ رؤى، تدعو إلى نبْذِ النّموذج الرّوائيِّ السّائد، والّذي كانَ يوغلُ كثيرًا في تدوين الحدَثِ، مِن خلالِ السّردِ التّقليديِّ أو الواقعيِّ المباشر، الّذي يميلُ إلى الفلسفيّة على حساب الجسدِ الفنّيِّ للنّصّ الرّوائيّ، وكذلك التّخلّي عن أفكارٍ ورؤًى أنتجَتْها ثقافةُ مجموعاتٍ أو طبقاتٍ لها سطوتُها في المجتمع، لكن مِن بينِ هؤلاءِ الكتّاب، يبدو المدهون أقرب إلى كلود سيمون، الّذي تبنّى طرحًا كان نتاجًا لرؤيةٍ ذاتيّة، فيها الكثير مِنَ الجرأةِ والتّجاوز للتّقليديّ والسّائد، مِن خلال محاولةٍ جادّةٍ لابتكارِ شكلٍ فنّيٍّ، فيه مِنَ الثّراءِ والتّدفّق ما يجعلُهُ مميّزًا في طرْح رؤياه.

مِن خلالِ قراءةٍ تحليليّةٍ لمساراتِ الحدثِ في نصّ كلود سيمون، نجدُ أنّ الخطوطَ المرتبطةَ بالثّيمةِ الرّئيسةِ تمتدُّ، لتتّصلَ بثيماتٍ ثانويّةٍ متتالية، والمُلفتُ للنّظر، أنّ التّدفّقَ اللّغويَّ والتّجسيدَ الوصفيَّ لتلكَ الثّيماتِ، يتمُّ معالجتهما بنفس القدْر مِنَ الاهتمام بالثّيمةِ الرّئيسة، هذهِ المعالجةُ تنتجُ مجموعةَ انفعالاتٍ، تكشفُ بوضوحٍ العلاقةَ الجدليّةَ ما بينَ البؤرةِ الرّئيسةِ للحدث والمحيط الزّماني والمكاني، إذ لا يمكنُ لحدثٍ أن ينموَ ويتفاعلَ بمعزلٍ عن المحيط، وكلّما كانتِ الجدليّةُ بينَ الحدَثِ وامتدادِهِ مُجسّدةً ومؤثّثةً فنّيًّا، كانتِ الرّؤيةُ المطروحة محتكمةً إلى ثراءٍ فكريٍّ ومصداقيّة، أكثرَ تأثيرًا في ذاكرةِ القراءة، الّتي تُمثّلُ الهاجسَ المباشرَ لرؤيةِ النّصّ. وبطريقةٍ أخرى، يمكنُ فهْم العلاقةِ ما بينَ الكاتب والنّصّ في لحظةِ الكتابة، مِن خلال تصَوُّرِ القصديّةِ أو الغائيّةِ في تدوين الحدَث، أي هل الكاتبُ يُفكّرُ بتدوين مشهدٍ معيّنٍ بنفس التّركيز الّذي يُدوِّنُ بهِ المشاهدَ المرتبطة؟ وهل الكاتبُ في معالجتِهِ مجموعةَ حوادث تتّصلُ فيما بينها، يقصدُ أن يعكسَ تصُوّرًا أكثرَ وضوحًا عن حالةِ التّداعي الّتي يمُرُّ بها في لحظةِ الكتابة؟

إنّ مثلَ هذه التّساؤلاتِ تجعلُنا نتأمّلُ هذا النّصَّ بحذرٍ وخوفٍ أحيانًا: الخوفُ مِن لحظةِ التّشظّي والانفلاتاتِ الجامحةِ، للّغةِ الّتي يقتحمُ بها الكاتبُ لحظاتِهِ البكْرَ، ليزرعَ الهاجسَ في مجموعةِ بيئاتٍ وأزمنةٍ تنشغلُ باستحالاتٍ وتداعياتٍ مرصودةٍ مِن قِبَلِ الكاتب، الّذي يُحاولُ مِن خلالِ خلخلةِ المشاهدِ، والحذرِ مِن لحظةِ التّماهي، أن يُؤسّسَ بعيدًا في حقولٍ لا تنتمي إلى النّصّ. مهما يكن، فإنّ المحصّلةَ هي تقديمُ رؤيةٍ جديدةٍ في التّعامل مع النّصّ الأدبيّ، الّذي يتطلّعُ إلى تدعيم حالةِ الوعي، مِن خلال تطويرِ آليّاتِ التّعاملِ مع النّصّ.

إنّ العلاقةَ بينَ المدهون والرّواية الجديدة، تكمنُ في طرْحِ مجموعةِ مفاهيم أنتجَها النّصُّ وليسَ العكس، أي أنّ رؤيتَهُ التّحديثيّةَ تجلّتْ في انشغالِهِ في إنتاج ما يفكّرُ فيه في لحظةٍ معيّنة، بشكلٍ متوازن مِن حيث المؤثّرات البيئيّةِ والدّوافع النّفسيّة، الّتي تساهمُ في تدوين الحدَث، وما ترتّبَ على ذلك، هو تأسيسُ حالةٍ مِنَ الانسجام في تدوين رؤيةٍ عميقةٍ للواقع، مِن خلال نسْجِ صورةٍ متخيّلةٍ مغايرةٍ تمامًا لِما يطرحُهُ الأدبُ التّقليديّ، الّذي استهلكَ مساحةً كبيرةً مِنَ الذّاكرة الأدبيّة.

داخلَ هذا المعمارِ الفنّيِّ، يَهمُّني أن أشيرَ إلى ما يلي مِن علاماتٍ لافتةٍ في الرّواية:

(*) تُطلُّ علينا غزّة بما تحملُهُ مِن دلالةِ المشهدِ الفلسطينيّ الرّاهن وتراجيديّتِهِ كلِّها، فالحياةُ في غزّةَ أشبه بعيشٍ طارئٍ في حياةٍ طارئة، عيش مِن أجل الموتِ الّذي مضى والموتِ الّذي سيأتي، غزّةُ الّتي كبرتْ خمسين عامًا إلى الوراء.. غيرَ أنّ الكاتبَ يُقدّمُ هذه العناوينَ ضمنَ لعبةِ سردٍ لحالاتٍ إنسانيّة، تبدو لأوّلِ وهلةٍ محدّدة، إلاّ إنّها تنطوي على معاني التّجريد كلّها. أعتقد أنّ ذلك راجعٌ أكثر مِن أيّ شيءٍ آخر، إلى أنّ الكاتبَ يجعلُ مِنَ العودةِ ومِن العلاقةِ بينَ المنفى والوطن تجربةً وليس موضوعًا.

(*) تكتسبُ هذهِ الرّوايةُ جدّتها أيضًا مِن تعامُلِها مع الشّخصيّة الإسرائيليّة، وهو تعاملٌ يقومُ على العناصر التّالية، الّتي تُعتبرُ فتحًا في القصِّ العربيِّ والفلسطينيّ:

- أنسنة هذه الشّخصيّة، باعتبار ذلك الخطوة الأولى للمواجهة المطلوبة معها؛

- محاولة الاستئناس ب "المنظور الإسرائيليّ" لقراءة أو على الأصح لعرض ما يحدث في داخل الكيان الإسرائيليّ، فالسّيّدةُ من تل أبيب تُقدّمُ النّماذجَ البشريّةَ الإسرائيليّةَ، في إطارِ طيفٍ واسعٍ مِنَ الشّخوص والرّؤى، ينمُّ عن إلمامِ الكاتب بتفصيلاتِ وخفايا ونواظم المشهد الإسرائيليّ؛

- تفنين صراع الذات/ الأنا والآخر، مِن خلال ازدواجيّةِ الرّؤى والمشاعر والأحاسيس؛

- جعَلَ المؤلّفُ أبطالَهُ اليهودَ يتكلّمون فيما بينهم بلغتِهم الأمّ، ذلك بأنّ اللّغةَ تعتبر عنصرًا مركزيًّا مِن عناصر الهويّة. ويمكن القول، إنّ الكاتبَ في تعاملِهِ هذا قد تفوّق أخلاقيًّا على الكُتّاب الإسرائيليّين، الّذين يستنكفون عن الاستئناس بالمنظورِ الفلسطينيّ، والّذين يتجاهلون عنصرَ اللّغةِ، كما شهدْنا مؤخّرًا في مسرحيّة "عائد إلى حيفا"، الّتي مسْرَحَها كاتبٌ إسرائيليٌّ عن رواية بالاسم نفسِهِ لغسّان كنفاني، وجعلَ الزّوجيْن الفلسطينيّيْن فيها- سعيد س. وصفية- يتكلّمان بالعبريّة، لا معَ الشّخصيّاتِ اليهوديّةِ وحسب، بل أيضًا فيما بينهما، وهكذا صادرَ منهما حقَّ التّكلّم بلغتهما الأمّ، وبدا ذلك أقرب إلى استمرار الاحتلال لكن بطرق ناعمة.

(*) إنّ الظِلَّ هو شخصيّةٌ مركزيّةٌ في الرّواية، وربعي المدهون يُعمّقُ مِن خلال ذلك تقليدًا إبداعيًّا في الأدب الفلسطينيّ، جرى في نطاقِهِ توظيفُ الظّلِّ لبناءِ خريطةٍ بديلةٍ لفلسطين بعدَ النّكبة، وباعتبارِهِ شاهدًا على ماضٍ بُتر تحتَ وطأةِ الاستعمار الصّهيونيّ، فضلاً عن إحالاتٍ أخرى في سياق توصيفِ تعقيداتِ الحياة لدى الفلسطينيّين، وكذلك لدى الإسرائيليّين.

(*) تضمّنتِ الرّوايةُ إشاراتٍ لم تكن مقحمة إلى ما يمكنُ اعتباره "بيان الكاتب الرّوائيّ"، مِن قبيل ما يلي: "مِن عادتي مناقشةُ أبطالي في الوقائع الأساسيّة في حياتِهم"؛ "الرّاوي مهما ذهبَ في التّخييل لا يبلغُ حافّةَ الحقيقة... أن تسمع عن معبرٍ إسرائيليّ أو تكتبَ عنه، لن ترسمَ سوى ظلاًّ له، يكبرُ أو يصغرُ ويقصرُ أو يطولُ، بقدْر ما تُلقي عليه مِن ضوء. أمّا الحقيقةُ نفسُها فعَصيّةٌ على الخيال نفسِهِ وعلى الرّواة".

(*) لا شكّ في أنّ هذهِ العلامات اللاّفتة، وهي الأبرزُ في الرّواية، تغفر بعضَ الهنّاتِ الهيّناتِ، ولا سيّما في مَجالَي التّعابير العبريّة، وتحديدِ الأماكن الجغرافيّة.

(*) أخيرًا إذا أردتُ إجمالَ العناصر المتميّزةِ، الّتي يمكنُ استقطارها مِن هذا الصّنف مِن الرّوايةِ الفلسطينيّة الجديدة، فإنّي أستقطرُ العناصرَ الآتية:

* أوّلاً- هذا الصّنفُ له تعبيرُهُ الاجتماعيُّ والثّقافيّ، ولَهُ شهادتُهُ المخصوصة على المجتمع.

* ثانيًا- فيه انخفاضٌ في نبرةِ الصّراخ والأدلجة، بل وحتّى التّرميز كما في شخصيّةِ الأمّ.

* ثالثًا- ينطوي على اقتحامِ مناطقَ لم تكن الطُّرُقُ إليها مشقوقةً في مجال التّجريب والتّجديد.

* رابعًا- تحدّي تابوهاتٍ اجتماعيّة وثقافيّة، (كما يمثل على ذلك الموقفُ من مثليّي الجنس، مقارنةً بموقف علاء الأسواني في "عمارة يعقوبيان").

ولعلّ هذه العناصرَ الأربعةَ كلّها ناجمةٌ، عن أنّ علاقةَ هذا الأدب الجديدِ مع المجتمع، تبدو من وجهةِ نظري، علاقةً خاليةً مِن الخجل أو التّنكّر.

ومثلُ هذه العلاقة تندّ عن دلالةٍ مزدوجة: هناك مِن جهةٍ تصالحٌ مع هذا المجتمع. وهناك من جهةٍ أخرى، قدرةٌ فائقةٌ على نقدِ هذا المجتمع.

مِن هنا نصلُ إلى عنصرٍ خامس، هو الصّدقُ في عرْض الواقع.

تتميّزُ لغةُ الرّوايةِ بأن فيها إيحاءات، لكنّها في الجوهر لغةٌ مباشرة، وهي المؤهّلةُ وحدها للتّعبير عن العالم الّذي تصفُهُ باعتبارِهِ عالمًا حادًّا، عنيفًا، حارًّا، تكْذبُ أيّ لغةٍ أخرى لو حاولتِ التّعبير عنه. لغة تبتعدُ عن الكتابةِ الطّهرانيّة، سجينة البلاغة العربيّة.

ادّعاء، ومن غير رغبة في أن يستخلص منهُ الدّروس ،أو أن يستقي منه العِبَر، (وهذا ما تؤكّدُهُ النّهاية المفتوحة). لكن نفْيَ التّفلسفِ مِن ظاهر الكتابة، لا يعني غيابَ أيِّ تصوّرٍ أو رؤيةٍ فلسفيّةٍ عن أفقِها..

إنّ مثلَ هذا التّصوير يتوافرُ على ما يمكنُ اعتباره "دعوة مزدوجة" مِن لَدُنِ صاحبِها.

إنّها دعوةٌ من جهةٍ، إلى أن نتخلّى عن جهْلِنا أو تجاهلِنا لواقع يملؤُهُ الصّدأ والبثور، ومِن جهةٍ أخرى دعوةٌ لأن نلعبَ ورقة الكينونة، ضدَّ انتهازيّةِ "ما يجب أن يكون."... فالكينونة برغائبِها وعلائقِها المادّيّةِ والنّفسانيّة واشتهاءاتِها، هي أيضًا مِن العناصر الأساسيّةِ، الّتي ستُسعفُنا في إزالةِ الغشاوةِ ومدِّ الجسور، لمصالحةِ الذّات ولمواجهةِ الآخر.

ويعود الفنان إلياس عطالله بفقرة غنائيّة قصيرة أخرى، تتضمن موّالين واغنيتين تراثيّتين؛ هَدّي يا بحر هدّي، وعَ الأوف مشعلاني، ليوجزَ لنا الشّاعر رشدي الماضي نبذةً وامضةً عن حياةِ المدهون:

وُلد ربعي المدهون في مدينةِ المجدل عسقلان عام 1945. هُجّرَ بعدَ النكبة الى خان يونس في قطاع غزّة. أنهى تعليمَهُ الثّانويَّ في مدارس خان يونس. أُبعِدَ الى مصر بسبب نشاطِهِ السّياسيّ، فأنهى دراستَهُ الجامعيّة في القاهرة والاسكندريّة، وقد حملَهُ بساطُ الغربةِ والشّتات إلى كلٍّ مِن؛ عمّان ودمشق وبغداد وموسكو وبيروت ونيقوسيا، إلى أن استقرَّ في مدينةِ الضّبابِ لندن، وقد عملَ مُحرّرًا في صحفِ ومجلاّتِ الحرّيّة، الأفق، صوت البلاد، القدس العربيّ، الحياة، وأخيرًا الشّرق الأوسط الّتي لم يزل محرّرًا فيها.

جاء في كلمةِ ربعي المدهون:

في مكالمةٍ لي مع صديق كانَ عزيزًا، سألني عن آخر أخباري، قرّرتُ أن أفاجئَهُ، وأجعلَ مِن سؤالٍ عاديٍّ غيرَ عاديّ: رايح عَ حيفا بعد أسبوع

اِرتعش هاتفُهُ في يدِهِ، لأنّ سؤالَهُ الثاني جاءني مُقطّعَ الحروف، لا يكادُ يُلملمُ نفسَهُ في جملةٍ سليمةٍ: يا يا زززززلمممممة ايش في في حيفا.. ايش في.. انت مجنون؟

قلت: في حيفا يا صديقي وادي النّسناس، هناك حيث حيفا لا تكفُّ عن ولادة حيفا سيّدة سيدة المدن وتوأمُها الشّقيق، الّتي ربّتْكَ وربّتْني، علّمتْني وعلّمتْكَ.. كيف نمسكُ بالحروفِ ونصنعُ سرْدَنا. في حيفا يا صديقي حيفانا الّتي لا تكفُّ عن الحبَلِ وولادة الأسماء؛ إميل حبيبي، توفيق طوبي، راشد حسين، حنّا أبو حنّا، والأنطوانيْن أنطوان شُلحُت وأنطون شمّاس، ورشدي الماضي وسهام داوود، والنّفّاعيْن محمّد نفّاع وهشام نفّاع، ومحمّد علي طه. في حيفا أمل مرقص وريم بنا وريم كيلاني، وعشرات الأسماء الّتي تلد الأسماء. مَن فضحَ لك أسرارَ القصيدة يا صديقي، ومَن علّمَني التّمشّي على خارطةِ الرّواية، كلانا وُلد على سفح كرملِها. في حيفا ياصديقي حيفا الّتي تلدُ الولادةَ نفسَها، لكي تستعيدَ الولادةَ، أليستْ حيفا هي مَن أعادتْ محمودَنا إلى رحمِها لتلدَهُ مرّةً أخرى، وتزغردُ في يوم ولادتِهِ الثّانية، مثلما زغردتْ يومَ ولادتِهِ الأولى؟ أليستْ حيفا مَن أيقظتْهُ في الصّباح على فنجانِ قهوةِ أمِّهِ؟

حينَ عودتي سأهاتفُ الصّديقَ الّذي كان عزيزًا، لكنّي لم أحملْ لهُ سلامًا دافئًا، كعادة المسافرين مِنَ المكان إلى المكان، سأقول له:

شفت باقْية في حيفا، وشفت سعيد كان متشائمًا وصار متفائمًا، وولاء الصّغير كبُرَ بحجم محبّتي له، لكنّه لم يُحمّلْني السّلام، لأنّ مَن ينسى حيفا، تنساه سيّدةُ البلاد الّتي كانَ اسمُها فلسطين وصارَ اسمُها فلسطين، وتعرفُ أنت قائلَ هذا الكلام أكثرَ ممّا تعرفُني.

أمس؛ حملتُ نكبتي إلى نكبتي، باحثًا عن طفولةٍ أضعتُها في مكان ما، مِن مدينةِ المجدل عسقلان مسقطِ رأسي ومدينتي الأولى، لقد تأخّرتْ زيارتي لها اثنيْن وستّين عامًا، وجميعُنا يعرفُ السّبب. وقفتُ على حوافِّ بقايا المدينة، كمّن يقفُ على حافّةِ ذاكرةٍ لا تقوى على حمْلِهِ، للحظاتٍ قَسَتْ عليَّ المدينة، كأنّما تُعاتبُني على طولِ غياب، كأنّني مسؤولٌ عن نكبتي، حقّا، ألستُ مسؤولاً عن نكبتي؟

للحظاتٍ بقيتُ مشدوهًا أحاولُ لملمةَ مشاعري، ولا أجدُ سوى صمْتِ مشاعري، لكي أُعطي لمدينتي الأولى فرصةً كافية، لكي تتذكّرَني بعدَ اثنيْن وستّين عامًا على هجرتي. اثنان وستّون عامًا على نكبتِنا الّتي جعلتْ تاريخَنا مسبحةَ نكباتِ، منذُ وعَدَ الرّبُّ بوضْعِ الفلسطينيّينَ في خيمة، وقد أنزَلَهم مِن سِفر التّكوين. مذبوحٌ أنا بوعْدِ الرّبّ، بوعْدِ صاحبةِ الجلالة، بلسان بلفور إله المستعمِرين. أنا مذبوحٌ لأنّ حكومةَ جلالتِهِ نظرتْ بعيْنِ الرّضا والعطفِ، لإنشاءِ وطنٍ قوميٍّ لليهود في فلسطين، لكي تكون على أرضي إسرائيلُ، مولودةً مِن رحم الأساطير والكذبةِ الأولى وخيطانِ الحكاياتِ وعبَثِ الخرافة.

فجأة ًشعرتُ بأنفاس المدينةِ تحمِلُني إلى ذاكرتي، حينَ اندفعتْ إلى عيني يافطةٌ زرقاءُ معلّقةٌ على جدار، هو قطعةٌ مِن جسدِ المدينة. والصّديقةُ لبنى الّتي تُرافقُنا وزوجُها الصّديق صالح عباسي، الّذي قدّمَ لي مفاتيحَ منعطَفٍ تاريخيٍّ أُغلقَتْ أبوابُهُ ستّةَ عقود، هرعتْ وزوجتي سناء لقراءةِ اليافطة الّتي أخذتْ تعترفُ لي في صرخة لبنى: هادي حارة المدهون! في تلكَ اللّحظةِ عرفتْني المدينة، وأخذتْ تُقلّبُ صفحاتِها، بينما أبحثُ أنا عن بقعة ما في مكان ما سمِعضتْ صرختي الأولى.

وجدتُني أصرخُ صرختي الأولى: لتصحي يا عسقلان مِن بين أطلالِكِ، يا مجدَلَنا يا مجدًا لنا، نِمْتِ ستّينَ عامًا، في انتظارِكِ أحفادُ كنعان، مباركةٌ أنتِ يومَ وُلدتِ قبلَ خمسةَ آلاف عام، مباركةٌ أنتِ يومَ تعودين، يومَ تخلعين عنكِ أثوابَ الخرافةِ وأسفارَ الأكاذيب. تستريحين على شواطئِ الخريطةِ يومَ القيامة، وعسقلان سمعَتْني حين ناديْتُها بكلِّ الأسماء، سمعَتْني حين ناديت، لأنّها عرفَتْني منذ كانتْ عاصمةَ الفلسطينيّين.

بعدَ ستّة أيّام أعود إلى لندن، لأعيدَ تأثيثَ منفى يلدُ مِنَ المنفى، لكنّي سأُطمْئِنُ الصّديق الّذي كان عزيزًا، أنّني شفت باقية في حيفا. سأقول له لكي أوقظَهُ مِن نزقِهِ الطّفوليّ.. حيفا باقية في حيفا.. لأنّ باقية باقية في حيفا.. لكي تطمئنَّ على ولاء، وولاء يدير باله على أمّه.. باقية باقية في حيفا، لأنّ حيفا باقية في حيفا، لأنّ أهل حيفا ما زالوا ينطقونها حِيفا.

حاور الحضورُ الروائيّ المدهون، واختتم اللقاء الشاعر رشدي الماضي بكلمة شكر لكلّ مَن حاورَ وساهمَ في إنجاحِ هذه الأمسيةِ الرّائعة.

              

أخبار الفن

أكبر إنتاج عربي للأطفال في تركيا

زاد الاردن - ثلاثون حلقة تلفزيونية ، ستكون حصيلة أكبر إنتاج عربي للأطفال ، يغطي مختلف المواقع والآثار التركية

البرنامج سيقدمه للشاشة الفضية في رمضان المقبل ، إن شاء الله ، النجم السعودي الشهير الشيخ ( حسن شاهين ) الذي استقطب ببرنامجه ذائع الصيت ، رحلة مع عمو حسن ، ملايين الأطفال.

يشاركه في تنفيذ و تقديم الحلقات عشرات الأطفال ، من عدة دول عربية ، وهو أول إنتاج مشترك تنتجه مؤسسة المسار الإعلامية في جدة بالمملكة العربية السعودية ، بالتعاون مع قناة ( سنا ) الفضائية للأطفال.

جدير بالتنويه ، أن قناة سنا تغطي جميع الأراضي التركية ، وهي كانت قد بدأت تسجيل برامجها من تركيا.

و صرح المهندس ياسر طلعت - مدير الإنتاج - بأن البرنامج العتيد سيكون متميزا بكل المقاييس الفنية و الإبداعية ، وهو يمثل خطوة نوعية على مستوى برامج الأطفال في الشرق الأوسط...